حقيقة الضحك في حق الله تعالى محال

القواعد والأصول العقائدية
أضف رد جديد
الباحث المفكر
مشاركات: 107
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 03, 2025 8:02 pm

حقيقة الضحك في حق الله تعالى محال

مشاركة بواسطة الباحث المفكر »

حقيقة الضحك في حق الله تعالى محال

من كتاب (تأسيس التقديس)

واعلم أن حقيقة الضحك على الله تعالى محال. ويدل عليه وجوه:
الأول: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} النجم: 43، فَبَيَّن أن اللائق به أن يُضْحِكَ ويُبْكي فأما الضحك والبكاء، فلا يليقان به.
والثاني: إن الضحك تَشَنُّجٌ يحصل في جلد الوجه، مع حصول الفرح في القلب وهو على الله محال.
والثالث: لو جاز الضحك عليه لجاز عليه البكاء. وقد التزمه بعض الحمقى! وزعم: أنه بكى على أهل طوفان نوح عليه السلام، وهذا جهل شديد، فإنه تعالى هو الذي خلق ذلك الطوفان، فإن كرهه فَلِمَ خلقه؟ وإن لم يكرهه فَلِمَ بكى عليه؟
الرابع: أن الضحك إنما يتولد من التعجب، والتعجب حالة تحصل للإنسان عند الجهل بالسبب، وذلك في حق عالم الغيب والشهادة محال.

إذا ثبت هذا، فنقول: وجه التأويل فيه من وجوه:
الأول: أن المصدر كما يحسن إضافته إلى المفعول فكذلك يحسن إضافته إلى الفاعل. فقوله: ((ضحكت من ضحك الرب)) أي من الضحك الحاصل في ذاتي بسبب أن الرب خلق ذلك الضحك(هذا تأويل بعيد).
والثاني: أن يكون المراد: أنه تعالى لو كان ممن يضحك كالملوك لكان هذا القول مضحكاً له.
والثالث: أن يحمل الضحك علـى حصول الرضى والإذن. وهذا نوع مشهور من الاستعارة.

وأما حديث أبي هريرة وهو أن العبد يقول: ((لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله منه)) فيجوز أن يكون قد وقع الغلط في الإعراب، وكان الحق:
((فَيُضْحِك الله منه)) أي يُضْحِكُ الله الملائكة من ذلك القول، والذي يدل على أن ما ذكرناه محتمل: أن أبا هريرة، وأبا سعيد الخدري اختلفا في قدر عطية ذلك الرَّجُل. فقال أبو سعيد: يعطيه الله ذلك المطلوب وعشرة أمثاله. وقال أبو هريرة: يعطيه الله ذلك ومثله معه، وهذا الاختلاف بينهما في الحديث مذكور في كل كتب الأحاديث(أي للمتتبع لروايتهما في كتب الحديث، وصرح به في مسند أحمد (3/25) ولفظه: [فقال أبو سعيد ورجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختلفا، فقال أحدهما: فيدخل الجنة فيعطي الدنيا ومثلها معها. وقال الآخر: يدخل الجنة فيعطي الدنيا وعشرة أمثالها]. والرجل الآخر الراوي لهذا الحديث هو أبو هريرة كما في البخاري (806).). فلما لم ينضبط هذا الموضع من الخبر فجواز عدم الضبط في ذلك الإعراب أولى، وبالله التوفيق.

أضف رد جديد

العودة إلى ”القواعد والأصول العقائدية“