نقض احتجاج المجسمة بأثر سُليمان التيميّ: من كون الله تعالى في السماء

[عود الخيزران]

احتجاج المجسمة بأثر سليمان التيمي بأن الله في السماء من الباطل لعدم ثبوته:

قال سماحة السيد المحدّث حسن السقاف في نقضه لهذه الفرية ورده على المجسمة :
قال الذهبي في العلو:
[322- وقال هارون بن معروف: ثنا ضمرة عن صدقة: سمعت سليمان التيمي يقول: لو سئلتُ أين الله تعالى؟ لقلتُ: في السماء. سليمان من أئمة أهل البصرة علماً وعملاً].

وقلت في تخريجه ونقده:
هذا واهٍ وهو كذب حقيقة على التيمي!! ولو ثبت لم يكن قول التابعي حجة. وصدقة الذي في إسناده هو ابن يزيد، قال البخاري: منكر الحديث كما في "ضعفاء العُقَيلي"، وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" (1/374): ((كان ممن يحدّث عن الثقات بالأشياء المعضلات على قلة روايته لا يجوز الاشتغال بحديثه)). والراوي عنه ضمرة بن ربيعة: له مناكير!! قال الساجي: صدوق يهم عنده مناكير. وقد روى حديثاً أنكره أحمد وردَّه رداً شديداً وقال: لو قال رجل: إنَّ هذا كذب لما كان مخطئاً، وقد أخرج الترمذي الحديث في سننه وقال: لا يتابع ضمرة عليه، وهو خطأ عند أهل الحديث. انظر ((تهذيب التهذيب)) (4/404) وسنن الترمذي (3/647). وهارون بن معروف قدَّم الحديث وآثره على القرآن واعترف بأن الله سلبه البصر لذلك كما يأتي في آخر التعليق على النص رقم (517).
وقال الألباني المتناقض في "مختصر العلو" ص (130): [وصدقة هذا هو ابن المنتصر أبو شعبة الشعباني]. وليس كذلك، كما تبين من "تاريخ ابن أبي خيثمة" (2/284/برقم2937) و"تاريخ الإسلام" (6/202).

وهذا الأثر مذكور في كتاب "خلق أفعال العباد" للبخاري برقم (52) وإسناده منقطع لأن ضمرة شامي توفي سنة (202هـ) ولم يلقه البخاري لأن البخاري ولد سنة (194هـ) وكان عمره عند وفاة ضمرة (8) سنوات، ولم يرحل بعد. وهذا مما يشككنا بكتاب "خلق أفعال العباد" المطبوع.

فمن احتج بهذا الأثر فإنما بنى عقيدته على جرف هار وتمسك بخيط عنكبوت لا يسمن ولا يغني من جوع، وكلام الرجال ليس من أدلة الشريعة، وفي تهذيب التهذيب (4/202) أن سليمان التيمي كان يدلس وقال عنه يحيى بن سعيد: مرسلاته شبة لا شيء.

واليوم يبنون احتجاجاتهم على بنيان مهدوم!!