مسألة الإيمان بالحوض:

[عود الخيزران]

مسألة الإيمان بالحوض:

قال ابن عبد البر: «والإيمانُ بالحَوْضِ عندَ جماعةِ عُلماءِ المسلمينَ واجِبٌ، والإقرارُ به عندَ الجماعةِ لازِمٌ وقد نَفاهُ أهلُ البِدَع من الخوارج والمعتزلة، وأهلُ الحقِّ على التَّصديقِ بما جاء عنه في ذلك صلى الله عليه وسلم.» «التمهيد - ابن عبد البر» (2/ 325 ت بشار).
قلت: مع كامل الإحترام والتقدير والتبجيل للشيخ العلاّمة الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى وغفر له ولنا، لكن هذا كذب على الخصوم، لا أقول إن ابن عبد البر كذّاب - حاشاه - احتراما لذاته ولعلمه، ولمكانته الجليلة عند المسلمين، لكن القول الذي نقله كذب.
الخوارج يؤمنون بالحوض الشريف، والإخوة الاباضية يؤمنون به ويصرّحون بذلك، أما المعتزلة فكتبهم مصرحة به، هم يؤمنون به كذلك، ولم يؤثر عن رجل واحد من المعتزلة، القدماء والمتأخرين، أنكر وجود حوض النبي صلوات الله عليه أو شك في الروايات من الأساس، بل كلهم آمنوا به وهو مروي عند المعتزلة، ذكره الحاكم في التهذيب في التفسير، وفي تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين وذكره القاضي في المغني، وهو مذكور في غير هذه الكتب الاعتزالية.
المروي عنه حقا أنه شك في أحاديث الحوض وسخر من أصحاب النبي هو عبيد الله بن زياد والي العراق ليزيد بن معاوية وفعله مع الحسين عليه السلام معلوم، عن عبدُ السّلام بن أبي حازم أبو طالوتَ، قال: شَهدْتُ أبا برزةَ دخلَ على عُبيد الله بن زياد فحدَّثني فلان -سماه مسلمٌ-، وكان في السِّماط: فلما رآه عُبيدُ الله، قال: إن ‌محمَّديَّكم هذا الدَّحداحَ، ففهمها الشَّيخ، فقال: ما كنتُ أحسِبُ أني أبقى في قوم يعيِّروني بصحبة محمَّد صلى الله عليه وسلم، فقال له عُبيد الله: إن صحبةَ محمَّد- صلى الله عليه وسلم لك زَينٌ غيرُ شَيْنِ، ثم قال: إنما بُعِثْتُ إليكَ لأسالك عن الحوض، سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يذكُرُ فيه شيئاً؟ قال أبو برزة: نعم، لا مرَّةَ ولا ثنتين ولا ثلاثاً ولا أربعاً ولا خمساً، فمن كذبَ به فلا سقاه الله منه ثم خَرَجَ مُغضباً «سنن أبي داود» (7/ 127 ت الأرنؤوط)، وعن زيد بن أرقم، قال : بعث إلي عبيد الله بن زياد، فأتيته، فقال: ما أحاديث تحدث بها - فيما بلغنا عنك - وترويها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نسمعها في كتاب الله؟ ‌وتحدث ‌أن ‌له ‌حوضا في الجنة قال: قد حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كذبت، ولكنك شيخ قد خرفت، قال: أما إنه سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» «مسند ابن أبي شيبة» (1/ 353).
يعني: استهزاء بمقام النبوة والنبي عليه السلام ذاته بقوله محمديكم، واستحقار الصحابة واستهزاء بمقام الصحبة حتى قال أبا برزة: ما كنتُ أحسِبُ أني أبقى في قوم يعيِّروني بصحبة محمَّد صلى الله عليه وسلم، وذكر الذهبي في السير: روى السري بن يحيى ، عن الحسن قال : قدم علينا عبيد الله ، أمره معاوية ، غلاما سفيها ، سفك الدماء سفكا شديدا ، فدخل عليه عبد الله بن مغفل فقال : انته عما أراك تصنع ؛ فإن شر الرعاء الحطمة . قال : ما أنت وذاك ؟ إنما أنت من حثالة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - قال : وهل كان فيهم حثالة لا أم لك.
هذا الذي ثبت عنه الانكار وكل هذه "البلاوي" لا يتكلمون عنه، ومن خالفهم في العقيدة كالمعتزلة والاباضية الذين آمنوا بالحوض يتكلمون عنهم وينسبون إليهم الانكار دون ان يتبينوا..

أفاده الأستاذ: Abdullah medakene.