بيان عدم صحة ما ينقله المجسمة عن ذي النون المصري من أنه يقول بالجهة الحسية لله تعالى:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(458):
[ ذو النون شيخ الديار المصرية وواعظهم (245):
458- قال عمر بن بحر الأسدي: سمعت ذا النون المصري رحمـه الله يقول: أشرق لنور وجهه السموات، وأنار لوجهه الظلمات، وحجب عن جلاله العيون، وناجاه على عرشه ألسنة الصدور.
أخرجه الحافظ أبو الشيخ في كتاب العظمة، مات ذو النون في سنة خمس وأربعين أيضاً وكان مُعَمَّرَاً].
أقول في بيان عدم صحة هذا النقل:
لا يصح هذا النقل؛ في إسناده مجهولان اثنان. رواه أبو الشيخ في "كتاب العظمة" ص (52) عن الأسدي عن ذي النون!! وقد حذف منها الذهبي عبارة صوفية ليست في صالحه وتمام الكلام هناك: ((أشرق لنوره السموات، وأنار لوجهه الظلمات، وحجب جلاله عن العيون، ووصـل بها معارف العقول، وأنفذ إليه أبصار القلوب، وناجاه على عرشه أَلْسِنة الصدور)) و(عمر بن بحر الأسـدي) قال متناقـض عصرنا!! في"مختصر العلو" ص (198) لم أعرفه!! قلت له ترجمة في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/612) برقم (519). ولم يُذْكَرْ فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول الحال، فلا يثبت خبره عن ذي النون!! ومن العجيب الغريب أن أبا نُعَيم الحافظ قال هناك في ترجمة ذي النون: ((سمعت عمر بن بحر يقول: سمعت ذا النون يقول: مكتوب في التوراة: ملعون من لعنه إنسان مثله))(!!) ورواه أبو نُعَيم في "الحلية" (9/349) من طريق أخرى فقال: [حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان قال..] به. قلت: أما (ابن مصقلة) فلم أجد من وثقه ولا من ترجمه، وإنما ذكره السمعاني في "الإنساب" (5/559) فقال: [وأبو علي أحمد بن محمد بن مصقلة الواذاري]. ولم يذكر فيه شيئاً. فهو مجهول الحال. وشيخه (سعيد بن عثمان) هو الحناط (ت294هـ) ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/99) ولم يذكر في تعديلاً ولا جرحاً، فهو مجهول الحال أيضاً. وبذلك لا يصح سند هذه المقولة عن ذي النون المصري، وبالله التوفيق.
بيان عدم صحة ما ينقله المجسمة عن ذي النون المصري من أنه يقول بالجهة الحسية لله تعالى:
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm