كلمة في حق من يدافع عن معاوية وابنه يزيد:

معاوية والأمويون والعباسيون
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 943
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

كلمة في حق من يدافع عن معاوية وابنه يزيد:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

كل إنسان يدافع عن معاوية وعن ابنه يزيد فهو إنسان إما ضال مضل وإما ضائع تائه أو مقيد بالخوف من مجتمعه المتعصب على جهل!

لو افتتح معاوية ويزيد العالم والكرة الأرضية كلها فهما إمامان من أئمة أهل النار قتلا المؤمنين وسعيا في دم الصحابة الكرام والصالحين من المؤمنين.

الأمور عند الله تعالى - كما يعلم القاصي والداني والمتعامي - ليست بالفتوحات ولا باحتلال البلدان وإنما بتقوى الله تعالى والالتزام بالكتاب والسنة الصحيحة عن سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم.

اقرأوا كتاب (زهر الريحان في معاوية بن أبي سفيان) وكتاب (النصائح الكافية لمن تولى معاوية) وكتاب (نقد تطهير الجنان واللسان) ونحو هذه الكتب لتظهر الحقيقة لمن لا يعرف الحقيقة!

وقول من ادعى الإجماع على عدالة هؤلاء وفضائلهم ونحو ذلك دعاوى باطلة وفارغة فخيار الصحابة الأبرار رضي الله عنهم وسادة التابعين رحمهم الله تعالى كانوا يذمون معاوية ويزيد.

وقد استعاذ أبو هريرة من إمارة الصبيان ورأس الستين يشير إلى يزيد الملعون كما بين ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند حديث (حفظت من رسول الله وعائين)....

وينبغي اجتثاث عرق النصب والجدل بالباطل من رؤوس من يدعون حب آل البيت وحب الصالحين وهم يمجدون الطغاة والقتلة كالبوطي!

والظاهر أن بعض الناس المغفلين لا يدافعون إلا عن الطغاة والجبارين الذين يسومون الأمة ويذيقونهم سوء العذاب، ويغيرون نهج القرآن وما جاء به سيد الخلق رسول رب العالمين! فيجدون لهم الأعذار ويلفون ويدورون بالباطل!

أحد التابعين يقول لعبدالله بن عمرو بن العاص إن معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل وأن نقتل أنفسنا وابن عمرو لا يستطيع أن يرد هذه التهمة عن معاوية:
روى مسلم في الصحيح (1844) وغيره عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص :
(هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا ، والله تعالى يقول: { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } ) .
قال : فسكت ساعة ثم قال : أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله .

ومعاوية يحاول رد الأحاديث التي تحرم الربا بدعوى أنه لم يسمعها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !! ويتناسى القرآن الكريم الذي حرم الله تعالى فيه الربا:
روى مسلم في الصحيح (1587) والنسائي في السنن (7/275برقم4562) واللفظ له عن مسلم بن يسار وعبد الله بن عبيد قالا :
[ جمع المنزل بين عبادة بن الصامت وبين معاوية فقال عبادة : (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نبيع الذهب بالذهب والورق بالورق والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر .... وأمرنا أن نبيع الذهب بالوَرِق والوَرِق بالذهب والبر بالشعير والشعير بالبر يداً بيد كيف شئنا).
فبلغ هذا الحديث معاوية فقام فقال : ما بال رجال يحدثون أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد صحبناه ولم نسمعه منه .
فبلغ ذلك عُبادة بن الصامت فقام فأعاد الحديث فقال : لنحدثن بما سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن رغم معاوية .
صححه الألباني (هذا لمن يحتج بالألباني) في "صحيح النسائي" (3/946) ، وحديث نهي بيع الذهب بالذهب إلا وزناً بوزن رواه جماعة من الصحابة ولم يتفرَّد به عبادة بن الصامت!! ولو تفرَّد به لكفى أن يكون هذا دليلاً على أن معاوية مُعرض عن الشرع في أمور كثيرة ومتعامل بالربا ! وممن رواه من الصحابة عمر بن الخطاب (البخاري 2134) وأبو بكرة (البخاري2175) وأبو سعيد الخدري (البخاري2177) وغيرهم .
وهذا الحديث يثبت أن معاوية كان يتعامل بالربا !!
وقد صرَّح القرطبي في تفسيره (7/392) عن الإمام مالك أن معاوية أعلن بالربا فقال القرطبي هناك :
[ روى ابن وهب عن مالك أنه قال : تُهجَر الأرض التي يصنع فيها المنكر جهاراً ولا يُسْتَقَرّ فيها ، واحتجَّ بصنيع أبي الدرداء في خروجه عن أرض معاوية حين أعلن بالربا فأجاز بيع سقاية الذهب بأكثر من وزنها . خرَّجه في الصحيح ] .

وفي صحيح البخاري معاوية يقول بأنه هو وابنه الفاسق يزيد أحق من عمر ابن الخطاب وابنه عبدالله بالخلافة . فمعاوية يرى أن ابنه يزيد الفاسق أحق من عمر بن الخطاب وابنه في الخلافة .
روى البخاري في صحيحه (4108) عن ابن عمر قال : [ دخلت على حفصة ..... ؛ قلت : قد كان من أمر الناس ما ترين فلم يجعل لي من الأمر شيء فقالت : الْحَق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فُرْقة فلم تدعه حتى ذهب ، فلما تَفَرَّقَ الناس خطب معاوية قال :
مَنْ كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فَلْيُطلِع لنا قرنه فلنحن أحق به منه ومن أبيه قال حبيب بن مسلمة فهلا أجبته ؟! قال عبدالله : فحللت حبوتي وهممت أن أقول أحق بهذا الأمر منك مَنْ قاتلك وأباك على الإسلام ، فخشيت أن أقول كلمة تفرِّق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عني غير ذلك ، فذكرت ما أعد الله في الجنان ، قال حبيب حفظت وعصمت ] .
فمعاوية بصريح الكلام هنا يرى أنه هو وابنه خير من ثاني الخلفاء الراشدين وأحق بالخلافة منه ومن ابنه عبدالله بن عمر .
وتأملوا كيف كان الصحابة يخافون من الاعتراض على معاوية لئلا يسفك دمهم ! وليعتبر المتعصبون بالباطل لهذا الطاغية ! الذين يقولون هل يعقل أن يسكت الصحابة الكرام عنه لو كان يعمل المنكرات ويقترف الظلم ؟!

وأما الأشعرية ونحوهم الذين لا يؤمنون بالألباني فأنقل لهم كلام سعد الدين التفتازاني الأشعري من شرح المقاصد (5/310) حيث يقول:
[ يعني ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق ، وبلغ حد الظلم والفسق ، وكان الباعث له الحقد والعناد ، والحسد واللداد ، وطلب المُلك والرياسة ، والميل إلى اللذات والشهوات ، إذ ليس كل صحابي معصوماً ولا كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخير موسوماً ......
أما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء ، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء ، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء ، ويبكي له من في الأرض والسماء ، وتنهد منه الجبال ...... فلعنة الله على مَنْ باشَرَ أو رضِيَ أو سعى ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ] .

----------------------------------
أما يزيد عليه لعائن الله تعالى تترى:
----------------------------------
فقال الذهبي في "السير" (4/37) أن يزيد بن معاوية:
[كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً يتناول المسكر ويفعل المنكر].

وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/293الطبعة الهندية) نقلاً عن الذهبي أن يزيد بن معاوية:
[مقدوح في عدالته وليس بأهل أن يروى عنه ، وقال أحمد بن حنبل : لا ينبغي أن يروى عنه]!!
فهذا الفاسق هو الذي جعله معاوية أميراً للمؤمنين !!

وقال ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" (8/224) في الكلام على يزيد بن معاوية الذي وضعه معاوية خليفة له على المسلمين ومكنه من رقابهم:
[أما ما يوردونه عنه من الشعر في ذلك واستشهاده بشعر ابن الزِّبِعْرى في وقعة أحد التي يقول فيها:
ليت أشياخي ببدر شهدوا*** جزع الخزرج من وقع الأسل
حين حلت بفناهم بركها*** واستحر القتل في عبد الأشل
قد قتلنا الضعف من أشرافهم*** وعدلنا مَيْلَ بدر فاعتدل
...... فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين ..... وما ذُكِر عنه وما قيل فيه وما كان يعانيه من الأفعال والقبائح والأقوال في السنة الآتية فإنه لم يمهل بعد وقعة الحرة وقتل الحسين إلا يسيراً حتى قصمه الله الذي قصم الجبابرة قبله وبعده إنه كان عليماً قديراً].
هذا كلام ابن كثير.

وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (8/223) أيضاً عند التعليق على حديث (من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله وعليه لعنة الله ....) ما نصه:
[وقد استدلَّ بهذا الحديث وأمثاله من ذهب إلى الترخيص في لعنة يزيد بن معاوية وهو رواية عن أحمد بن حنبل اختارها الخلال وأبو بكر عبد العزيز والقاضي أبو يعلى وابنه القاضي أبو الحسين وانتصر لذلك أبو الفرج ابن الجوزي في مصنَّف مفرد وجوَّز لعنته].

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/177):
[قلت: يوم الحرة قُتِلَ فيه من الأنصار مَنْ لا يحصى عدده ونُهِبَت المدينة الشريفة وبُذِلَ فيها السيف ثلاثة أيام وكان ذلك في أيام يزيد بن معاوية].

وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/94) عند شرح حديث البخاري (1877) سعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء) ما نصه:
[ ويحتمل أن يكون المراد لمن أرادها في الدنيا بسوء وأنه لا يمهل بل يذهب سلطانه عن قُرْب كما وقع لمسلم بن عقبة وغيره؛ فإنه عوجل عن قرب وكذلك الذي أرسله، قال: ويحتمل أن يكون المراد من كادها اغتيالاً وطلباً لغرتها في غفلة فلا يتم له أمر بخلاف من أتى ذلك جهاراً كما استباحها مسلم بن عقبة وغيره، وروى النَّسَائي من حديث السائب بن خلاد رفعه: من أخاف أهل المدينة ظالماً لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله... الحديث ولابن حبان نحوه من حديث جابر].

هذه نبذة يسيرة جداً عن الشخصيات التي يدافع عنها البلهاء أو المغررون أو من لا يميز بين الحابل والنابل .... ومن وصل القول بهم إلى الدفاع عن الحجاج بن يوسف الثقفي الطاغية الملعون الذي رمى الكعبة بالمنجنيق وقتل ابن الزبير وسعيد بن جبير رضي الله تعالى عنهما، وقتل مائة ألف مسلم صبراً وكفره كبار أئمة التابعين من السلف كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في ترجمته في "تهذيب التهذيب".

وما يتناقله بعض التائهين من عواصم ابن العربي فهو مما لن ينفعهم لأن ذلك الكتاب احتوى على طامات وأخطاء فظيعة إرضاء لبني أمية وانتقده عليها كبار الحفاظ في السابق واللاحق.
حتى الألباني المتناقض انتقده في ذلك.

قال تعالى:
{لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه}
والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل.
أضف رد جديد

العودة إلى ”معاوية والأمويون والعباسيون“