أسطورة (كاتب وحي رب العالمين وأنها لا تورث عصمة) !!!

معاوية والأمويون والعباسيون
أضف رد جديد
cissoso
مشاركات: 82
اشترك في: الجمعة أكتوبر 27, 2023 7:01 pm

أسطورة (كاتب وحي رب العالمين وأنها لا تورث عصمة) !!!

مشاركة بواسطة cissoso »

ونصوص سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحيحة الثابتة في هذه القضية:
نقول: كتابة الوحي لا تورث عصمة! مع أنه لم يثبت أن معاوية من كُتَّاب الوحي!!
وما هو الدليل على أن الرجل إذا كتب الوحي يكون معصوماً؟! ولا يجوز نقده ومحاسبته كما لا يجوز أن يفسق أو يرتد أو يكفر؟ وما يقال في الخال يقال في هذا! فمعاوية لم يكن كاتباً للوحي!
وقد كان ابن أبي السرح كاتباً للوحي، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي في "الإصابة" (4/109):
( كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتل يعني يوم الفتح ..... ) .
رواه أبو داود (4358) والنسائي (4069) وهو حسن الإسناد .
وروى البخاري في الصحيح (3617) ومسلم كذلك (2781) وهذا لفظ البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان رجل نصرانياً فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فعاد نصرانياً فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض.
وروى أحمد بإسناد صحيح (3/120) وابن حبان في صحيحه (3/19) عن أنس قال : كان رجل يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد عن الإسلام فلحق بالمشركين ثم مات، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (إن الأرض لن تقبله).
فأصلاً معاوية ليس من كتاب الوحي ولو كان كتب الوحي لن ينفعه ذلك كما لم ينفع غيره من الذين انقلبوا على أعقابهم .. قال تعالى:
{وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} آل عمران:144.

والعبرة بالثبات على طاعة الله تعالى وطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصبر على ذلك .. دون مقارفة الأوابد والمهلكات والتوبة والإنابة والتقوى.
والقرآن الكريم يخاطب المجتمع الذي عاش فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويخاطب الناس كافة بعد ذلك إلى قيام الساعة أن العبرة بالثبات على الإيمان وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك قوله تعالى:

{وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} التوبة:101.

{ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين} آل عمران:152.
وانتبه إلى أن الله ذو فضل على المؤمنين بالعفو لا على المنافقين ولا على من يريد الدنيا ولا يريد الآخرة.

{وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين} الجمعة:11.

{والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون} التوبة:107.

وبذلك يتبين أن الاحتجاج بخرافة (كاتب وحي رب العالمين) خرافة زاهقة، فكم من كاتب وقارىء يريد الدنيا والتكسب والخداع بقرائته، قال تعالى:
{أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} البقرة:44.
فالنفاق وإرضاء الناس والخشية من العامة وعدم التصريح والصدع بالحق ليس سبيل الأبرار والمؤمنين الصادقين.

{وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}
والله تعالى أعلم.

____(تعليقات مفيدة)__
قال المسعودي في مروج الذهب:
"فانظر إلى إجماع ملئهم (العامة)، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقام يدعو الخلق إلى اثنتين وعشرين سنة وهو ينزل عليه الوحي ويمليه على أصحابه، فيكتبونه ويدونونه ويلتقطونه لفظة لفظة، وكان معاوية في هذه المدة بحيث علم الله، ثم كتب له صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهور، فأشادوا بذكره، ورفعوا من منزلته، بأن جعلوه كاتبا للوحي، وعظموه بهذه الكلمة، وأضافوه إليها، وسلبوها عن غيره، وأسقطوا ذكر سواه"
أضف رد جديد

العودة إلى ”معاوية والأمويون والعباسيون“