بيان بطلان حديث:(صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية)

[عود الخيزران]

قال سماحة السيد حسن السقاف:

حديث: (صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية).
هذا حديث موضوع باطل من وضع المجسمة وأعوانهم.
فهو من جملة الأكاذيب.

ومقصودهم بالقدرية: المعتزلة.
وبالمرجئة: الإمام أبو حنيفة وأتباعه المنزهون رحمهم الله تعالى.
وهو من وضع أهل الحديث المقفلة عقولهم.

وقد رواه الترمذي (2149) وابن ماجه (62) وغيرهما من حديث ابن عباس، وفي إسناده:
(علي بن نزار عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس).

فأما علي بن نزار بن حيان فقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (7/340):
[...عن ابن معين: ليس حديثه بشيء. وكذا قال ابن عدي، وقال الأزدي: ضعيف جداً. روى له الترمذي وابن ماجة حديثاً واحداً في ذم المرجئة والقدرية. قلت: وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يُرْغَبُ عن الرواية عنهم، وسمعت أصحابنا يضعفونه].

وأما والده نزار بن حيان: فقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (10/377):
[قلت: ذكره ابن حبان في "الضعفاء". وقال: يأتي عن عكرمة بما ليس من حديثه حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد لذلك لا يجوز الاحتجاج به. وذكر ابن عدي في "الكامل" في ترجمة ابنه علي بن نزار حديثه عن عكرمة عن ابن عباس في المرجئة والقدرية ثم قال هذا الحديث أحد ما أنكر على علي بن نزار وعلى والده].
فالحديث من جملة المنكرات الموضوعة، وعلامات الوضع تلوح منه.

وللحديث طرق أخرى نتكلم عليها إن شاء الله تعالى في قادم الأوقات.
والله تعالى أعلم