بطلان حديث أبي هريرة وأبي سعيد الذي جاء فيه:( مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة، وتحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم ا

[عود الخيزران]

بطلان حديث أبي هريرة وأبي سعيد الذي جاء فيه:( مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة، وتحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله على عرشه):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[الجارود بن يزيد، عن عمرو بن ذر، عن مجاهد، عن أبي هريرة وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
((مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة، وتحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله على عرشه)).
الجارود واهٍ، والحديث لـه أصل لكن لفظ الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً: ((وذكرهم الله فيمن عنده)) ].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

موضـوع. أخرجه أبو نُعَيم في "الحلية" (5/118)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" (3/128) وفي إسناده الجارود بن يزيد، قال الحافظ في ((لسان الميزان)) (2/116): [كذَّبه أبو أسامة، وضعَّفَه علي، وقـال يحيى: ليس بشيء، وقال أبو داود: غير ثقة، وقال النَّسائي والدارقطني: متروك. وقال أبو حاتم: كذَّاب … وقال العُقَيلي: … على أنَّ الجارود متروك الحديث لأنه يكذب ويضع الحديث، وقال البخاري: يروي عن عمر بن ذر وبهز مناكير].
و هو في صحيح مسلم (2700) فقط دون البخاري ورواه أصحاب السنن أيضاً، ولفظه في "صحيح مسلم" من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما: ((لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده)). وهذا مما يبطل الرواية التي جاء بها المصنف. لكن رواه الترمذي (2945) وأبو يعلى في مسنده (11/18/برقم6157) أيضاً بسند صحيح وليس فيـه عبارة ((وذكرهم الله فيمن عنـده)). ورواه الـدارمي (356) من حديث ابن عباس وليست فيه هذه العبارة أيضاً. وهذا مما يمنع ثبوتها في الحديث!! وانظر النص رقم (195) في هذا الكتاب في معنى (عند ربك) والتعليق عليه.