تكملة ابن القيم وترهاته وسرقاته العلمية:
وقال العلامة المحدث الكوثري في مقدمة تعليقاته على ((السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل)):
[وكان ابن زَفِيل الزُّرَعِي المعروف بابن القيم يسايره في شواذه كلها حياً وميتاً، ويقلده فيها تقليداً أعمى في الحق والباطل، وإن كان يتظاهر بمظهر الاستدلال لكن لم يكن استدلاله المصطنع سوى ترديد منه لتشغيب قدوته دائباً على إذاعة شواذ شيخه، متوخياً في غالب مؤلفاته تلطيف لهجة أستاذه في تلك الشواذ، لتنطلي وتنفق على الضعفاء، وعمله كله التلبيس والمخادعة والنضال عن تلك الأهواء المخزية حتى أفنى عمره بالدندنة حول مفردات الشيخ الحَرَّاني. تراه يثرثر في كل واد، ويخطب بكل ناد، بكلام لا محصل له عند أهل التحصيل، ولم يكن له حظ من المعقول، وإن كان كثير السرد لآراء أهل النظر، ويظهر مبلغ تهافته واضطرابه لمن طالع (شفاء العليل) له بتبصر، ونونيَّته وغزوه من الدلائل على أنه لم يكن ممن له علم بالرجال ولا بنقد الحديث؛ حيث أثنى فيهما على أناس هلكى، واستدل فيهما بأخبار غير صحيحة على صفات الله سبحانه، وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص بما فيه عبرة، ولم يترجم له الحسيني ولا ابن فهد ولا السيوطي في عداد الحفاظ في ذيولهم على طبقات الحفاظ.
وما يقع من القارئ بموقع الإعجاب من أبحاثه الحديثية في زاد المعاد وغيره فمختزل مأخوذ مما عنده من كتب قيمة لأهل العلم بالحديث، (كالمورد الهني شرح سير عبد الغني) للقطب الحلبي ونحوه.
ولولا محلَّى ابن حزم وأحكامه ؛ ومصنف ابن أبي شيبة وتمهيد ابن عبد البر ؛ لما تمكن من مغالطاته وتهويلاته في (أعلام الموقعين).
وكم استتيب وعُزِّر مع شيخه وبعده على مخازٍ في الاعتقاد والعمل تستبين منها ما ينطوي عليه ؛ من المضي على صنوف الزيغ تقليداً لشيخه الزائغ وسيلقى جزاء عمله هذا في الآخرة - إن لم يكن ختم له بالتوبة والإنابة - كما لقي بعض ذلك في الدنيا].
انتهى كلام الشيخ الكوثري.
مبالغاته في تقديس شيخه الحَرَّاني واختراع الكرامات له ومنها أنه مطلع على الغيب!!:
كما أن من مبالغاته وشططه أنه كان يدَّعي بأن شيخه ابن تيمية الحَرَّاني كان يعلم الغيوب والاطلاع على اللوح المحفوظ!! ومثل هذا لو قال به اليوم خصوم الوهابية المتمسلفين لرفع الوهابية عقيرتهم في تكفيرهم ورميهم بالشرك والضلال واشتغلوا بإذاعته ليلاً ونهاراً وصنفوا فيه مئات الكتب والمجلدات كما هو معلوم، فابن القيم يقول عن شيخه الحَرَّاني في ((مدارج السالكين)) (2/489) ما نصه:
[ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أموراً عجيبة وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سِفْرَاً ضخماً. أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تُكْسَر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كَلَبَ الجيش وحِدَّته في الأموال وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة(1) ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يميناً ؛ فيقال له: قل إن شاء الله! فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً ؛ وسمعته يقول ذلك؛ قال: فلما أكثروا عليَّ قلت لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكَرَّة وأن النصر لجيوش الإسلام(2) قال: وأطْعَمْتُ بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر].
فابن تيمية بهذا اطلع على اللوح المحفوظ والله تعالى يقول: { أطلع الغيبَ أم اتخذ عند الرحمن عهداً } والله تعالى يقول { فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول }.
فهل ابن تيمية رسول ونبي من الأنبياء ؟!
وقال ابن القيم في الصفحة التالية بعد ذلك:
[وأخبرني غير مَرَّة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم].
ولو قال هذا الكلام اليوم أحد ـ كما قلنا ـ أو نقله عن بعض العلماء السابقين في بعض الأولياء أو بعض الصوفية أو بعض أئمة آل البيت لفقد المتمسلفون عقولهم وسارعوا في إنكار ذلك وادَّعوا بأن هذا من خرافات وشركيات وبدع الدجالين!!
___________
الحواشي السفلية:
(1) أي أنه يعلم الأمور قبل حصولها بزمن! نسأل الله تعالى السلامة!!
(2) هذه الجملة التي تحتها خط قام ابن كثير بحذفها من هذه القصة لشناعتها!
......... يتبع
ترجمة ابن قيم الجوزية وبعض ما عليه (2)
التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
العودة إلى ”التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد