(الرد على من احتج بتنازل سيدنا الحسن عليه السلام لمعاوية على أحقية معاوية):

معاوية والأمويون والعباسيون
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

(الرد على من احتج بتنازل سيدنا الحسن عليه السلام لمعاوية على أحقية معاوية):

مشاركة بواسطة cisayman3 »

أخبرني الإخوة المشرفون في هذا المنتدى أن بعض الوهابية النواصب كتب مقالاً يدافع فيه عن معاوية ويدّعي أنه على الحق بدليل تنازل سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام له في الخلافة ومصالحته!
وكون معاوية على الحق وما في معناه من أبطل الباطل وعلى ذلك أجوبة كثيرة نذكر بعضها ونرجو من إخوتنا الكرام ومحبي العترة الطاهرة أن يشاركوا معنا وأن يثروا هذا الموضوع وكل من لديه دليل أو تحقيق أن يذكره.
فنقول: إن ما ذكره ذلك المعترض مغالطات بعضها مبني على بعض!
1- تنازل سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام لمعاوية لا يمحو بوائق معاوية وأعماله الشريرة والفظائع التي اقترفها الثابتة عليه!
فمعاوية ثبت لنا انحرافه وتنكبه عن جادة الهداية إلى جادة الظلم والعدوان وفعل المنكرات والموبقات والمهلكات، والذي نعلمه أن تنازل سيدنا الحسن عليه السلام كان لضغوطات مختصرها رأى ضعف القوة التي يملكها أمام قوة معاوية وخشي من إبادة أهل بيت نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فرأى أن أهون الضرر أن يتنازل له بشرط أن يكون الخليفة بعده ومعاوية لم يلتزم بالشرط بل خان وسعى لقتل سيدنا الحسن بالسم.
فلا يمكن أن يمحى ما فعله المبطل معاوية وجرائمه ومعاصيه المنصوص على عقابها في الكتاب والسنة بتنازل ومصالحة سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام له لضرورة اقتضت ذلك.
2- النبي الكريم سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم تنازل لكفار وزنادقة قريش في بعض الأمور من ذلك في صلح الحديبية ولم يعجب ذلك جماعة من الصحابة منهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكل هذا لم يجعل أولئك الكفار على الحق.
قال عمر بن الخطاب في صلح الحديبية (فلمَ نعط الدنية في ديننا) (ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟!) (أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟!) وكل هذا في البخاري (2734) ومسلم (1785).
وقد استعمل هذا القانون والاحتجاج الصحابي سهل بن حنيف في يوم صفين كما في صحيح مسلم (1785).
وقد روى ابن جرير في تاريخه (4/122) قصة الصلح وفيها:
[فكتب الحسن إلى قيس بن سعد وهو على مقدمته في اثنى عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية فقام قيس بن سعد في الناس فقال يا أيها الناس اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة أو القتال مع غير إمام قالوا لا بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلالة فبايعوا لمعاوية وانصرف عنهم قيس بن سعد].
والشاهد أن معاوية كان إمام ضلالة عندهم.
ولذلك كان موقف سيدنا الحسن من قوله تعالى {فقاتلوا التي تبغي}، مثل موقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قوله تعالى {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} في الحديبية، لمن أراد أن يفهم. والضرورة تقدر بقدرها.
3- أن سيدنا الحسن عندما قيل له لم صالحت معاوية روى حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه رأى بني أمية ينزون على منبره فساءه ذلك، ولم يسر بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يؤكد القطعي عندنا الذي قررناه.
فروى الترمذي بإسناد صحيح (3350) عن القاسم بن الفضل الحُدَّاني عن الثقة التابعي يوسف بن سعد قال: قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية فقال: سوَّدت وجوه المؤمنين أو يا مسوِّد وجوه المؤمنين فقال: لا تؤنبني رحمك الله فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أُرِيَ بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت: { إنا أعطيناك الكوثر } يا محمد يعني نهراً في الجنة، ونزلت: { إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر } يملكها بعدك بنو أمية يا محمد، قال القاسم: فعددناها فإذا هي ألف شهر لا يزيد يوم ولا ينقص.
والحديث رواه أبو يعلى (11/348) وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد. والألباني المتناقض في صحيحته (3940).
وقال شيخ الإسلام القرطبي في ((تفسيره)) (10/283): (وهذا التأويل الثالث قاله أيضاً سهل بن سعد رضي الله عنه، قال سهل: إنما هذه الرؤيا هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فاغتم لذلك وما استجمع ضاحكاً من يومئذ حتى مات صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية مخبرة أن ذلك من تملكهم وصعودهم يجعلها الله فتنة للناس وامتحاناً).
4- وكيف يقال إن معاوية تاب وقد أوصى ابنه ومن حوله قبل موته إن رفع أهل الحجاز رؤوسهم علي يزيد فليسلط عليهم مسلم بن عقبة، وقد امتثل يزيد ومسلم بن عقبة المجرمين أوامر معاوية ففعل ابن عقبة ما فعل في واقعة الحرة في أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القتل والذبح وانتهك الأعراض ما هو مشهور ومعلوم.
5- ما ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث التي سقناها سابقاً في مقالات عديدة وكلها صحيحة من كون معاوية إمام الفئة الباغية وأنه يدعو إلى النار وكون مبغض سيدنا علي منافقا وغير ذلك لا ينسخه ولا يزيله صلح سيدنا الحسن له لضرورة.
فالمدافع عن أهل الباطل بالترهات هو إنسان مكابر لا يخشى الله تعالى، قال تعالى: {هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا}، {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد}.
____________(تعليقات مفيدة)__________
فوائد لعض السادة المعلقين:
((لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ وَ نَالَ‏ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَامَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيّاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏: ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ... ﴾ فَأَنَا ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَ أَنْتَ ابْنُ صَخْرٍ، وَ أُمُّكَ هِنْدٌ، وَ أُمِّي فَاطِمَةُ وَ جَدَّتُكَ قَتِيلَةُ، وَ جَدَّتِي خَدِيجَةُ فَلَعَنَ اللَّهُ الْأَدْنَى مِنَّا حَسَباً، وَ أَخْمَلَنَا ذِكْراً، وَ أَعْظَمَنَا كُفْراً، وَ أَشَدَّنَا نِفَاقاً".
فَصَاحَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ: آمِينَ آمِينَ. وَ قَطَعَ مُعَاوِيَةُ خُطْبَتَهُ وَ دَخَلَ مَنْزِلَهُ‏))
_____________________________
أضف رد جديد

العودة إلى ”معاوية والأمويون والعباسيون“