الحق هو القول بالتحسين والتقبيح العقلي عند قسم من علماء أهل السنة والجماعة خلافاً لما يشيعه بعض المهوشين:

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

الحق هو القول بالتحسين والتقبيح العقلي عند قسم من علماء أهل السنة والجماعة خلافاً لما يشيعه بعض المهوشين:

Post by عود الخيزران »

الحق هو القول بالتحسين والتقبيح العقلي عند قسم من علماء أهل السنة والجماعة خلافاً لما يشيعه بعض المهوشين:

قول السادة الماتريدية من أهل السنة والجماعة في مسألة التحسين والتقبيح العقلي ونصوصهم الصريحة في موافقتهم للمعتزلة في ذلك:
حاول بعض المتعصبة أن يصور بأن أهل السنة متفقون على عدم القول بالتحسين والتقبيح وعلى جواز إثابة العاصي وتعذيب المطيع وأن المعتزلة المبتدعين ـ حسب تعبيره ـ هم الذين خالفوا في ذلك وأن السيد السقاف وافق المعتزلة في ذلك وخالف أهل السنة ليلصق هذه التهمة به ويقنع بعض من حوله ممن عطل عقله من (المتردية والنطيحة!) تلبيساً عليهم أن السيد السقاف لم يعد من أهل السنة! ولبيان فساد هذا الادعاء أقول:
إن الماتريدية الأحناف السنيين يوافقون المعتزلة في هذه المسألة ويعيبون على الأشعرية فهذا العلامة الزبيدي الحنفي يقول في (شرح الإحياء) (2/185):
[وحاصل ما في المسايرة وشرحه أن الحنفية لما استحالوا عليه تعالى تكليف ما لا يطاق فهم لتعذيب المحسن الذي استغرق عمره في طاعة مولاه أشد منعاً لتعذيب المحسن المذكور وهم في ذلك مخالفون للأشاعرة القائلين بأن له تعالى تعذيب الطائع وإثابة العاصي ولا يكون ظلماً كما مرَّ، ثم منعهم ذلك ليس بمعنى أنه يجب عليه تعالى تركه كما تقول المعتزلة بل بمعنى أنه يتعالى عن ذلك لأنه غير لائق بحكمته فهو من باب التنزيهات هذا في التجويز عليه تعالى عقلاً وعدمه، أما الوقوع فمقطوع بعدمه غير أنه عند الأشاعرة للوعد بخلافه وعند الحنفية والمعتزلة لذلك الوعد ولقبح خلافه].
وقال العلامة الزبيدي الحنفي في (شرح الإحياء) (2/192-193):
[وحاصل ما في المسايرة وشرحه ما نصه: لا نزاع في استقلال العقل بإدراك الحسن والقبح بمعنى صفة الكمال والنقص كالعلم والجهل والعدل والظلم وَرَدَ شرع أم لا وكذا بمعنى ملاءمة الغرض وعدمها كقتل زيد بالنسبة إلى أعدائه وأوليائه وفاقاً منا ومن المعتزلة.......
وقالت الأشاعرة قاطبة ليس للعقل نفسه حسن وقبح ذاتيان ولا لصفة توجبهما......
وقالت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح للعقل على الوجه الذي قالته المعتزلة....]!!
تأمل هذا النص لتدرك أن أهل السنة الأحناف والماتريدية يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين وأنهم متفقون في ذلك مع المعتزلة وأن من يقول بذلك لا يخرج من أهل السنة خلافاً لما يدعيه بعض المتعصبين الحاقدين!
وأزيدكم من النصوص الواضحة التي ينكر فيها السادة الماتريدية السنيون على الأشاعرة في التحسين والتقبيح وخاصة في تجويز الكذب، ومنها قول العلامة الزبيدي في (شرح الإحياء) (2/195):
[تنبيه: قال ابن الهمام: اعلم أن محل الاتفاق في الحسن والقبح العقليين إدراك العقل قبح الفعل بمعنى صفة النقص وحسنه بمعنى صفة الكمال، وكثيراً ما يذهل أكابر الأشاعرة عن محل النزاع في مسألتي التحسين والتقبيح العقليين لكثرة ما يشعرون النفس أن لا تحكم للعقل بحسن ولا قبح فذهب لذلك عن خاطرهم محل الاتفاق حتى تحيَّر كثير منهم في الحكم باستحالة الكذب عليه تعالى لأنه نقص؛ حتى قال بعضهم ونعوذ بالله ممن قال: لا تتم استحالة النقص عليه تعالى إلا على رأي المعتزلة القائلين بالقبح العقلي...]!
أرأيت كيف يستعيذ أكابر أهل السنة من بعض أكابر الأشاعرة ؟!
وكيف يصفون أكابر الأشاعرة بالذهول ؟!
وكيف يصفونهم بالحيرة في المسألة التي يتفيقه بها المتعصبون بلا علم؟!
فتأمل هداك الله!!

Post Reply

Return to “مسائل وقضايا التوحيد والإيمان”