قال ابن كثير في تفسير سورة الأحزاب الآية رقم (6) وهي قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} (3/477) طبع دار المعرفة / بيروت الطبعة الثانية 1407هـ:
[وهل يقال لمعاوية وأمثاله خال المؤمنين؟ فيه قولان للعلماء رضي الله عنهم ونص الشافعي رضي الله عنه على أنه لا يقال ذلك]( ) .
وقد حذفت لفظة (لا) من بعض الطبعات الحديثة التي تلاعبت بها الأيدي الأثيمة فانقلب المعنى رأساً على عقب فانتبهوا لذلك.
(تنبيه في تحقيق ذلك):
لقد تم التلاعب في بعض نسخ تفسير ابن كثير المطبوعة حديثاً فحذفت لفظة (لا) كما أسلفنا من جملة (لا يقال ذلك) فأصبحت الجملة (يقال ذلك) فقلبت المعنى رأساً على عقب، وابن كثير نقل عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنه قال: (لا يقال ذلك) وهو الثابت في المخطوط وفي النسخ المطبوعة الموثقة التي لم تتلاعب بها الأيدي الأثيمة، ومن النسخ المطبوعة قديماً التي ثبت ثبتت فيها جملة ( لا يقال ذلك ) :
• طبعة (الطبعة الأولى في مطبعة المنار بمصر سنة 1347هـ بإشراف السيد محمد رشيد رضا / وكُتِبَ عليه : طبع عن نسخة الطبعة الأميرية وصحح مقابلة على نسخة مكتبة الحرم المكي الشريف المصححة على نسخة المؤلف وعلى نسخة الجامع الأزهر ].
• [طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه / وكتب على غلاف هذه الطبعة: قوبلت هذه الطبعة على عدة نسخ خطية بدار الكتب المصرية وصححها نخبة من العلماء].
• [ طبعة دار صبح بيروت / اديسوفت الدار البيضاء /2003م ضبطها : الدكتور محمود عبد الكريم الدمشقي ].
• [طبعة دار المعرفة / بيروت / لبنان / قدم لها الدكتور يوسف عبدالرحمن المرعشلي].
فتدبروا واعلموا ذلك بفهم وروية.
والله تعالى أعلم.
(زيادة بعد النشر استفدتها من بعض طلبة العلم):
قال أبو الفداء في تاريخه:
ورويَ عن الشافعي رحمه الله تعالى أّنه أسرّ إالى الربيع أنه لايقبل شهادة أربعة من الصحابة وهم معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة وزياد .
تاريخ ابي الفداء المسمى المختصر في أخبار البشر ج1 ص259 ، ورواه البغدادي في خزانة الأدب ج6 ص51
___(تعليقات مفيدة)___
بَارَكَ اللهُ فِي شَيْخِنَا السَيِّدِ العلَّامَةِ المُحَدِّثِ حَسَن السَّقَّافِ، وَحَفِظَهُ، وزَادَهُ عِلْمًا وفَهْمًا وَرَشَدًا، وإِصَابَةً للحَقِّ.
وَسَبَبُ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ المُبْتَدَعَةِ - فِيمَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ العَبْدُ الفَقِيرُ - هُوَ أَنَّ أَحَدَ الجُنْدِ الَّذِينَ كَانُوا يُقَاتِلُونَ مَعَ (الإِمَامِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَقَعَ أَسِيرًا لَدَى (معاويةَ)، وَكَانَ اسْمُهُ: (عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ الأودِيَّ)، فاخْتَرَعَ لَهُ هَذِهِ الخُؤُولَةَ المُزَيَّفَةَ (تَقِيَّةً وَخَدِيعَةً) مِنْهُ لِيُخَلِّيَ سَبِيلَهُ، فأُعْجِبَ بِهَا (مُعاوِيَةُ)، وأَجَازَهَا عَلَى نَفْسِهِ وَطَارَ بِهَا مُحِبُّوهُ، وَصَدَّقَهَا المُغَفَّلُونَ المَنْسُوبُونَ إِلَى العِلْمِ، فَاشْتَهَرَ ذِكْرُهَا إِلَى الآنَ.
فَقَدْ جَاءَ فِي (أَخْبَارِ صِفِّينَ) لـ (نَصْرٍ بْنِ مُزَاحِمٍ) مَا نَصُّــهُ:
[(نَصْرُ)، عن (عُمَرَ بْنِ سَعْدِ) قَالَ: حَدَّثَنِي (أَبُو عَبْدِ اللهِ يَزِيدُ الأَوْدِيُّ) أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ كَانَ يُقَالُ لَهُ: (عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ) قَاتَلَ مَعَ (عَلِيِّ) يَوْمَ صِفِّينَ، ((وَأَسَـــــــــــرَهُ مُــعَـــاوِيَـــةُ)) فِي أَسْرَى كَثِيرَةٍ، فَقَالَ لَهُ (عَمْرُو بْنُ العَاصِ): اقْتُلْهُمْ. قَالَ (عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ) لِـ (مُعَاوِيَةَ):
((إِنَّــكَ خَــــــــــــــــــــــالِــي فَـلَـا تَـقْـتُـلْـنِـي))
فَقَامَتْ إِلَيْهِ بَنُو (أَوْدٍ) فَقَالُوا: (هَبْ لَنَا أَخَانَا). فَقَالَ: دَعُوهُ فَلَعَمْرِي لَئِنْ كَانَ صَادِقًا لَيَسْتَغْنِيَنَّ عَنْ شَفَاعَتِكُمْ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَإِنَّ شَفَاعَتَكُمْ لِمَنْ وَرَاءَهُ.
فَقَالَ لَهُ (مُعَاوِيَةُ): ((مِـنْ أَيْــنَ أَنَــا خَـــــالُكَ)) !! فَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ (أَوْدٍ) مِنْ مُصَاهَرَةٍ؟
فَقَالَ: فَإِذَا أَخْبَرْتُكَ فَعَرَفْتَ، فَهُوَ أَمَانِي عِنْدَكَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ (أُمَّ حَبِيبَةَ ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ) زَوْجَةَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) هِيَ أُمُّ المُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَأَنَا ((ابْنُهَا))، وَأَنْتَ ((أَخُوهَا))، فَأَنْتَ ((خَـــــــــــــــــــــــالِي)).
فَقَالَ (مُعَاوِيَةُ): مَا لَهُ، للهِ أَبُوهُ، مَا كَانَ فِي هَؤُلَاءِ الأَسْرَى أَحَدٌ يَفْطَنُ لَهَا غَيْرُهُ؟
وَقَالَ: خَلُّوا سَبِيلَهُ] انـتـهـى.
وَرَوَاهَا (الطَّبَرِيُّ) مِنْ ((طَريقِ أَبِي مِخْنَفٍ)) تَابَعَ فِيهِ (عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ).
وَذَكَرَهَا (مَسْكَوَيْهِ) فِي كِتَابِهِ (تجارب الأمم) تَحْتَ عُنْوانِ:
[ذِكْرُ خَدِيعَةٍ أَجَازَهَا (مُعَاوِيَةُ) عَلَى نَفْسِهِ وَتَمَّتْ لَهُ] اهـ.
وَذَكَرَ القِصَّةَ، وَذَكَرَهَا غَيْرُهُ كَذَلِكَ.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (لا يقال لمعاوية خال المؤمنين):
معاوية والأمويون والعباسيون
العودة إلى ”معاوية والأمويون والعباسيون“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد