الرد على كتاب العواصم والقواصم لابن العربي المالكي:

[عود الخيزران]

الرد على كتاب العواصم والقواصم لابن العربي المالكي:

قال سماحة السيد حسن السقاف:
بسم الله الرحمن الرحيم
ينبغي الرد على كتاب العواصم من القواصم للحافظ ابن العربي المالكي

أكثر المطبوع من هذا الكتاب هو القسم الأخير منه بتعليق محب الدين الخطيب .
أما الكتاب كاملاً فهو مطبوع بتحقيق الدكتور الفاضل عمار طالبي الجزائري جزاه الله تعالى خيرا في مجلد واحد . أوله فيه أمور طيبة في العقائد والتنزيه . أما القسم الأخير من الكتاب الذي يتحدث عن قضية ما حدث مما شجر بين الصحابة وما وقع من الفتن فالرجل أموي الهوى ! وكثير مما أورده فيه من المردود .

وقد اجتزأ الوهابية المتمسلفون القسم الأخير من الكتاب وعلق عليه الوهابي محب الدين الخطيب تعليقات نقل كثيراً منها من كتب ابن تيمية ، ونشروا الكتاب وروجوا له ووزعوه أحياناً بثمن زهيد جداً وأحياناً مجاناً ! وقصدهم أن يردوا به على أنصار العترة المطهرة ، الذين يكشفون أمر معاوية وحزبه ، وظن كثير من الناس أن كتاب العواصم هو فقط ما يتعلق بموضوع ما شجر بين الصحابة مما علق عليه الخطيب الوهابي ! ولم يعلموا أن هذا هو جزء من الكتاب الأصلي .

وهذا الكتاب – العواصم من القواصم – لا بد أن يتفرغ له أناس من المحققين المتثبتين بالنقد والرد والتفنيد لقضاياه التي أخطأ فيها، فإن هذا عمل مهم جداً .
وكنت أتمنى أن أتفرَّغ لهذا العمل أو أن يكفينا به بعض عباد الله المخلصين المتقنين للعمل ، وسمعت وهناك رد على (العواصم) للأستاذ (صباح علي البياتي) سمى كتابه (الصحوة رحلتي إلى الثقلين) يقع مع فهارسه في (808) صفحات ، وجهدت في السؤال عليه وتحصيله حتى حصلت عليه ، فوجدته لا يشفي غلياً ولا يروي ! وهو غير مرتب ، بحيث يضيع قارئه ، ولم يميز كلام ابن العربي المردود عليه ، فحاولت تلخيصه فلم أستطع ، ويا ليت مؤلفه الأستاذ (صباح البياتي) يعود إليه فيختصره ويرتبه ويميز كلام العواصم !

وعلى كل حال فأنا أهيب بالباحثين وطلبة العلم النابهين أن يصنعوا رداً على (العواصم) وأن يجعلوا هذا الأمر نُصْبَ أعينهم لكثرة ما فيه من المغالطات والميل إلى نصرة الأمويين بالباطل والدعاوى الفارغة .

وإنني هنا أذكر لكم مثالاً واحداً على ما فيه من دعاوى وأخطاء فأقول وبالله تعالى التوفيق :

قال ابن العربي في العواصم ص (305) من طبعة الدكتور عمار طالبي :
[فجاءوا إلى ماء الحوأب ، ونبحت كلابه، فسألت عائشة فقيل لها: هذا الحوأب، فردت خطامها عنه، وذلك لما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أيتكن صاحبة الجمل الأدبب التي تنبحها كلاب الحوأب" ..].

ثم قال ابن العربي ص (305) منكراً هذا الحديث :
[أما الذي ذكرتم من الشهادة على ماء الحوأب ، فقد بؤتم في ذكرها بأعظم حوب ، ما كان قط شيء مما ذكرتم. ولا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك الحديث، ولا جرى ذلك الكلام ، ولا شهد أحد بشهادتهم، وقد كتبت شهاداتكم بهذا الباطل، وسوف تسألون].

أقول : هذا الحديث الذي كذبه وأنكره وحكم ببطلانه الحافظ ابن العربي هو حديث صحيح ثابت في كتب الحديث وإنكاره له مردود ! وإليكم بعض ذلك :
رواه أحمد في المسند (6/52و97) وصححه شعيب الأرنأووط واللجنة .
ورواه ابن حبان في صحيحه (15/126) وصححه المعلق عليه .
ورواه أبو يعلى في مسنده (8/282) وقال المعلق حسين سليم أسد : إسناده صحيح .
ورواه اسحاق بن راهويه في مسنده برقم (1400) .
ورواه أيضاً كثيرون ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/55) :
[وأخرج هذا احمد وأبو يعلى والبزار وصححه بن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح].
ومن باب من فمك ندينك نقول: صححه الألباني المتناقض في صحيحته .

وفي مجمع الزوائد (3/287) :
[وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنحو بعد ما كادت. رواه البزار ورجاله ثقات].

وقد زاد محب الدين الخطيب في المكابرة في تعليقاته على العواصم فقال هناك :
[أن الكلام الذي نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وزعموا أن عائشة ذكرته عند وصولهم إلى ذلك الماء - ليس له موضع في دواوين السنة المعتبرة].

ومن هنا تعلم أن مما ينبغي: أن يتفرّغ بعض إخوتنا من المشتغلين بالتحقيق لهذا الكتاب فينسف ما فيه من غلطات ومكابرات سواء لابن العربي أو لمحب الدين الخطيب المتوهب .

والله المستعان .