معنى كون سيدنا موسى كليم الله تعالى فيما يؤيد قولنا في مسألة الكلام:

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

معنى كون سيدنا موسى كليم الله تعالى فيما يؤيد قولنا في مسألة الكلام:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره: (3/6/216): [اختلفوا في أن من كلمه الله فالمسموع هو الكلام القديم الأزلي، الذي ليس بحرف ولا صوت أم غيره ؟ فقال الأشعري وأتباعه: المسموع هو ذلك فإنه لما لم يمتنع رؤية ما ليس بمكيف، فكذا لا يستبعد سماع ما ليس بمكيف، وقال الماتريدي: سماع ذلك الكلام محال، وإنما المسموع هو الحرف والصوت].
يعني أن الله تعالى خلق صوتاً سمعه سيدنا موسى عليه السلام وغيره ممن أراد الله تعالى إسماعه.
وقال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (13/455): [وَيُحْكَى عَنْ أَبِي مَنْصُور الْمَاتُرِيدِيّ مِنْ الْحَنَفِيَّة نَحْوه لَكِنْ قَالَ: خَلَقَ صَوْتًا حِين نَادَاهُ فَأَسْمَعَهُ كَلامه].
وقال السعد التفتازاني في شرح العقائد النسفية ص (84):
[وأما الكلام القديم الذي هو صفة الله تعالى فذهب الأشعري إلى أنه يجوز أن يُسْمَع ومنعه الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني وهو اختيار الشيخ أبي منصور رحمه الله، فمعنى قوله تعالى { حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ } التوبة: 6، يسمع ما يدل عليه، كما يقال سمعت علم فلان، فموسى عليه السلام سمع صوتاً دالاً على كلام الله تعالى، لكن لما كان بلا واسطة الكتاب والمَلَك خُصَّ باسم الكليم].
وهذا قول جيد للغاية.
وقال العطار في ((حاشيته على جمع الجوامع)) لابن السبكي (1/179):
[واستحال أبو منصور الماتريدي سماع ما ليس بصوت فعنده سمع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام صوتاً دالاً على كلام الله تعالى تولى خلقه من غير كسب لأحد من خلقه ووافقه أبو إسحاق الإسفراييني].
وقال الشرقاوي في ((حاشيته على شرح الهدهدي على أم البراهين))
ص (75):
[وذهب أبو منصور الماتريدي في أحد قوليه وأبو إسحاق الإسفراييني والرازي إلى أن كلامه تعالى الأزلي لا يسمع وإنما يسمع صوت يدل عليه يخلقه الله تعالى فموسى إنما سمع صوتاً ولفظاً].
ومن هذا يتبين أن تخصيص سيدنا موسى عليه السلام بالكلام هو لإظهار الفضل والتشريف، وبه يتم الجواب على هذا الإشكال.
___________(تعليقات مفيدة)____________
أحمد الدبوبي السلام عليك اخي
قال تعالى " ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحي او من وراء حجاب او يرسل رسولً فيوحي باذنه ما يشاء "
فالوقوف عند قوله " ما كان لبشر ان يكلمه الله "
فما كان في اللغة تفيد نفي الامر من اساسه اي نفي وقوعه في الماضي و الحاضر و المستقبل و ذاك كقوله تعالى " ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه " اي ان الله لم يكن له ولد و ليس له الان ولد و لن يتخذ في المستقبل ولد (هذا ما غناه سبحانه عن الزمان)
و من فانه ما كان لبشر ان يكلمه الله الا ما استثنى سبحانه
١- الا وحي: و الوحي قد يكون هو الكلام النفسي الذي يجده الانسان في نفسه و هو كالوحي الذي وجدته ام موسى " و أوحينا الى ام موسى ان ارضعيه و لا تخافي و لا تحزني انا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين " و قال بعضهم انها قد تكون رأت رؤيا لدرجة انها كانت مستيقنة منها
و رؤيا الأنبياء وحي من الله
٢- او من وراء حجاب: و هو الكلام الذي سمعه موسى عليه السلام
و الحجاب في اللغة هو كل ما يخفي حقيقة شيء فيظهر غيره، فحجاب المرأة هو الذي يخفي حقيقة جسمها فلا يظهره و يظهر شيء اخر هو ذاك اللباس العريض
فموسى عليه السلام سمع كلام خرج من الشجرة في الظاهر و هو في الحقيقة كلام الله اليه خلقه فسمعه موسى، و لا نقول هو كلام خرج من الله فسمعه موسى منه -تعالى الله عما يقول الظالمون - فالله واحد احد صمد لم يلد و لم يولد - اي انه لم يخرج من شيء و لا خرج منه شيء - و لم يكن له كفوا احد
٣- او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء: و هو وحي جِبْرِيل و كلامه لرسل الله فهو رسول الله الى رسله.
اما عن كلم الله موسى تكليما، فموسى عليه السلام هو الوحيد من رسل الله الذي خصه بالكلام من وراء حجاب و على هذا التخصيص الذي شرفه الله به، نسب ما أوحاه اليه بان جعل هذا الكلام الذي سمعه تكليما منه تشريفا لا نسبة على الحقيقة و ظاهر الكلام و ذاك كنسبة القران بان سماه كلامه تشريفا لا على الحقيقة و ظاهر القول ، و كنسبة الناقة نسبة تشريف لا ان غيرها ليس بناقة الله
و الله اعلم.






_______________________________
أضف رد جديد

العودة إلى ”مسائل وقضايا التوحيد والإيمان“