بطلان ما يروى عن ابن عباس أن استوى معناها (صعد) و (استقر) وبيان أنها من جملة الأكاذيب المنقولة عن السلف الصالح رضي الله

[عود الخيزران]

بطلان ما يروى عن ابن عباس أن استوى معناها (صعد) و (استقر) وبيان أنها من جملة الأكاذيب المنقولة عن السلف الصالح رضي الله عنهم:

أورد الفرَّاء (ت207هـ) في تفسيره بلا سند نقلاً عن تفسير الكلبي (الكذاب) أن ابن عباس رضي الله عنهما فسَّر (استوى) بِـ (صعد)؛ - لكن الفرَّاء رحمه الله أول الصعود – وقال عندما نقل عدة أقوال لغوية في معنى الاستواء:
(قال ابن عباس رضي الله عنهما: ثم استوى صعد).

وقد رد هذا عن ابن عباس الحافظ البيهقي في "الأسماء والصفات" – ص (413) بتحقيق الإمام المحدث الكوثري رضي الله عنه طبع دار إحياء التراث العربي – وبين أنه كذب لا يصح فقال هناك:

[....وأما ما حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما، فإنما أخذه عن تفسير الكلبي، والكلبي ضعيف،... أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور أنا الحسين بن محمد بن هارون أنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا يوسف بن بلال عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثم استوى إلى السماء} يعني صعد أمره إلى السماء {فسوّاهن} يعني خلق سبع سموات. قال: أجرى النار على الماء يعني فبخر البحر فصعد في الهواء فجعل السموات منه.... أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان أنا الحسين بن محمد بن هارون أنا أحمد بن محمد بن محمد بن نصر اللباد ثنا يوسف بن بلال عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثم استوى على العرش} يقول: استقر على العرش، ويقال: امتلأ به، ويقال: قائم على العرش وهو السرير.... وأبو صالح هذا والكلبي ومحمد بن مروان كلهم متروك عند أهل العلم بالحديث، لا يحتجون بشيء من رواياتهم لكثرة المناكير فيها، وظهور الكذب منهم في رواياتهم].
انتهى ما أردنا نقله من كلام البيهقي رحمه الله تعالى.

وهذا يبين لنا كيف تم الكذب على الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح بصناعة أقوال باطلة غير ثابتة لدعوى أنهم يقولون بعقائد المشبهة والمجسمة!
والله تعالى حسيبهم!