التفويض مردود لأسباب منها:

القواعد والأصول العقائدية
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

التفويض مردود لأسباب منها:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

أسباب رفضنا لمذهب التفويض
1- أن الله تعالى أمرنا بأن نفهم القرآن ونتدبره فقال سبحانه: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ } ص: 29، ولقوله تعالى: { حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تعملون } النمل: 84، ولقوله تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } الفرقان: 73، والتفويض مخالف لهذا الأصل وهو وجوب معرفة معنى الآيات وخاصة في حق أهل العلم. { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } النساء: 83.
2- الأصل أن الله تعالى خاطبنا بلسان عربي مبين، وادَّعاء أن هذه الجمل مثل { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ } غير مفهومة المعنى مخالف لهذا الأصل.
3- أن القائلين بالتفويض أثبتوا من مثل قوله تعالى { تجري بأعيننا } صفة العين أو العينين، مع أن النص ليس فيه ذكر للفظ الصفة، وهم يقولون (أمروها كما جاءت) أو (قراءتها تفسيرها) وهم زادوا عليها ما لم يرد وهو قولهم بأنها صفة! فنقضوا أصلهم وخالفوا الكتاب الكريم.
4- أن الله تعالى بيَّن في كتابه الكريم أن أهل العلم الراسخين يعلمون تأويله في قوله تعالى: { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } آل عمران: 7، ويؤكِّد هذا قوله تعالى: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } سورة سيدنا محمد: 24، وقوله تعالى: { وكذلك يجتبيك ربك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك } يوسف: 6، أي يعلمك معاني وبيان وتفسير الأحاديث. وقال تعالى: { ولنعلمه من تأويل الأحاديث } يوسف: 21، وقال تعالى: { وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ } يوسف: 101 وجاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده بين كتفيَّ أو قال على منكبي فقال: ((اللهم فَقِهّهُ في الدين وعَلِّمْهُ التأويل)) رواه ابن حبان في صحيحه (15/531). وقال صلى الله عليه وآله وسلم لذلك الرجل الذي لم يفهم قوله تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } البقرة: 187، ووضع خيطين أو عقالين تحت وسادته حتى طلعت الشمس: ((إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين.. لا بل هو سواد الليل وبياض النهار)) رواه البخاري (4510). أَوَّل له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يفهمه ويستوعبه.
5- والقول بالتفويض يفضي إلى القول بالظاهر بدليل أنهم أثبتوا لله تعالى يدين وعينين ووجهاً.. الخ، والقول بالظاهر يفضي إلى التشبيه والتجسيم.
وهناك وجوه كثيرة يتبين منها فساد مذهب التفويض لا يتسع المقام الآن لبسطها وفيما ذكرناه كفاية.
6- القائلون بالتفويض فرقوا بين المتشابه في مسائل الفقه ونحوه فأولوه وبينوا معناه كالقرء مثلاً في قوله تعالى { ثلاثة قروء }، ثم ادعوا التفويض في الإضافات ونحوها مما سموه آيات وأحاديث الصفات، وكل من القسمين من المتشابه، فإذا كان المتشابه { وما يعلم تأويله إلا الله } تعالى فقط فكيف أولوه في الفقه وبينوا معناه ولم يؤولوه في الصفات ؟
هذا بعض ما خطر ببالي من نقاط تدحض التفويض الذي لم يثبت عن السلف المتقدمين (الصحابة والتابعين) وعن أكثر السلف المتأخرين.. والله يهدينا إلى سواء السبيل.
أضف رد جديد

العودة إلى ”القواعد والأصول العقائدية“