هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزُّرعي الدمشقي المتوفى (751 هـ). اشتهر بين أهل العلم بابن قيِّم الجوزية، وهي من أكبر مدارس الحنابلة. بدمشق الشام تلقَّى علومه على مشاهير أهل العلم كابن عبد الدائم (ت 718 هـ)، وابن تيمية (727 هـ)، وعيسى شرف الدين المطعم (ت 719 هـ)، والبدر بن جماعة (ت 733 هـ) والمزي (ت 742 هـ) وغيرهم.
قال ابن حجر العسقلاني في ((الدرر الكامنة)) (1/480):
[محمد بن أبي بكر ابن أيوب بن سعد بن حريز الزُّرَعي الدمشقي، شمس الدين ابن قيم الجوزية الحنبلي، ولد سنة 691، وسمع على التقي سليمان وأبي بكر بن عبد الدائم والمطعم وابن الشيرازي وإسماعيل ابن مكتوم والطبقة، وقرأ العربية على ابن أبي الفتح والمجد التونسي، وقرأ الفقه على المجد الحراني وابن تيمية،.. وقرأ في الأصول على الصفي الهندي وابن تيمية وكان جريء الجنان واسع العلم عارفاً بالخلاف ومذاهب السلف، وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه، وكان له حظ عند الأمراء المصريين، واعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن أُهِينَ وطِيف به على جمل مضروباً بالدِّرَّة فلما مات أفرج عنه، وامتحن مرة أخرى بسبب فتاوي ابن تيمية، وكان ينال من علماء عصره وينالون منه، قال الذهبي في المختص: حبس مرة لإنكاره شد الرحل لزيارة قبر الخليل ثم تصدَّر للأشغال ونشر العلم ولكنــــــه معجـــــب برأيـــــه جـــــــريء على الأمـــــور، وكانت مدة ملازمته لابن تيمية منذ عاد من مصر سنة 712 إلى أن مات.. وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف وهو طويل النَّفَس فيها يتعانى الإيضاح جهده فيسهب جداً ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك وله في ذلك ملكة قوية ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها].
وقد لخص الحافظُ الذهبيُّ حالَ صديقه وزميله ابن القيم فوصفه في معجمه المختص (ص 269 ترجمة 347) بقوله:
[.... تصدَّر للاشتغال ونشر العلم ولكنه معجب برأيه سيء العقل جريء على الأمور....].
ومعرفة ابن القيم الزرعي في التمييز ما بين صحيح السنة والأثر وضعيفه مهلهلة واهية، فهو ليس من الحفاظ والمحدثين العارفين المتمكنين في هذه الصناعة وإن ذكره بعضهم في طبقات المحدثين والحفاظ، ويثبت قولنا هذا تعليقاتنا على كتابه اجتماع الجيوش، بالإضافة إلى مقارنة ما يقوله بقول أئمة الحديث والأثر.
غالب مصنفات ابن القيم سرقات علمية:
ومما ينبغي أن ننبه عليه ـ مما يدور في ذهننا من الأمور العلمية في النقد ـ أن ابن القيم مهر في السرقات العلمية، فهو يسطو على جهود من سبقه من أهل العلم وعلى جهود شيخه الحَرَّاني ـ الذي ربما يكون مثله كذلك ـ فقد انتحل ابن القيم كتباً كثيرة ونسبها إلى نفسه مع تغيير يسير أو بعض إضافات أو تقديم وتأخير! وسأذكر إن شاء الله نماذج من ذلك في فصل خاص في مقدمة تحقيقي لكتابه اجتماع الجيوش.
وقال أحد فضلاء عصرنا في مقدمة "السيف الصقيل":
[أبوه قيم المدرسة الجوزية الحنبلية، أما هو فكان جمَّاعة للكتب حصَّل منها الكثير والكثير، وهو دَوَاة ابن تيمية وقلمه فلا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، ويضيف ابن حجر عنه: «وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه.. واعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبًا بالدِّرة» تدبر هذه الفقرة تعلم أن ابن تيمية إن كان قد كتب فإن ابن القيم هو الذي قد هذب وحرر وأضاف وحذف؛ ودَقَّق في كونه المطاف به على الجمل للتشهير والمضروب بالدرة للتعزير، واقرأ ما ينقله الحصني عن تجريس ابن القيم وابن كثير في مسألة الزيارة والطلاق مما تجده في خاتمة "دفع شبه من شبه وتمرَّد"، وفيه: أن ابن القيم جدد إسلامه عند القاضي الحنبلي، كي لا يؤاخذ بسوء أدبه مع خليل الله إبراهيم عليه السلام، ولا نطيل بذلك فانظره ص532 وما بعدها إن شئت.
ونوقفك الآن على: أن كتاب "الفوائد المشوقة لعلوم القرءان" المطبوع منسوباً لابن القيم هو أصلاً مقدمة تفسير ابن النقيب ولكن نسب لابن القيم من باب الرواج التجاري والدعاية المدروسة؛ وكتاب الطب النبوي الذي هو جزء من كتاب زاد المعاد مسروق لُحْمَته وسَدَاهُ من كتاب ابن الكحال الدمشقي؛ والأبحاث الحديثية في زاد المعاد بنصها وفصها ونصها في روض السهيلي وشرح سيرة عبد الغني للقطب الحلبي ومحلى ابن حزم، أما مباحث الاعتقاد والحشو فهي إنتاج وإخراج ابن القيم وابن تيمية وابن مَلْكَا اليهودي..
له عمل وحيد ألَّفه من ألفه إلى يائه؛ وهو أرجوزته الشنيعه المسماة كذباً الكافية الشافية، فهي عمل ابن القيم الوحيد وإنتاجه الفكري الفريد؛ صحيح أنها عين ما تجده عند ابن تيمية لا زيادة ولكن ابن القيم كساها من بنات أفكاره الترتيب والتنقيح والتقديم والتأخير؛ وأنت بعد تدبر هذا جيداً أعمد لمؤلفات ابن القيم المنشورة كلها تجد النقل الطويل دون عزو أو إشارة من باب السرقة والأغارة على ما للآخرين؛ بكل الحرص على لبس ثوبي الزور؛ ولكنه لما اعتاد الإغارة على أعمال الناس، أبى إلا أن يغير على نفسه فنحل قصيدته اسما لا مسمى له وهو ابن زفيل وبذا تعرف أن ابن زفيل هو الاسم المزور المنحول لفكر ابن تيمية الحشوي المصوغ بلسان ابن القيم الزرعي اقتصر عمله وإبداعه فيها على صياغة حشويات ابن تيمية في صورة يسهل حفظها؛ كيف ولا وشيطان الشعر طوع أمره، وشيخه يقرأ خط الجن ويدريه؛ وعفاريت الجن تظهر بصورة شيخه لتدعو له وتحميه {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً }].
....... يتبع إن شاء الله تعالى
ترجمة ابن قيم الجوزية وبعض ما عليه(1)
التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
العودة إلى ”التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد