فضل يوم عرفة كبير والتنبيه على حديث ضعيف رواه مسلم في صحيحه في فضله فيه أن الله سبحانه يدنو من خلقه!.

شرح الحديث
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

فضل يوم عرفة كبير والتنبيه على حديث ضعيف رواه مسلم في صحيحه في فضله فيه أن الله سبحانه يدنو من خلقه!.

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

فضل يوم عرفة كبير والتنبيه على حديث ضعيف رواه مسلم في صحيحه في فضله فيه أن الله سبحانه يدنو من خلقه!.

يوم عرفة يوم عظيم جليل يكرم الله تعالى فيه عباده التائبين بالمغرفة والرحمة والرضوان، فعلى العباد أن يستغفروا ويتوبوا ويؤوبوا لله عز شأنه وأن يندموا على ما اقترفوا من الذنوب والخطايا الكبائر والصغائر وأن يعزموا على عدم العود للمعاصي والآثام.

وقد روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.."

لكن ورد في صحيح مسلم التالي:
حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت يونس بن يوسف يقول عن ابن المسيب قال قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء".

هذا الحديث الذي فيه ذِكْرُ (الدنو) لا يصح عندنا، بسبب أن في سنده (مخرمة بن بكير) ومختصر القول فيه: أنه ضعيف كما قال ابن معين، وقال أحمد: لم يسمع من أبيه.

على أن العلماء المنزهين أولوا لفظ الدنو -مع أنه غير صحيح عندنا- والأولى أمام العامة أن نقول: بأن المراد بالدنو هنا هو القرب يعني بالإكرام والثواب، مثل (واسجد واقترب)..

قال القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (13/11):
[وقوله: (وإنه ليدنو)؛ هذا الضمير عائد إلى الله تعالى. والدنو دنو إفضال وإكرام، لا دنو انتقال ومكان ؛ إذ يتعالى عنه ويتقدس].

وقال الإمام النووي في شرح مسلم (117/9):
[قال القاضي عياض: قال المازري معنى يدنو في هذا الحديث أي تدنو رحمته وكرامته لا دنو مسافة ومماسة، قال القاضي: يتأول فيه ما سبق في حديث النزول إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث الآخر من غيظ الشيطان يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة، قال القاضي: وقد يريد دنو الملائكة إلى الأرض أو إلى السماء بما ينزل معهم من الرحمة ومباهاة الملائكة بهم عن أمره سبحانه وتعالى].

فمختصر القول هنا أنه لو صح حديث (الدنو) فالمراد به القرب من عباده، والقرب منهم هو بالإكرام والمغفرة والعفو، فإذا ورد مثل هذا اللفظ في رواية أخرى صحيحة فالمراد هذه المعاني أو نحوها مما يناسب السياق، فهي مؤولة وليست على ظاهرها.

والتحقيق كما قدمنا أن الحديث ضعيف ولا يثبت.
ولتلميذنا العلامة المحقق والمحدث عبدالله المالكي الأشعري رد مطول في أكثر من مائة صفحة في الرد على من حاول أن يرد على العبد الفقير في ذلك ويبين صحة حديث الدنو. والله يوفقه ويسدده ويجزيه عنا وعن السنة النبوية خير الجزاء.
والله تعالى أعلم.

أضف رد جديد

العودة إلى ”شرح الحديث“