تزييف كلام الذهبي الذي قاله في كتابه العلو من أن الأئمة يكفرون من قال بخلق القرآن:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

تزييف كلام الذهبي الذي قاله في كتابه العلو من أن الأئمة يكفرون من قال بخلق القرآن:

Post by عود الخيزران »

تزييف كلام الذهبي الذي قاله في كتابه العلو من أن الأئمة يكفرون من قال بخلق القرآن:

قال الذهبي في كتابه "العلو" بعد النص رقم(407):
[ أما تكفير من قال بخلق القرآن فقد ورد عن سائر أئمة السلف في عصر مالك والثوري، ثم عصر ابن المبارك ووكيع، ثمَّ عصر الشافعي وعفان والقعنبي، ثمَّ عصر أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، ثمَّ عصر البخاري وأبي زرعة الرازي، ثمَّ عصر محمد بن نصر المروزي والنَّسائي ومحمد بن جرير وابن خزيمة، وكان الناس في هذه الأزمنة إما قائلاً بأنه كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق، وإما قائلاً بأنه كلام الله وتنزيله وأنه مخلوق، وذكروا في دليلهم: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}الزخرف:3، قالوا: والمجعول لا يكون إلا مخلوقاً، فولي المأمون وكان متكلّماً عُرّبَتْ له كتب الأوائل، فدعا الناس إلى القول بخلق القرآن وتَهَدَّدّهُم وخوَّفهم، فأجابه خلق كثير رغبة ورهبة، وامتنع من إجابته مثل أبي مسهر عالم دمشق ونُعَيم بن حماد عالم مصر والبويطي فقيه مصر وعَفَّان محدّث العراق وأحمد بن حنبل الإمام وطائفة سواهم فسجنهم، ثمَّ لم ينشب أن مات بطرسوس ودفن بها، ثم استخلف بعده أخوه المعتصم فامتحن الناس ونهض بأعباء المحنة قاضيه أحمد بن أبي دؤاد، وضربوا الإمام أحمد ضرباً مبرحاً فلم يجبهم، وناظروه وجرت أمور صعبة من أراد أن يتأملها ويدري ما ثمَّ كما ينبغي فليطالع الكتب والتواريخ، وإلا فليجلس في بيته ويدع الناس من شره وليسكت بحلم أو لينطق بعلم، فلكل مقام مقال، ولكل نزال رجال، وإنَّ من العلم أن تقول لما لا تعلم: الله ورسوله أعلم].


أقول في تزييف هذا الكلام :

كل ما قاله الذهبي هنا في مسألة خلق القرآن خطأ محض مردود وكان هذا منه قبل أن يكبر ويعي الأمور والمسائل والقضايا على حقيقتها!! والمعروف أنَّ علماء السلف منقسمون في هذه القضية إلى قسمين وقد بينتُ ذلك في "صحيح شرح الطحاوية" ص (216) في "اختلاف السلف في مسألة خلق القرآن"!! ولا بدَّ هنا أن أنقل بعض ذلك من كلام الذهبي نفسه الذي خالـف هذا فيما بعد في "سير أعلام النبلاء"(!!) وينبغي الرجوع إلى ما كتبناه هناك لتعرفوا أنَّ من جهابذة أئمة السلف مَنْ خالف ما يقول الذهبي هنا!! قال الذهبي في " السير" (12/80) في ترجمة الكرابيسي: ((وهو أوَّلُ مَنْ فَتَقَ اللفظَ)) وقال في آخر ترجمته: ((ولا ريب أنَّ ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق)). والبخاري رحمه الله تعالى قال: (لفظي بالقرآن مخلوق) كما نقل ذلك عنه معاصره ابن أبي حاتم في كتابه "الجرح والتعديل" (7/191) في ترجمة البخاري حيث قال: [سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظة بالقرآن مخلوق]. والكلام في ذلك طويل الذيل عن كثيرين من السلف!

ثُمَّ أقول في بيان بطلان إسناد قصة النهوض بالفتنة للقاضي ابن أبي دؤاد :

الصحيح أنَّ القاضي ابن أبي دؤاد بريء من تهمة نهوضة بهذه المحنة!! كما يلمس ذلك من يراجع ترجمة أحمد بن نصر الشهيد وأحمد بن حنبل في "سير أعلام النبلاء".
وهذه المسألة كانت سياسية لأنَّ المأمون كان يريد تحقيق أمور ليضرب آل البيت وأشياعهم وأهل الحديث وأنصارهم كل على حدا!! وإلا فالمسألة ليست من خصائص المعتزلة وحدهم!! فكل من هو ليس على مشرب أحمد ابن حنبل وأهل نحلته يقول بأنَّ القرآن مخلوق محدث!! أي اللفظ والكتابة! فتنبَّه!


أقول :
وباقي كلامه يصلح أن يكون نكاتٍ وطرائفَ!!.
Post Reply

Return to “أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم”