ترجمة الحجاج بن يوسف الثقفي عليه لعائن الله تعالى تترى إلى يوم الدين:
قال الحافظ ابن حجر في كتابه "تهذيب التهذيب" (2/185) في ترجمة الحجاج (تميزاً) وليس هو من رجال الكتب الستة:
[حجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي الامير الشهير:
ولد سنة (45) أو بعدها بيسير ونشأ بالطائف وكان أبوه من شيعة بني أمية وحضر مع مروان حروبه ونشأ ابنه مؤدب كُتَّاب، ثم لحق بعبد الملك بن مروان وحضر معه قتل مصعب بن الزبير، ثم انتدب لقتال عبدالله بن الزبير بمكة فجهزه أميرا على الجيش فحضر مكة ورمى الكعبة بالمنجنيق إلى أن قتل ابن الزبير.
وقال جماعة إنه دس على ابن عمر من سمَّه في زج رمح، وقد وقع بعض ذلك في صحيح البخاري، وولاه عبدالملك الحرمين مدة ثم استقدمه فولاه الكوفة وجمع له العراقين فسار بالناس سيرة جائرة واستمر في الولاية نحوا من عشرين سنة، وكان فصيحا بليغا فقيها، وكان يزعم أن طاعة الخليفة فرض على الناس في كل ما يرومه، ويجادل على ذلك، وخرج عليه ابن الاشعث ومعه أكثر الفقهاء والقراء من أهل البصرة وغيرها فحاربه حتى قتله، وتتبع من كان معه فعرضهم على السيف فمن أقر له أنه كفر بخروجه عليه أطلقه ومن امتنع قتله صبرا.
حتى قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم.
وأخرج الترمذي من طريق هشام بن حسان أحصينا من قتله الحجاج صبرا فبلغ مائة الف وعشرين الفا. وقال زاذان: كان مفلسا من دينه. وقال طاوس: عجبت لمن يسميه مؤمنا. وكَفَّره جماعة منهم: سعيد بن جبير والنخعي ومجاهد وعاصم بن أبي النجود والشعبي وغيرهم. وقالت له اسماء بنت أبي بكر: أنت المبير الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال ابن شوذب عن مالك بن دينار سمعت الحجاج يخطب فلم يزل بيانه وتخلصه بالحجج حتى ظننت أنه مظلوم.
وقال ابن أبي الدنيا حدثني أحمد بن جميل ثنا عبدالله بن المبارك انا عبدالرحمن ابن عبدالله بن دينار عن زيد بن أسلم قال: أغميَ على المسور بن مخرمة ثم أفاق فقال: أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أحب إلي من الدنيا وما فيها عبدالرحمن بن عوف في الرفيق الاعلى (مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا).
وعبد الملك والحجاج يجران امعاءهما في النار.
قلت: هذا اسناد صحيح ولم يكن للحجاج حينئذ ذِكْر ولا كان عبدالملك ولى الخلافة بعد، لأن المسور مات في اليوم الذي جاء فيه نعي يزيد بن معاوية من الشام، وذلك في ربيع الاول سنة (64) من الهجرة.
وقال القاسم بن مخيمرة: كان الحجاج ينقض عرى الاسلام عروة عروة.
وقد روى الحديث عن سمرة بن جندب وأنس وعبد الملك بن مروان وأبي بردة.
وروى عنه سعيد بن أبي عروبة ومالك بن دينار وحميد الطويل وثابت البناني وموسى بن أنس بن مالك وايوب السختياني والربيع بن خالد الضبي وعوف الاعرابي والاعمش وقتيبة بن مسلم وغيرهم.
قال موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه: ليس بثقة ولا مأمون. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس باهل أن يروي عنه.
ومما يحكى عنه من الموبقات قوله لاهل السجن (إخسؤوا فيها ولا تكلمون) مات سنة (95) بواسط وهو الذي بناها، وقيل انه لم يعش بعد قتل سعيد بن جبير إلا يسيرا.
وقال الاصمعي عن أبي عمرو ابن العلاء لما مات الحجاج قال الحسن اللهم أنت أمته فامت سنته اتانا أخيفش أعيمش قصير البنان والله ما عرق له عذار في سبيل الله قط فمد كفا كبره فقال بايعوني وإلا ضربت اعناقكم.
وقال عبدالله بن احمد في الزهد: حدثني الحسن بن عبد العزيز ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن اشعث الحداني وكان يقرأ للحجاج في رمضان قال رأيته في منامي بحالة سيئة فقلت يا أبا محمد ما صنعت قال ما قتلت أحدا بقتلة إلا قتلت بها قلت ثم مه قال ثم أمر به إلى النار قلت ثم مه قال ارجو ما يرجو اهل لا إله إلا الله فبلغ ذلك ابن سيرين فقال اني لارجو له فبلغ قول ابن سيرين الحسن فقال اما والله ليخلفن الله رجاءه فيه].
انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
وعلى الحجّاج بن يوسف لعائن الله تترى.
وهذا أحد أمثلة الظالمين من سفاكي الدماء في هذه الأمة ..
فإلى مزابل التاريخ ...
وإلى جهنم وبئس المهاد ...
وكنت يوماً جالساً مع شعيب الأرنأووط نتناقش في أمر الحجاج فذكرت له أنني أذكر أن جماعة من أئمة السلف كفروه. فقال لي: يا شيخ اتق الله! فقلت له اقرأ لنا ترجمته لنرى، فتناول من خلفه كتاب "تهذيب التهذيب" وقرأ الترجمة ولم يقرأ فيها تكفير أئمة السلف للحجاج بل تجاوز ذلك وأخفاه، ولما انتهى قال: أرأيت يا شيخ حسن لم يذكروا أن أئمة السلف كفروه! اتق الله! ولما عدت إلى مكتبتي راجعت الأمر ووجدت نصوص أئمة السلف في ذلك، فذهبت إلى شعيب وأريته ذلك ووبّخته وقلت له: إن ما فعلته يعد خيانة في أداء الحقيقة ... الخ
والحمد لله رب العالمين
رجمة الحجاج بن يوسف الثقفي عليه لعائن الله تعالى تترى إلى يوم الدين:
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm