بيان أن من أسباب ارتقاء المؤذن على مكان مرتفع هو ليراقب الأوقات

[عود الخيزران]

بيان أن من أسباب ارتقاء المؤذن على مكان مرتفع هو ليراقب الأوقات:

روى ابن حبان في صحيحه (8/278) : (وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان صائماً أمر رجلاً فأوفى على شيء فإذا غابت الشمس أفطر). ورواه ابن خزيمة (2061) انظر التعليقات على ابن حبان .

وروى عبد الرزاق أيضاً في المصنف (4/178/7393) عن جبلة بن سُحيم عن علي بن حنظلة عن أبيه قال : كنا عند عمر بن الخطاب في شهر رمضان فجيء بجفنة فقال المؤذن : يا هؤلاء إن الشمس طالعة ، فقال عمر : أعاذنا الله ـ أو أغنانا الله ـ من شَرِّك ، إنا لم نرسلك راعياً للشمس ، ولكنا أرسلناك داعياً للصلاة ، يا هؤلاء ! من كان أفطر فإن قضاء يوم يسير ، ومن لم يكن أفطر فليتم صيامه.
إسناده حسن .
وهو أيضاً عند البيهقي في السنن (4/217) .

وأقول : الدلالة في هذا الحديث أن المؤذن كان أعلى منهم فرأى الشمس طالعة فنبَّههم فرجعوا إلى قوله هم وعمر بن الخطاب، ولم يلتفتوا إلى قول عمر بن الخطاب (إنا لم نرسلك راعياً للشمس ولكنا أرسلناك داعياً للصلاة) وهذه الجملة المحكية عن سيدنا عمر لعلها من تصرفات الرواة !

والمهم أن الجميع رجعوا إلى قول المؤذن لا إلى قول عمر بن الخطاب وعمر بن الخطاب أقر بوجوب قضاء صيام يوم ، والله تعالى الهادي .

والعبرة هنا بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الأول حيث كان يأمر رجلاً أن يوفي على شيء وفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقدم على من سواه من الأمة بلا مثنوية .

والله تعالى أعلم.