بيان بطلان ما يرويه المجسمة عن حماد البوشنجي الذي اخترعوا شخصيته:

[عود الخيزران]

بيان بطلان ما يرويه المجسمة عن حماد البوشنجي الذي اخترعوا شخصيته:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(492):
[حماد البوشنجي الحافظ:
492- قال شيخ الإسلام الهروي: أنا ابن العالي، أنا جدي منصور، حدثني أحمد ابن الأشرف، نا حماد بن هناد البوشنجي قال: هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار وما دلَّت عليه مذاهبهم فيه، وإيضاح منهاج العلماء وصفة السنة وأهلها: أنَّ الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان].


أقول في بيان بطلان هذا الكلام والكشف عن هذه الشخصية التي اخترعها الهروي:

أولاً:
حماد البوشنجي هذا رجل مجهول لا يُعرف، اخترعه أبو إسماعيل الهروي المجسم ليكثر به عدد موافقيهم!! وإنما قلنا (اخترعه الهروي) لأن الذهبي نقله عنه وليس له ترجمة في كتب الرجال! ويظنون أن الحق يظهر بالرجال وكثرة العدد والله تعالى يقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}الأنعام:116، وقال تعالى {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ}سبأ:13!! وأما البوشنجي الإمام المشهور فاسمه: أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبدالرحمن بن موسى العبدي الفقيه الشافعي (204-290هـ). وقد ظنه الذهبي مالكياً، وهو شيخ الحديث في عصره بنيسابور. قال زكريا العنبري: [شهدت جنازة حسين القباني سنة 289 فصلى عليه أبو عبد الله يعني البوشنجي فلما انصرف قدمت دابته فأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه وابن خزيمة بركابه والجارودي وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحداً منهم]. كما في تهذيب ابن حجر (9/9). وترجمته أيضاً في "سير أعلام النبلاء" (13/581). لكن هذا البوشنجي الذي أتى به الذهبي هنا في "العلو" لا يُعْرَف.

ثانياً:
سوقه لكلام هذه الشخصية الخرافية فنقول : هذه خرافات عن مجاهيل!! وقد سكت المتناقض!! في ((مختصر العلو)) ص (225) عن هذا الرجل ولم يبين أنه مجهول!! فتنبهوا!! وشيخ الأنصاري (المجسم)!! هو: (أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور بن الحسين الخطيب البوشنجي العالي) وله ترجمة في "إكمال الإكمال" لابن نقطة الحنبلي (4/95) وفيها: (وكان من خيار المسلمين) وهذا توثيق من الأنصاري الهروي المجسم ولا عبرة به لأنه روى عنه في "ذم الكلام" (برقم 582). وجده (منصور بن الحسين العالي) مجهول لم نقف له على ترجمة! و(أحمد بن الأشرف) مجهول لم أجد له ترجمة، وصاحب القول (حماد البوشنجي) مجهول! وبذلك تمت هذه الخرافة التي اعتمد عليها الذهبي والألباني فأورداها في كتابيهما الهزيلين!