الإمام الكوثري الحنفي رحمه الله تعالى يبين أنه لا يرضى عن معاوية وذويه وآل حرب الذين هم آل أبي سفيان من الأمويين بطريقة

معاوية والأمويون والعباسيون
Post Reply
cissoso
Posts: 82
Joined: Fri Oct 27, 2023 7:01 pm

الإمام الكوثري الحنفي رحمه الله تعالى يبين أنه لا يرضى عن معاوية وذويه وآل حرب الذين هم آل أبي سفيان من الأمويين بطريقة

Post by cissoso »

حب آل البيت ومناهضة شانئيهم دأب وغرض العلامة الكوثري رضي الله تعالى عنه وإن لم يستطع إظهار ذلك بكل صراحة خوفا من تشنيع المشنعين حسب السنن السائرة من بعض المشايخ في تشويه سمعة وصورة من يظهر فضل العترة المطهرة الكريم ويقلي شانئيها! فيرمونه بالرفض زيادة على التجهم والاعتزال! لأن هذه التهم أسلحة المفلسين ضد المصلحين!

فكان رحمه الله تعالى يدور في ذلك بين التصريح والإشارة لهذا الموضوع ما بين فينة وأخرى ! فهو القائل كما في مقالة المحاريب من ضمن مقالاته ص (149):
[ونعيم بن أبي هند ناصبي كان يتناول علياً كرَّم الله وجهه فلا حب ولا كرامة].
وهو القائل رسالته (صفعات البرهان على صفحات العدوان) عن المشبهة والمجسمة:
[ومن معتقد هذه النحلة الباهتة: الحكم بالخاطر، والجهر بالتشبيه والمكان، وتكفير مخالفيهم، والتحزب لآل حرب].
وآل حرب هم الأمويون والمقصود بهم أبو سفيان صخر بن حرب وابنه معاوية ومن كان معهم من أعداء العترة المطهرة!

ويقول العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في تقريظه على كتاب "الروض النضير" في فقه السادة الزيدية (4/337):
(وهكذا تقلَّب علي كرَّم الله وجهه في العلم طالباً ومطلوباً طول حياته، من يوم فطامه إلى عهد حمامه ، ولا شك أن السبطين السعيدين عليهما السلام كانا من أكبر الناس حظاً وأوفرهم نصيباً مَنْ تَعَهَّدَ مثل هذا الوالد الجم المحامد من تهذيبه وتعلمه وتقويمه، فَوَفْرَة ما ورثاه منه من العلوم مما لا يرتاب فيه غير ناصبي، يكون عقله أقل من عقل كل صبي).
راجع ذلك التقريظ فإن فيه من مثل هذا الكلام كثير .

وكان العلامة الكوثري يحترم علماء آل البيت وإن كانوا أصغر منه سناً فهو يقول عن الشريف المحدث العلامة سيدي عبد الله ابن الصديق الذي كان بينهما نحو نيف وثلاثين سنة في العمر في "المقالات" ص (148):
[وقد أجاد الأستاذ السيد عبدالله ابن الصديق الغماري فيما علَّقه على رسالة السيوطي في حكم الصلاة في المحاريب وكشف الستار عن خبايا أسانيدها وأبان عدم صحة التمسك بما فيها من جهة التدليل على ما يدَّعيه السيوطي].

وكان فيما أخبرني سيدي الشريف عبد الله ابن الصديق أعلى الله درجته إذا التقوا في مكان وحان وقت الصلاة قدَّمه العلامة الكوثري وإذا سئل وبخاصة عن حديث في مجلس اجتمعا فيه قال: (لا يُفتى ومالك في المدينة).

وأظن هذا أيضاً مدونا في كتاب سيدي عبد الله ابن الصديق المسمى "سبيل التوفيق إلى ترجمة عبدالله ابن الصديق" وكذلك فعله مع مسند العصر السيد أحمد رافع الطهطاوي المتوفى سنة 1355هـ .

قال سيدنا الإمام عبدالله ابن الصديق الغماري في الجزء الثالث من (فتاواه) ص (32) في شأن معاوية:
[ومعاوية أسهم في قتل الحسن عليه السلام لأنه كان يريد أن ينفرد بالملك ويجعله وراثة في بني أمية ، وهو من مسلمة الفتح الطلقاء ، ومسلمة الفتح نوعان: نوع حسن إسلامه فكان صحابياً فاضلاً مثل حكيم بن حزام وعتاب بن أسيد، ونوع لم يحسن إسلامه مثل معاوية وأبيه وبسر بن أرطأة السفاك عامل معاوية على اليمن ، وليس كل صحابي فاضلاً بل فيهم منحرفون عن الجادة مثل سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وجرير بن عبدالله البجلي ورئيسهم معاوية الباغي بنص الحديث].

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/104) :
[ وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما ] .

وفي كتاب "نفح الطيب" (2/542) في ترجمة الحافظ المفسر إمام اللغة أبي حيان صاحب تفسير "البحر المحيط" ما نصه :
[برع في النحو، وانتهت إليه الرئاسة والمشيخة فيه، وكان خالياً من الفلسفة والاعتزال والتّجسيم، وكان أولاً يعتقد في الشيخ تقي الدين ابن تيمية وامتدحه بقصيدة، ثم إنّه انحرف عنه لما وقف على كتاب العرش له، قال الفاضل كما الدين الأدفوي: وجرى على مذهب كثير من النحويين في تعصبه للإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه التعصب المتين، قال: حكي لي أنّه قال لقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة: إن عليّاً رضي الله تعالى عنه عهد إليه النبيّ صلى الله عليه وسلّم أن لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، أتراه ما صدق في هذا فقال: صدق، قال فقلت له: فالذين سلّوا السيوف في وجهه يبغضوه أو يحبّونه أو غير ذلك ؟!].
ولا أريد الإطالة في هذه العجالة الإطالة بأكثر من هذا!

فأين الإجماعات المدعاة في فضل معاوية؟!
والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل.
Post Reply

Return to “معاوية والأمويون والعباسيون”