آل البيت ووجوب محبتهم:

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

آل البيت ووجوب محبتهم:

Post by عود الخيزران »

آل البيت ووجوب محبتهم:

وأصل العِتْرة هم الهاشميونَ أهلُِ بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولُبُّهُم وخلاصتُهم ومعدِنُهم الأساس: أصحاب الكساء وهم الخمسة مع رسول الله وهم: (سيدنا علي والسيدة فاطمة وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين عليهم سلام الله تعالى)، وذريتهم، وبقية القرابة يدخلون في الآل إلا أنهم ليسوا الأصل، وكذلك الزوجات يدخلون في الآل تبعاً، فإذا طلَّقها أو نَكَثَتْ فقد خرجت عن مسمى الآل والأهل كما سنبين، ودليل ذلك كلِّه ما عيَّنه الله تعالى في كتابه ورسوله في سنته الصحيحة الثابتة عنه، قال تعالى: {..فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} آل عمران:61، وقد ثبت أنهم أهل الكساء من جهات شتى، منها: من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: (لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ: {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} الْآيَةَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي)) رواه مسلم.

وعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً)) قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: ((أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ)).

وفي مسند أحمد (6/292) والترمذي (3871) أيضاً: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ جَلَّلَ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً)) فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ)).
قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي الْحَمْرَاءِ، وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَائِشَةَ.

وفي مسلم (2408): عن زيد بن أرقم: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ | يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ)) فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: ((وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي)). فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ. قَالَ: كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ... وفي رواية أخرى لمسلم: فَقُلْنَا: مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ نِسَاؤُهُ؟ قَالَ: لَا، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّ الْمَرْأَةَ تَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الْعَصْرَ مِنْ الدَّهْرِ ثُمَّ يُطَلِّقُهَا فَتَرْجِعُ إِلَى أَبِيهَا وَقَوْمِهَا. أَهْلُ بَيْتِهِ أَصْلُهُ وَعَصَبَتُهُ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. انتهى. وهذا رأي سيدنا زيد بن أرقم أنَّهُنَّ لسن من آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم.

والصحيح عندنا أن أهل البيت هم الذين عيَّنهم النبي وهم أصحاب الكساء فهؤلاء هم الأصل واللُّب والخلاصة، ويتبعهم الزوجات لأن القرآن عدَّهنَّ من الأهل عندما تكلم معهن ووعظهنَّ في سورة الأحزاب كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وكذلك يدخل في عمومهم القرابة الأدنون. كآل عقيل وآل جعفر وآل العباس.
وقصر بعض النواصب (أهل البيت) أو (آل البيت) على أزواجهم صلى الله عليه وآله مستدلين بقوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا... وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ... قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} هود:69-73. قالوا: لم يكن في البيت غيرها وهذا يثبت أن الزوجة فقط هي أهل البيت! والجواب عليه: أن القرآن يُفَسِّرُ بعضُه بعضاً، إذ قد بيَّن الله تعالى لنا مَنْ هم المقصودون بأهل البيت هنا! فقال سبحانه: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ... وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ... وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} الصافات:109-113. وقال سبحانه: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا... إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ..} الحجر:52. فالبشارة أصلاً لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وهو المقصود بالخطاب. لأن القرآن الكريم بيَّن ذلك وأوضحه، وخطاب الملائكة أصلاً كان مع سيدنا إبراهيم عليه السلام، وزوجته بالتَّبَع وهذا يبطل احتجاج من خصَّ ذلك بالزوجة فقط ليستدل به على مقصوده ويحصر لفظ (عليكم) بالزوجة أو الزوجات! فقد بيَّن القرآن مَنْ هم المقصودون بالبركة بوضوح في قوله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا..}. ثم إن سيدنا رسول الله | فسَّر ذلك عملياً حيث علَّمنا الصلاة الإبراهيمية في سُنَّتِهِ المتواترة عنه المروية في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما والتي جاء فيها: (وباركْ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد) موافقة وامتثالاً لقوله تعالى: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} هود:73. ومما يؤكد أن الزوجة ليست الأصل في أهل البيت أو أنها قد لا تدخل فيهم: قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} هود:81. وقوله تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ} الأعراف:83. وقوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ} العنكبوت:33. وقوله تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} الشعراء:169-171. ففي هذه الآيات بيان واضح قطعي في استثناء الزوجة من الأهل حيث تبين أنه تم استثناء الزوجة من الأهل وأنها ليست هي وحدها الأهل أو الآل.

وحيث تحوَّل الكلام من نون النسوة في سورة الأحزاب الدال على التأنيث إلى ميم الجماعة الدال على الذكورية – مع ما سبق من الأدلة والبيان – دل على أنهنَّ رضي الله تعالى عنهنَّ دخلن في آل البيت تبعاً، فقد قال الله تعالى وهو يخاطب نساء النبي صلى الله عليه وآله: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ.. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} الأحزاب:34، لاحظ أنه لم يقل: (إنما يريد الله لِيُذْهِبَ عنكنَّ الرجس أهل البيت ويطهركن) فما الحكمة في ذلك؟! الجواب: ما قررناه من أنهن تبعاً للأصل وهم الخمسة أصحاب الكساء.

وتطبيق بعض المعاني اللغوية المودعة في بعض كتب اللغة والتقاط ما يؤيّد هوى بعضهم من هنا وهناك غير مُجدٍ البتة! مع أنه جاء في "شرح القاموس" للزبيدي (28/40): [أَهْلُ الرَّجُلِ: عَشِيرَتُه وذَوُو قُرباه وَمِنْه قولُه تعالَى: {فابْعَثُوا حَكَمَاً مِنْ أَهْلِهِ وحَكَمَاً مِنْ أَهْلِهَا}]. قال ابن منظور في "لسان العرب" (11/37): [وآلُ الرَّجُلِ: أَهلُه وعيالُه، فإِما أَن تَكُونَ الأَلف مُنْقَلِبَةً عَنْ وَاوٍ، وإِما أَن تَكُونَ بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ].

فالمراد بالعترةِ آلِ البيت هنا هم بالأخص: أهل الكساء ومن تناسل منهم وهم الهاشميون المتمسكون بكتاب الله تعالى من الفقهاء المجتهدين، قال تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} البقرة:128، وقال تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} آل عمران: 33، وقال تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ.. رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } إبراهيم:37-40، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الطور:21، لا سيما والقرآن قد نص على وجوب محبة أهل البيت وإرادة تطهيرهم، قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب: 33، وقال سبحانه: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الشورى: 23، ومن أجل التنويه بفضلهم وبيان منزلتهم والتمسك بهم مع كتاب الله تعالى شُرِعَت الصلاة عليهم ونُوِّهَ بذكرهم في الصلوات في قولنا: (اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد..) وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} آل عمران: 33، وقال سبحانه: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} النساء: 54-55، وقال تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}. والاعتصام والتمسك بهم هو التمسك بإجماعهم واتفاقهم وترجيح كِفَّتِهم على غيرهم وخاصة في القرون الثلاثة التي تقعدت فيها مذاهبهم وكانت فيه جهابذة أئمتهم لأن الله تعالى جعلهم علامة على معرفة الحق، فالتمسك والرجوع إلى ما قالوه أولى من الرجوع لغيرهم ممن يسمونهم بعلماء السلف، ويقابل أهل البيت وأشياعهم الذين هم مناصروهم: النواصب وهم الذين يناصبون النبي أو سيدنا علياً والعترة المطهرة العِدَاء بكافة أشكاله كأن يغمطوهم حقهم أو يستهينوا بهم بوجه ما، فيجب على المرء المسلم أن يكون في كِفَّة أهل بيت نبيه لا في حزب أعدائهم.
Post Reply

Return to “مسائل وقضايا التوحيد والإيمان”