إن أقوال أئمة أهل السنة الذين كانوا يذمون معاوية ولا يحبونه ولا يوالونه كثيرة جداً وههنا نذكر لكم من مشهوريهم أمثال الإمام النسائي صاحب السنن والإمام الحاكم صاحب المستدرك والإمام الحافظ عبدالرزاق صاحب المصنف المشهور الذي عليه التعويل عند أئمة أهل الحديث كأحمد بن حنبل والبخاري وغيرهما !!
1- الإمام النسائي صاحب السنن (توفي 303هـ) : قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (14/133) في ترجمة الإمام النسائي:
[فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام عليٍّ كمعاوية وعمرو].
وذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (14/132):
[أن النَّسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق؛ فسئل بها عن معاوية؟ وما جاء في فضائله؟ فقال: ألا يرضى رأساً برأس حتى يُفَضَّل؟! قال: فما زالوا يدفعون في خصيتيه حتى أُخْرِجَ من المسجد، ..... قال الدارقطني: خرج حاجاً فامْتُحِنَ بدمشق وأدرك الشهادة].
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/104):
[وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما].
وقال العلامة سعد الدين التفتازاني الحنفي الأشعري ( توفي 793هـ) – والتفتازاني ترجمه ابن حجر في "الدرر الكامنة" (4/350) – في "شرح المقاصد" (5/310):
[يعني ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد، والحسد واللداد، وطلب المُلك والرياسة، والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوماً ولا كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخير موسوماً ......
أما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء ، وتنهد منه الجبال ......
فلعنة الله على مَنْ باشَرَ أو رضِيَ أو سعى ولعذاب الآخرة أشد وأبقى].
فكيف ينعقد الإجماع بعد وجود هذا الخلاف الكبير عند أهل السنة في هذه القضية؟!
وإذا كان هذا الأمر مختلفاً فيه فالعبرة بالدليل من الكتاب والسنة والواقع ومن أراد فهم ذلك فعليه بكتابنا "زهر الريحان في معاوية بن أبي سفيان" والله الموفق والهادي ...
يتبع .....
___(تعليقات مفيدة)____
دفع معاوية بن أبي سفيان أموال للروم
كتبه: تلميذ شيخنا السيد حسن السقاف
عبد الله المالكي الأشعري.
-------------------
فَـ (مُعَاوِيَةُ) صَالَحَ (مَلِكَ الرُّومِ) وأَعْطَاهُ بَعْضَ الهَدَايَا والأَمْوَالِ خَوْفاً مِنْهُ، عِنْدَمَا كَانَ ((بَـاغِـيًـا خَـارِجًـا)) عَلَى إِمَامِ زَمَانِهِ، الإِمَامِ (عَلِيٍّ) عَلَيْهِ السَّلَامُ، جَاءَ فِي (الأَمْوَالِ) لـ (أَبِي عُبَيْدِ القَاسِم بْنِ سَلَام):
[قَالَ (أَبُو عُبَيْدٍ): حَدَّثَنِي (هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ)، عَنِ (الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ)، عَنْ (صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ)، أَنَّ (الرُّومَ) صَالَحَتْ (مُعَاوِيَةَ) عَلَى أَنْ ((يُـؤَدِّيَ إِلَـيْـهِـمْ مَـــالًـا))، وَارْتَهَنَ مُعَاوِيَةُ مِنْهُمْ رَهْنًا فَجَعَلَهُمْ بِـ (بَعْلَبَكَّ)، ثُمَّ إِنَّ الرُّومَ غَدَرَتْ، فَأَبَى مُعَاوِيَةُ وَالْمُسْلِمُونَ أَنْ يَسْتَحِلُّوا قَتْلَ مَنْ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ رَهْنِهِمْ، وَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ، وَاسْتَفْتَحُوا بِذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا: وَفَاءٌ بِغَدْرٍ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ بِغَدْرٍ]
فانْظُرْ إِلَى الغَدَّارِ هُنَا خَافَ مِنَ الرُّومِ ... وَهُوَ أَغْدَرُ الأُمَّةِ.
--------------------
وَجَاءَ فِي (الإِمَامَةِ والسّيَاسَةِ) لـ (ابْنِ قُتَيْبَةَ):
[ ذَكَرُوا أَنَّ (مُعَاوِيَةَ) قَالَ لِـ (عَمْرٍو): يَا (أَبَا عَبْدِ اللهِ)، طَرَقَتْنِي فِي لَيْلَتِي هَذِهِ ثَلَاثَةُ أَخْبَارٍ لَيْسَ لِي فِيَها ورْدٌ وَلَا صَدْرٌ، مِنْهَا أَنَّ (ابْنَ أَبي حُذَيْفَةَ) كَسَرَ سِجْنَ مِصْرَ، وَمِنْهَا أَنَّ (قَيْصَرَ) زَحَفَ ((بِـجَـمَـاعَـةِ الـــــــــرُّومِ لِـيَـغْـلِـبَ عَـلَـى الـشَّــــامِ))، وَمِنْهَا أَنَّ (عَلِيًّا) قَدْ تَهَيَّأَ لِلْمَجِيءِ إِلَيْنَا، فَمَا عِنْدَكَ ؟
قَالَ (عَمْرٌو): كُلُّ هَذَا عَظِيمٌ، أَمَّا (ابْنُ أَبي حُذَيْفَةَ) فَخَرَجَ فِي أَشْبَاهِهِ مِنَ النَّاسِ فَإِنْ تَبْعَثْ إِلَيْهِ رَجُلًا يَقْتُلْهُ وَإِنْ يُقْتَلْ فَلَا يَضُرُّكَ،
وَأَمَّــــــــــا (قَـيْـصَــرُ) ((فَـأَهْــــــــــدِ لَـهُ مِـنْ وَصَــائِـفِ الــــرُّومِ وَمِـــنَ الــذَّهَـــبِ وَالـفِــضَّـــةِ)) وَاطْلُبْ إِلَيْهِ المُوَادَعَةَ تَجِدْهُ إِلَيْهَا سَرِيعًا، وَأَمَّا (عَلِيٌّ) فَوَاللهِ إِنَّ لَهُ فِي الحَرْبِ لَحَظًّا مَا هُوَ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَإِنَّهُ لَصَاحِبُ الأَمْرِ ....]
---------------------
وَقَدْ جَاءَ فِي تَارِيخِ (اليَعْقُوبِيِّ):
[ورَجَعَ (مُعَاوِيَةُ) إِلَى الشَّامِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَبَلَغَهُ أَنَّ (طَـــاغِــيَـــةَ الـــــــــــرُّومِ) قَدْ زَحَفَ فِي جُمُوعٍ كَثِيرَةٍ وَخَلْقٍ عَظِيمٍ، فَخَافَ أَنْ يَشْغَلَهُ عَمَّا يَحْتَاجُ إِلَى تَدْبِيرِهِ وَإِحْكَامِهِ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ، (فَــصَـــالَـــحَـــهُ عَــلَـــى مِــــائَــةِ أَلـــفِ دِيــنَــــارٍ)، وَكَانَ (مُعَاوِيَةُ) أَوَّلُ مَنْ صَالَحَ الرُّومَ.] اهــ.
فانْتَبِهْ بَارَك اللهُ فِيكَ، وأَعِد قِرَاءَةَ سِيرَةِ الرَّجُلِ.
أقوال أئمة أهل السنة الذين كانوا يذمون معاوية:
معاوية والأمويون والعباسيون
العودة إلى ”معاوية والأمويون والعباسيون“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد