عدم ثبوت ما يحكيه ويرويه المجسمة عن الإمام مالك رحمه الله تعالى من (أن الله في السماء):

[cissoso]

وأما ما ينقله أتباع المجسمة ومقلديهم وما يحكونه عن الإمام مالك رحمه الله تعالى من قولهم:

روى ابن عبد البر في التمهيد بإسناده عن الإمام مالك أنه قال: إن الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان).

فجوابه: أن هذا القول رواه أحمد بن حنبل في كتاب علل احمد (3/181) واللالكائي في شرح السنة (3/401) بلفظ أسقطوا منه ما ينقض قول هؤلاء المجسمة ويهدمه ولفظه الكامل هو:

[.. قال أحمد بن حنبل: حدثنا سريج بن النعمان قال: أخبرني عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول الايمان قول وعمل ويقول كلم الله موسى وقال: مُــــلْــــــــــكُ اللهِ في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شئ وتلا هذه الآية {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم}].

فتأملوا جيدا! لتدركوا كيف يتم تحريف كلام الأئمة والكذب عليهم !!

هؤلاء الذين يحتجون بهذا الأقوال أو ينقلونها للناس دون وعي ولا يعلمون هل صحت عن هؤلاء العلماء الذين ينقلون عنهم أم لم تصح عنهم مغرر بهم، لأنهم لا يعلمون بأن شيوخهم غرروا بهم واستخفوا بعقولهم حينما لقنوهم أو نقلوا لهم هذه الأقوال دون أن يبينوا لهم أنها غير صحيحة ولا ثابتة بل هي من جملة الأكاذيب التي اخترعها المجسمة وعزوها لأولئك الأئمة، وهذا ما يجب أن يفهمه هؤلاء إن كانوا يريدون الوصول إلى الحق لا المماراة بالباطل واللجاج في الخصام، وكل ذلك مما بينته في تعليقاتي على كتاب العلو للذهبي وتعليقاتي على اجتماع جيوش ابن القيم، فليرجع إليها من شاء التوسع والاستزادة!
_______________________