من جملة الأحاديث التي ردها النقاد والعلماء في الصحيحين ولا يعرفها الناس وخاصة المعترضون على ما نقول ويقوله إخواننا المحق

قواعد المصطلح وعلوم الحديث
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

من جملة الأحاديث التي ردها النقاد والعلماء في الصحيحين ولا يعرفها الناس وخاصة المعترضون على ما نقول ويقوله إخواننا المحق

مشاركة بواسطة cisayman3 »

فيما يتعلق بالقرآن الكريم الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}:
1- روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في ستة مواضع منها: (4944) قال:
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم يقرأ على قراءة عبد الله قال كلنا قال فأيكم أحفظ فأشاروا إلى علقمة قال كيف سمعته يقرأ والليل إذا يغشى قال علقمة والذكر والأنثى قال أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ هكذا وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم.
ورواه مسلم (824) مرتين.
وفي رواية أخرى عند البخاري (6278):
(فقال ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
قال الإمام القرطبي في تفسيره (20/81):
[قال أبو بكر – ابن الأنباري المولود سنة 271هـ -: كل من هذين الحديثين مردود، بخلاف الاجماع له، وأن حمزة وعاصما يرويان عن عبد الله بن مسعود ما عليه جماعة المسلمين، والبناء على سندين يوافقان الاجماع أولى من الاخذ بواحد يخالفه الاجماع والامة، وما يبني على رواية واحد إذا حاذاه رواية جماعة تخالفه، أخذ برواية الجماعة، وأبطل نقل الواحد، لما يجوز عليه من النسيان والاغفال. ولو صح الحديث عن أبي الدرداء وكان إسناده مقبولا معروفا، ثم كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم يخالفونه، لكان الحكم العمل بما روته الجماعة، ورفض ما يحكيه الواحد المنفرد، الذي يسرع إليه من النسيان ما لا يسرع إلى الجماعة، وجميع أهل الملة]. وقال الحافظ أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن" (8/66) ما نصه: [هذا مما لا يلتفت إليه بشر إنما المعول عليه ما في المصحف فلا تجوز مخالفته لاحد ثم بعد ذلك يقع النظر فيما يوافق خطه مما لم يثبت ضبطه حسب ما بيناه في موضعه فإن القرآن لا يثبت بنقل الواحد وإن كان عدلا وإنما يثبت بالتواتر الذي يقع به العلم وينقطع معه العذر وتقوم به الحجة على الخلق].
وروى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه (1050):
[حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاث مائة رجل قد قرءوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم
وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.
وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة].
هذا حديث شاذ منكر يكفي أن يقرأه العاقل ويدرك شذوذه وبطلانه!
ومما يؤكد شذوذ هذه الأحاديث المعارضة لقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}:
ما رواه مسلم (1452):
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.
وعند ابن ماجه (1944):
حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة و عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها.
والداجن هي: الشاة أو المعز.
روى الخطيب في تاريخ بغداد (2/299) و (4/272) والحافظ المزي في تهذيب الكمال (1/419) بأسانيدهم:
[حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي، قال: شهذت أبا زرعة يعني الرازي ذكر كتاب "الصحيح" الذي ألفه مسلم بن الحجاج، ثم الفضل الصائغ على مثاله، فقال لي أبو زرعة: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه، فعملوا شيئا يتسوقون به، ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه، ليقيموا لانفسهم رياسة قبل وقتها.
وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب "الصحيح" من رواية مسلم، فجعل ينظر فيه، فإذا حديث عن أسباط بن نصر، فقال أبو زرعة: ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر ؟! ثم رأى في كتابه قطن بن نسير، فقال لي: وهذا أطم من الاول، قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس، ثم نظر فقال: يروي عن أحمد بن عيسى المصري في كتابه " الصحيح "!
فلما ذهبت إلى نيسابور ذكرت لمسلم إنكار أبي زرعة.
فقال: إنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما رواه ثقات، وقع لي بنزول، ووقع لي عن هؤلاء بارتفاع، فاقتصرت عليهم].
وذكر هذا الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/571).
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/743): [البرذعي الحافظ الناقد أبو عثمان سعيد بن عمرو الأزدي مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى].
والمراد من ذلك بيان أنه ليس كل ما روي في الصحيح بصحيح وأن غيرتنا لله تعالى وللقرآن الكريم ولسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من غيرتنا للصحيحين اللذين هما من تصنيف بشر يصيب ويخطىء. وقد رد جماعة من العلماء حديث أن والدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النار فبعضهم أول ذلك وبعضهم رده كالإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى حيث ألف في الموضوع عدة رسائل.
والله يهدي إلى سواء السبيل.
أضف رد جديد

العودة إلى ”قواعد المصطلح وعلوم الحديث“