لأدلة الباطلة الموهومة في العقائد ،: الحلقة السادسة : ( أولاً الفطرة ):
قال سماحة السيد المحدّث حسن السقاف في كتابه "متن العقيدة والتوحيد":
هناك أدلة باطلة موهومة يستدل بها بعض الناس في العقائد لا يجوز الاستدلال بها شرعاً، مثل:
أولاً: الفطرة: ومرادهم بالفطرة معلومات دينية تولد مع المولود تبدأ بالظهور عند سن التمييز، وبعضهم يعبر عنها بالإسلام (١)والصواب ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) النحل : ۷۸، والصواب في معنى الفطرة: أنها الخلقة الأصلية التي يولد الإنسان وهو متصف بها، وهي أنه خالٍ من المعلومات وغير مشبع بأي فكر من الأفكار ولديه استعداد لقبول الخير والشر والهدى والضلال، فيكون معنى قوله تعالى: ﴿فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) الروم : ٣٠، أي: خِلْقَةَ الله تعالى التي خلق الناس عليها حين ولدوا وخرجوا من بطون أمهاتهم أنهم لا يعلمون شيئاً فهم إذ ذاك غير مشبعين بأي فكر من الأفكار، فلا تبديل لخلق الله تعالى بحيث لا يستطيع الناس أن يوجدوا مولوداً يحمل أفكاراً ومعلومات عند خروجه من بطن أمه، هذا هو الدين القيم والعقيدة الصحيحة في هذه القضية ولكن أكثر الناس لا يعلم ذلك، وحديث عالم الذر لا يثبت، وتفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ .. الأعراف: ۱۷۲، بحديث الذر باطل لأن الآية تنص على أن الله تعالى أخرج من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ولم تقل الآية أنَّ الله تعالى: (أخرج من آدم من ظهره ذريته). وأما احتجاج بعضهم على الفطرة بمثل قوله تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) العنكبوت : ٦٥، وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَارٍ كَفُورٍ لقمان: ۳۲، فلا يدل على أنهم يعرفون الله تعالى بالفطرة وإنما عرفوا الله تعالى بواسطة الأنبياء الذين دعوهم إلى الإقرار بوجود الله تعالى وعبادته وحده (2)، والدليل عليه قوله تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ يونس : ٩٠ ، ففرعون ما قال ذلك ولا آمن بالله تعالى إلا بسبب ما سمعه من سيدنا موسى عليه السلام وذلك واضح، ولو كان الناس كلهم بفطرتهم ونشأتهم كما يزعم ابن تيمية يعرفون ربهم ويقرون بوجود الرب سبحانه لما ساق الله تعالى لهم آيات كثيرة في كتابه العزيز يحضهم على التفكر والنظر في هذه المخلوقات للاستدلال على وجود الخالق سبحانه، ولما بين الله تعالى لنا الأمر جليا في مثل قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ﴾ يس : ۷۸-۸۰، وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُو عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾ الرعد : ٣٠
الحواشي السفلية:
(١) (۳۰) وفيه حديث الصحيحين (كل مولود يولد على الفطرة) وهو : حديث أبي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودِ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوْدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تُنْتِجُونَ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَجِدُونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنتُمْ تَجْدَعُونَهَا ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ : أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ ؟! قَالَ: «اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)). هذا لفظ البخاري (٦٥٩٩) وهو في خمسة مواضع في صحيحه بألفاظ مختلفة متقاربة، ولفظ مسلم (٢٦٥٨) من حديث أبي هريرة : ((مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوْدَانِهِ وَيُنَصْرَانِهِ وَيُشَرُكَانِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ لَوْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: «اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ... حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي كِلَاهُمَا عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَهُوَ عَلَى الْمِلَّةِ» وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ حَتَّى يُبَيِّنَ عَنْهُ لِسَانُهُ. وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ لَيْسَ مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعَبِّرُ عَنْهُ لِسَانُهُ )). كل هذا في صحيح مسلم. وفي رواية عند مسلم (٢٦٥٨) عن أبي هريرة أيضا : [ كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَأَبَوَاهُ بَعْدُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصَرَانِهِ وَيُمَحِّسَانِهِ فَإِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ فَمُسْلِمٌ كُلُّ إِنْسَانِ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُرُهُ الشَّيْطَانُ في حِضْنَيهِ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا ))). وجاء في صحيح مسلم (٢٦٦٢) [ عَنْ عَائِشَةَ أَمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا وَلِهَذِهِ أَهْلًا )). وفي لفظ آخر عند مسلم: «وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبائهم. وقد روى هذا الحديث أيضاً كثيرون منهم: أحمد (٤١/٦ و٢٠٨)، والنسائي (١٩٤٧)، و ابن حبان (١٣٨/١٣٤٨).
وفي البخاري (۳۲۰۸) ومسلم (٢٦٤٣) من حديث زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصَدُوقُ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٌّ أو سعيد ... الحديث. ونحن لا نعول على حديث العصافير وهو في "العلل ومعرفة الرجال" لأحمد (۱۲/۲)، وفي "تهذيب التهذيب" (٢٥/٥) أن طلحة بن يحيى أحد رجال إسناده أنكر عليه حديث (العصفور) هذا. ولا على حديث زيد بن وهب عن عبد الله وشقي أو سعيد! فقد قال فيه الفسوي في المعرفة والتاريخ" (٧٦٩/٢) [وحدیث زید به خلل كثير. وإنما نعول على حديث أن كل مولود يولد على الفطرة)، وروى البخاري (۳۰۱۳) ومسلم (١٧٤٥) واللفظ للبخاري : [ عَنْ الصَّعْبِ بْنِ جَنَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَذَانَ وَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيِّتُونَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيهِمْ؟ قَالَ: «هُمْ منهم ...... وهذا يفيد أنهم ليسوا على الفطرة ولا لهم حكم المسلمين وفي الموطأ (۹۸۱) والبخاري (٣٠١٤) ومسلم (١٧٤٤) عن ابن عمر: (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قتل النساء والصبيان). وهذا يفيد عكس ما جاء في الحديث السابق حيث قال في قتلهم (هم منهم) وروى أحمد (٣٥٣/٣) عن جابر، وكذا روى كما في المسند (٤٣٥/٣ و ٢٤/٤) والبيهقي في "السنن الكبرى" (۹) ۱۳۰) وغيرهما عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيع : أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ فَأَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ فَلَمَّا جَاءُوا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ: وَهَلْ خِيَارُكُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ نَسَمَةٍ تُولَدُ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا ». قال البيهقي : قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْهُ : [ هِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ اللهُ عَلَيْهَا الْخَلْقَ فَجَعَلَهُمْ مَا لَمْ يُفْصِحُوا بِالْقَوْلِ لَا حُكْمَ لَهُمْ فِي أنفُسِهِمْ إِنَّمَا الْحُكْمُ لَهُمْ بِآبَائِهِمْ). قال البيهقي في "شعب الإيمان" (۱۸۳/۱): [فَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذَا إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْمَوْلُودَ لَا حُكْمَ لَهُ فِي نَفْسِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ تَبَعٌ لِوَالِدَيْهِ فِي الدِّينِ فِي حُكْمِ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْرِبَ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ الْبُلُوغ، وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَلْحَقُهُمْ بِآبَائِهِمْ فِي حُكْمِ الْآخِرَةِ أَيْضاً، وَمِنْهُمْ مَنْ أَلْحَقَ ذَرَارِيَّ الْمُسْلِمِينَ بِهِمْ، وَزَعَمَ أَنَّ أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَوَقَّفَ فِي الْجَمِيعِ، وَوَكَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَذَا أَشْبَهُ الْأَقَاوِيلِ بِالسُّنَنِ الصَّحِيحَةِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَقَاوِيلَ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ، وَمَا احْتَجَّ بِهِ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ فِي آخِرِ كِتَابِ الْقَدَرِ، فَمَنْ أَحَبَّ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَمَتَى مَا أَسْلَمَ الْأَبَوَانِ، أَوْ أَحَدُهُمَا صَارَ الْوَلَدُ مُسْلِمًا بِإِسْلَامِ أَبَوَيْهِ، أَوْ أَحَدِهِمَا وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ إِسْلَامَ مَنْ صَارَ مُسْلِمًا بِإِسْلَامِ أَبَوَيْهِ، أَوْ أَحَدِهِمَا مِنْ أَوْلَادِ الصَّحَابَةِ، وَإِذَا سُبِيَ الصَّغِيرُ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ، وَمَعَهُ أَبَوَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا فَدِينُهُ دِينُ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَبَوَيْهِ، وَإِنْ سُبِيَ وَحْدَهُ فَدِينُهُ دِينُ السَّابِي لِأَنَّهُ وَلِيُّهُ الَّذِي أَوْلَى بِهِ مِنْهُ، فَقَامَ فِي دِينِهِ مَقَامَ أَبَوَيْهِ كَمَا قَامَ فِي الْوِلَايَةِ، وَالْكَفَالَةِ مَقَامَهُمَا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ]. وروى البخاري (٧٠٤٧) وأحمد (٨/٥) وابن حبان (٤٢٧/٢) وغيرهم، في رؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورؤيا الأنبياء حق: [وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودِ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ ))]. وأما الحديث الذي فيه أن أولاد المشركين خدم أهل الجنة فقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٢٤٦/٣): [إسناده ضعيف ] بل هو واه. وحديث عائشة أنها سألت رسول الله عن ولدان من المسلمين، قال: في الجنة) وعن أولاد المشركين؟ قال: في النار، فقلت: يارسول الله لم يدركوا الأعمال قال: (ربك أعلم بما كانوا عاملين لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٢٤٦/٣): [ وهو حديث ضعيف جداً، لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية وهو متروك]. قال الحافظ العراقي في تخريجه لأحاديث "الإحياء" (٣١/٤): [قال المصنف والأخبار في حق الصبيان متعارضة.
(2) قال ابن تيمية في درء التعارض" (۸/ ٤٨٠ ) : [قوله ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.... وهذا يبين أن جميع الإنس والجن مقرون بالخالق معترفون به مقرون بعبوديته طوعاً وكرها وذلك يقتضي أن هذه المعرفة من لوازم نشأتهم وأنه لم ينفك عنها أحد منهم مع العلم بأن النظر المعين الذي بوجبه الجهمية والمعتزلة لا يعرفه أكثرهم فعلم بذلك ثبوت المعرفة والإقرار بدون هذا النظر]. وبما قدمناه من الأدلة يتبين فساد قوله
متن العقيدة والتوحيد/ الأدلة الباطلة الموهومة في العقائد ،: الحلقة السادسة : ( أولاً الفطرة ):
-
- مشاركات: 943
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm