بيان عدم صحة القصة الخرافية التي يرويها المجسمة عن أبي مسلم الكجي:

[عود الخيزران]

بيان عدم صحة القصة الخرافية التي يرويها المجسمة عن أبي مسلم الكجي:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(488):
[ أبو مسلم الكجي الحافظ (200 ـ 292):
488- كتب إليَّ أبو الغنائم بن علان، أنا أبو اليمن الكندي، أنا أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبدالله بن محمد القرشي، أنا أبو محمد بن ماسي، نا أبو مسلم الكجي قال: خرجت فإذا الحمام قد فتح سَحَرَاً فقلت للحمامي: أدَخَلَ أحد؟ قال: لا. فدخلتُ فساعة فتحت الباب قال لي قائل: أبو مسلم أسلم تسلم، ثمَّ أنشأ يقول:
لك الحمد إمـا على نعمـة
تشاء فتفعل ما شئتـه
وإمـا علـى نقمـة تُدفـعُ
وتسمع من حيث لا نسمـع

قال: فبادرتُ وخرجتُ وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد قال: ذاك جني يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا فقلت: هل عندك من شعره؟ فقال: نعم، وأنشدني:
أيها المذنب المفرط مهـلا
كم وكم تسخط الجليل بفعـلٍ
كيف تهدى جفون من ليس يدري
كم تمادى وتكسب الذنب جهـلا
سمجٍ وهـو يحسن الصنع فعـلا
أرضي عنـه من على العـرش أم لا

توفي الحافظ الكبير مسند العصر أبو مسلم إبراهيم بن عبدالله البصري الكجي صاحب السنن في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وقد لقي أبا عاصم والأنصاري وعُمِّرَ دهراً].

أقول في بيان عدم صحة هذه القصة الخرافية:

ليس هذا كلاماً للكجي ولا قولاً له وإنما هو لجني زعموا أن الكجي سمعه منه! وهذه القصة الخرافية رواها الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/122) في ترجمة الكجي!! فقال: [أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد القرشي، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، حدثنا بن ماسي، حدثني أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري الكجي..] فذكر القصة، لكنني لم أجد ترجمة فيها عبد الله بن علي بن محمد بلقب (القرشي) بل (الشاهد)، ولا ندري أهو هذا أم لا؟! فإن كان هو الشاهد فقد كان عمره عند وفاة شيخه (13) سنة!! فالله أعلم. وليس في الحكاية دلالة شرعية على ما يريدون لاحتمال أن يكون ذلك الجني مجسم مشبه مثلهم!! ألا يستحيي هؤلاء في الاستدلال على عقيدتهم بمثل هذه الترهات؟! وهذا الشِّعْر الذي ذكره بعد ذلك ليس من كلام أبي مسلم الكجي وإنما من الشعر المحكي عن الجني فلا ينسب إلى الكجي ولا يحسب من اعتقاده وكلامه!