بطلان الأثر الذي ورد فيه قصة عمر بن الخطاب وخولة بنت ثعلبة وقد جاء فيه قول عمر:( هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سم

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان الأثر الذي ورد فيه قصة عمر بن الخطاب وخولة بنت ثعلبة وقد جاء فيه قول عمر:( هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سم

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان الأثر الذي ورد فيه قصة عمر بن الخطاب وخولة بنت ثعلبة وقد جاء فيه قول عمر:( هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا عمر الطائي، نا ابن الحرستاني، عن أبي نصر الحافظ، نا ابن الأحنف، نا أبو يعقوب الحافظ، نا محمد بن الفضل، نا الصرام، نا أبو سعيد الدارمي، نا موسى بن إسماعيل، نا جرير بن حازم، سمعت أبا يزيد المدني قال: لَقِيَتْ امرأةٌ عُمَرَ، يقال لها خولة بنت ثعلبة، فقال عمر: هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات. هذا إسناد صالح فيه انقطاع أبو يزيد لم يلحق عمر].

أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

واهٍ مردود منقطع منكـر ومُخَالَفٌ بالرواية الصحيحة التي ليس فيها (من فوق سبع سماوات). رواه الدارمي في ((الرد على الجهمية)) ص (26) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (420) وأبو يزيد لم يلق سيدنا عمر كما قال الذهبي، وأبو يزيد الذي روى عنه جرير بن حازم اثنان: الأول: أبو يزيد المدني هو سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان أبوه تلميذ أبي هريرة ولم يدرك عمر بن الخطاب، وللأئمة فيه مقال: قال يحيى بن مَعِين وأبو حاتم الرازي: لا يحتج به، وفي رواية ليحيى: لم يزل أهل الحديث يتقون حديثه، وقال البخاري وغيره: كان له أخ فمات فوجد عليه فنسيَ كثيراً من الحديث وساء حفظه في آخر عمره، وقال ابن حِبَّان: يخطىء. كما في "تهذيب" ابن حجر (4/231) و"تهذيب الكمال" (12/223).
والثاني: أبو يزيد المديني ترجمته في "تهذيب الكمال" (34/409): سئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ. أي ضعيف. وسئل عنه مالك فقال: لا أعرفه. ولا يعلمون له اسماً. ووثَّقه ابن مَعِين. وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": (مقبول). أي ضعيف. ليس له في البخاري (3845) إلا حديث واحد. فالسند فيه راوٍ ضعيف وانقطاع فيكون من باب الواهي. فهذا إسناد ضعيف جداً!!
وكل ما ذكره الذهبي من ألفاظ هذه القصة السابقة واللاحقة مخالف لما هو مروي بالسند الصحيح المتصل فيها! فقد روى القصة البخاري في "تاريخه الكبير" (7/245/1047) فقال: [قال محمد بن العلاء: نا أبو أسامة، قال: نا عبد الله بن كهف القشيري، قال: نا أبي، عن ثمامة بن حزن، قال: بينما عمر بن الخطاب يسير على حمار لقيته امرأة، فقالت: قف يا عمر. فوقف، فأغلظت له القول، فقال رجل: يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم شدة امرأة على رجل ولا استماع رجل لامرأة. قال: ويحك ما يمنعني أن أستمع إليها وهي التي استمع الله لها. أنزل فيها ما أنزل: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} فما أحقني بأن استمع لمن استمع الله منها]. ورجاله ثقات وثمامة بن حزن روى عن عمر بن الخطاب كما في ترجمته في "تهذيب الكمال" (4/401). فهذه الرواية هي الصحيحة المعتمدة وليس فيها ذِكْرُ السماء ولا من فوق سبع سماوات! وما سواها مردود، والحمد لله تعالى.
ثُمَّ كيف يكون صالحاً وفيه انقطاع؟!
أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“