جاء عن سفيان الثوري أنه أوَّل المعية المذكورة في قوله تعالى { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} الحديد: 4، بالعلم، واحتج بذلك ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(4/181).
وقد ذكره البخاري في "خلق أفعال العباد" ص (32)، ورواه عبدالله بن أحمد في كتابه "السنة" (1/307) والآجُرِّي في "الشريعة" (3/1078). فهذا تأويل منه.
وروى ابن جرير في "تفسيره" (13/27/8) بسند حسن عن سفيان الثوري أنه أوَّل قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} الذاريات:47، قال: (بقوَّة).
وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (11/382) بسند صحيح عن سفيان الثوري أنه أوَّل قوله تعالى { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } القصص:88، قال:
(كل شيء هالك إلا ما ابتغي به وجهه من الأعمال الصالحة).
وروى ابن جرير في "تفسيره" (13/27/94) في تأويل { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا }
القمر:14، قال:
[وذُكر عن سفيان في تأويل ذلك، ما حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مِهْران، عن سفيان، في قوله { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } يقول: (بأمرنا)]. وإسناده حسن.
وكل هذا يثبت لنا أن منهج السلف هو التأويل خلافا لما يدعيه بعض الناس.
قال تعالى:
{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم..}.
{رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث}
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
(اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل).
صدق الله العلي العظيم ورسوله الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم.