بيان الإجماع على كفر من اعترف بوجود الله ولم يوحده:
قال سماحة السيد المحدث حسن السقاف في كتابه" صحيح شرح الطحاوية":
بيان أن من اعترف بوجود الله ولم يُوَحِّد فهو كافر إجماعاً ولا يسمى موحداً توحيد ربوبية بنص القرآن الكريم:
وتنزّلاً مع بعض الناس وعلى سبيل الجدل المنصوص على جوازه في القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}النحل:125، أقول:
هب أن هناك قسماً من الجاهلين أو من أيِّ طائفة من طوائف الكفار فيها أشخاص يقرّون ويعترفون في غير مجال المضايقة في المناظرة، بأنَّ الله هو الخالق المحي المميت، فإنّ هذا الإقرار منهم أو هذه المعرفة لا تجعل صاحبها يُسّمى أو يطلق عليه مؤمناً أو موحِّداً لا شرعاً ولا لغة ولا عرفاً البتة.
أما شرعاً فلأدلةٍ منها قوله تعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}الزمر: 3، فقد صرّح هذا النص لنا بأَنَّ المرء من أولئك مع قوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}الزمر:3، وتسليمنا جدلاً بأنَّه مُقِرٌ بقلبه بأنّهُ معترف بوجود الله تعالى!! وهو ما يُسَمِّيه الآخرون ((توحيد الربوبية)) ومع ذلك كلَّه أطلق عليه الله تعالى في كتابه كما ترون بأنه {كَاذِبٌ كَفَّارٌ}الزمر:3.
وأما اللغة والعُرْف فلم يَرِدْ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سُنَّتِهِ الواسعة أنه سمّاهم مُوحّدين للربوبية، ولم يُنقل عن أحدٍ من الصحابة أنه قال في حقهم أو عنهم ((إيمان دون إيمان)) مثل ما نقل عن بعضهم كابن عباس رضي الله تعالى عنهما وغيره أنه قال في بعض الأُمور ((كفرٌ دون كفر)) وهذا مما يُؤكِّدُ لنا ويدلُّ بأَنَّ اللغة التي كان صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ينطقون بها والعُرْف الذي كان سائداً بينهم يمنعان إطلاق موحِّد أو توحيد ربوبية على ذلك الإنسان.
ثُمَّ إنَّ الإيمان والتوحيد والعقيدة هو ((ما وَقَرَ في القلب ونطق به اللسان وصدّقه العمل)) وتعريف الإيمان والتوحيد واضح من حديث سيدنا جبريل في السؤال عنه الذي رواه البخاري مسلم، وظاهر في كتب التوحيد التي نصَّت على أن الإيمان أو الدخول في التوحيد هو ((الإتيان بالشهادتين لساناً مع الإقرار القلبي بكل ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله مع الإذعان)) فأين ذلك من هذا، وبذلك اتَّضح جلياً بطلان هذا التقسيم والله الموفق.
بيان الإجماع على كفر من اعترف بوجود الله ولم يوحده:
القواعد والأصول العقائدية
-
- Posts: 901
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm
Return to “القواعد والأصول العقائدية”
Jump to
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↳ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↳ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↳ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↳ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↳ شرح الحديث
- ↳ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↳ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↳ القواعد والأصول العقائدية
- ↳ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↳ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↳ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↳ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↳ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↳ السيرة النبوية
- ↳ قضايا تاريخية
- ↳ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↳ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↳ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↳ الردود على المخالفين
- ↳ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↳ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↳ القواعد الأصولية الفقهية
- ↳ مسائل فقهية عامة
- ↳ المذهب الحنفي
- ↳ المذهب المالكي
- ↳ المذهب الشافعي
- ↳ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↳ النحو والصرف
- ↳ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↳ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↳ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↳ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↳ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↳ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد