القرآن الكريم هو الكتاب العزيز وهو كلام الله تعالى المقدس المعجز المحفوظ من التبديل والتحريف الذي {لا يمسه إلا المطهرون،

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

القرآن الكريم هو الكتاب العزيز وهو كلام الله تعالى المقدس المعجز المحفوظ من التبديل والتحريف الذي {لا يمسه إلا المطهرون،

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

القرآن الكريم هو الكتاب العزيز وهو كلام الله تعالى المقدس المعجز المحفوظ من التبديل والتحريف الذي {لا يمسه إلا المطهرون، تنزيل من رب العالمين}:

ونحن لا نعرف إلا هذا المنزل الذي جاءنا به نبينا الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما المعنى القائم بالله تعالى أو الصفة النفسية القائمة فلا نعرفها ولا نعلمها ولا سبيل إلى معرفتها وليس لنا أن نخوض فيها ولا نتقوّل على الله تعالى ما لا يجوز لنا الخوض فيه، لأنه خوض في كنه الله تعالى، وذلك محجوب عن الخلق أجمعين، {ولا يحيطون به علما} {سبحانه وتعالى عما يصفون}.
النصوص القرآنية التي تتحدث عن القرآن الكريم كلها تتحدث عن اللفظ المعجز المنزل إلينا المدون في المصاحف الشريفة.
ونحن نثبت أن الله تعالى متكلم ومعنى ذلك أنه يوصل ما يريد إخبارنا به إما بالقرآن الكريم والكتب المنزلة التي أوجد عباراتها في اللوح المحفوظ أو أوجد صوتاً من الشجرة أفهم به سيدنا موسى عليه السلام ما يريده منه كما قال أبو منصور الماتريدي والفخر الرازي وغيرهما أو يلقي الله تعالى في الروع فهم ما يريده سبحانه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الشافعي بإسناده: (وإن الروح الأمين قد نفث في روعي – أي في نفسي وقلبي وخاطري – أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها ، فأجملوا في الطلب).
ووصفه الله تعالى بقوله:
{إنا جعلناه قرآنا عربيا}
{إنا أنزلناه قرآنا عربيا}
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
{وكان أمر الله مفعولا}
ولذلك وصفه الله تعالى بأنه مُحْدَث فقال جل جلاله:
{ما يأتيهم من ذكر من ربهم مُحْدَث إلا استمعوه وهم يلعبون}
وقال سبحانه:
{وما يأتيهم من ذكر من الرحمن مُحْدَث إلا كانوا عنه معرضين}
فالذي تكفل الله بحفظه وجعله عربيا وأنزله هو المحدَث المعجِز المقدس المعظم.
فكل من خالف في ذلك فقال بأنه قديم غير محدث فقد خالف نص الكتاب وليس لديه دليل.
وكل من خاض في ذات الله تعالى فزعم أنه معنى يقوم بذاته سبحانه فقد قال ما لم يعلم {أتقولون على الله ما لا تعلمون}!
وما ذكرناه هو الذي أخبرنا عنه المولى جل وعز ولا علم لنا بما سوى ذلك!
وأقوال الرجال ليست حججاً شرعياً ولا أدلة وبراهين، والحق يعرف بالدليل، ولا يعرف بالرجال، ومن عرف الحق عرف أهله!
وقد اختصر البخاري رحمه الله ذلك فقال: (لفظي بالقرآن مخلوق) كما ثبت ذلك عنه وكان سبب أذيته وتشريده، وتبعه على ذلك مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح.
وذكر ابن أبي حاتم في كتابه "الجرح والتعديل" (7/191) في ترجمة البخاري أن أبا حاتم وأبا زرعة : (تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق) .
وكل ذلك من مخالفي البخاري تعصب بلا دليل.
وقال الذهبي في ترجمة الإمام مسلم في "السير" (12/572) :
(كان مسلم بن الحجاج يُظهر القول باللفظ ولا يكتمه).
وقد قال بخلق القرآن أو بخلق اللفظ وبحدوثه ـ وكلها بمعنى واحد ـ عدد من الأئمة أيضاً كأبي ثور والكرابيسي والحارث المحاسبي وداود بن علي الظاهري ومحمد بن نصر المروزي وطبقاتهم كما هو ثابت عنهم. وكما نقل ذلك عنهم الحافظ ابن عبد البر في الانتقاء ص (106).
وقال الذهبي في ترجمة الكرابيسي في "السير" (12/80):
(وهو أوّل مَن فتق اللفظ ..... ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرّره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق).
مع أن الكرابيسي لم يبتدع هذا الأمر وإنما أخذه من قول الله تعالى المتقدم الناص على أنه مُحْدَث.
وقوله سبحانه وتعالى: {وكلم الله موسى تكليما} ليس فيه ما يدل على أن هناك معنى قائماً بالله تعالى، ولا أنه ناطق بالعربية ولا بالعبرية أو السريانية، تعالى الله عن ذلك، وما قدمناه منطوق وما استنبطه بعضهم من هذه الآية هو من المفهوم الخطأ والمنطوق مقدم على المفهوم كما هو مقرر في علم الأصول.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
والله تعالى أعلم.

أرجو أن لا يكتب أي إنسان لم يعجبه ما بيناه وشرحناه أي شيء فيه إساءة أدب أو تطاول أو يتفصحن وهو غير عالم ولا محقق ولا راسخ في فهم المسألة ومستوعبها من جميع جوانبها بأدلتها من الكتاب والسنة!
فالتعصب والتقليد بالباطل لا نلتفت إليه.
ولا يدعي مدع أن ما نقوله خلاف قول أهل السنة أو قول كذا وكذا فهو لا يعرف السنة ولا يعرف اختلاف أهل السنة في هذه القضية ولا يستطيع أن يرجح أو يميز بين الخطأ والصواب إلا بالتعصب والتقليد الأعمى.
قال الإمام الغزالي في "المستصفى" (1/234):
[فَالتَّقْلِيدُ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ، فَإِنَّ الْخَطَأَ جَائِزٌ عَلَى الْمُقَلَّدِ، وَالْمُقَلِّدُ مُعْتَرِفٌ بِعَمَى نَفْسِهِ، وَإِنَّمَا يَدَّعِي الْبَصِيرَةَ لِغَيْرِهِ، وَإِنْ كَانَ عَنْ نَظَرٍ فَلَا بُدَّ مِنْ بَيَانِهِ فَهَذَا أَصْلُ الدَّلِيلِ].
وقال في "المستصفى" (2/387) أيضاً:
[التقليد هو قبول قولٍ بلا حجة وليس ذلك طريقاً إلى العلم لا في الأصول ولا في الفروع، وذهب الحشوية والتعليمية إلى أن طريق معرفة الحق التقليد وأن ذلك هو الواجب وأن النظر والبحث حرام ويدل على بطلان مذهبهم مسالك].
وقال العلامة العطار في حاشيته الأصولية (2/442-443):
[التقليد هو الأخذ بقول الغير كأنه أخذه قلادة في عنقه فهو تابع له تبع الدابة لقائدها، ولذلك قيل لا فَرْقَ بين مُقَلِّد يَنْقَاد وبهيمة تُقَاد، وأما التلامذة فإنهم بعد إرشاد المشايخ لهم إلى الأدلة فهم عارفون لا مقلدون].
فكل من يكتب تعليقا خارج الطريق سيتم حذفه.
والله الموفق.
أضف رد جديد

العودة إلى ”مسائل وقضايا التوحيد والإيمان“