تفسير الإمام الرازي لمعنى الحكمة الواردة في آي القرآن الكريم:

تفسير آية أو آيات كريمة
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 943
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

تفسير الإمام الرازي لمعنى الحكمة الواردة في آي القرآن الكريم:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

تفسير الإمام الرازي لمعنى الحكمة الواردة في آي القرآن الكريم:

قال الفخر الرازي في تفسيره (٥٨/٧): [ تَفْسِيرُ الْحِكْمَةِ فِي الْقُرْآنِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهِ أَحَدُهَا : مَوَاعِظُ الْقُرْآنِ، قَالَ فِي الْبَقَرَةِ: {وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} يَعْنِي مَوَاعِظَ الْقُرْآنِ، وفي النساء:{وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ } يَعْنِي الْمَوَاعِظَ، وَمِثْلُهَا فِي آلِ عِمْرَانَ وَثَانِيهَا : الْحِكْمَةُ بِمَعْنَى الْفَهْمِ وَالْعِلْمِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} وَفِي لُقْمَانَ:{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}، يَعْنِي الْفَهْمَ وَالْعِلْمَ، وَفِي الْأَنْعَامِ :{ أُولِئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ}. وَثَالِثُهَا : الْحِكْمَةُ بِمَعْنَى النُّبُوَّةِ فِي النِّسَاءِ: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} يَعْنِي النُّبُوَّةَ، وَفِي ص: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} يَعْنِي النُّبُوَّةَ، وَفِي الْبَقَرَةِ: {وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ} ، وَرَابِعُهَا الْقُرْآنُ بِمَا فِيهِ مِنْ عَجَائِبِ الْأَسْرَارِ فِي النَّحْل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ }وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} وَجَمِيعُ هَذِهِ الْوُجُوهِ عِنْدَ التَّحْقِيقِ تَرْجِعُ إِلَى الْعِلْمِ .... وَاعْلَمْ أَنَّ الْحِكْمَةَ لَا يُمْكِنُ خُرُوجُهَا عَنْ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ كَمَالَ الْإِنْسَانِ فِي شَيْئَيْنِ: أَنْ يَعْرِفَ الْحَقَّ لِذَاتِهِ، وَالْخَيْرَ لِأَجْلِ الْعَمَلِ بِهِ، فَالْمَرْجِعُ بِالْأَوَّلِ : إِلَى الْعِلْمِ وَالْإِدْرَاكِ الْمُطَابِقِ، وَبِالثَّانِي: إِلَى فِعْلِ الْعَدْلِ وَالصَّوَابِ]. وقال ابن جرير الطبري في تفسيره (٨٦/٣) : [ ثم اختلف أهل التأويل في معنى " الحكمة" التي ذكرها الله في هذا الموضع. فقال بعضهم: هي السنة. ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد، عن قتادة: والحكمة أي: السنة. وقال بعضهم: الحكمة، هي المعرفة بالدين والفقه فيه ذكر من قال ذلك : حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قلت لمالك: ما الحكمة؟ قال: المعرفة بالدين، والفقه في الدين، والاتباع له حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: والحكمة قال: (الحكمة): الدين الذي لا يعرفونه إلا به صلى الله عليه وآله وسلم يعلمهم إياها. قال: و (الحكمة)، العقل في الدين وقرأ: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وقال لعيسى : ﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ قال: وقرأ ابن زيد: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ) قال : لم ينتفع بالآيات، حيث لم تكن معها حكمة. قال: والحكمة شيء يجعله الله في القلب، ينور له به. قال أبو جعفر والصواب من القول عندنا في (الحكمة)، أنها العلم بأحكام الله التي لا يدرك علمها إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والمعرفة بها، وما دل عليه ذلك من نظائره. وهو عندي مأخوذ من (الحكم ) الذي بمعنى الفصل بين الحق والباطل.
أضف رد جديد

العودة إلى ”تفسير آية أو آيات كريمة“