بطلان أثر ابن عباس الذي جاء عن قصة رجل من بني إسرائيل؛ ويراد منه إثبات العرش لله تعالى:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ قـال أبو جعفر محمد بن عثمان العبسي الحافظ في ((كتاب العرش)) له: نا أبي، نا عفان، نا حماد، أنا حميد، عن أبي إبراهيم، عن ابن عباس قال:
ما من شيء كان في بني إسرائيل إلا سيكون في هذه الأمة مثله، إنَّ رجلاً من بني إسرائيل كانت له امرأة جميلة فأولع به رجل يخبره عنها أنها كذا وكذا بالفحش، قال: كيف أصنع ولها عليَّ دَين؟ قال أنا أسلفك ما عليك. فطلقها ثمَّ تزوجها ذلك الرجل بعد. فلما تزوجها أخذه بحقه فاشتدَّ عليه، فقال: اتق الله فإنك لم تزل بي حتى فعلت ما فعلت. فلم يقلع عنه حتى أجَّره نفسه، فبينا هو ذات يوم وأكلا طعاماً فجعل يصب عليهم الماء، فذكر مكانها منه قبل اليوم، وأنه الآن يصب عليهم الماء فبكى، فاهتزَّ العرش. فقال تعالى: إنَّ رحمتي سبقت غضبي.
إسنادها متصل لكن لا أعرف التابعي].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
أبو جعفر محمد بن عثمان ابن أبي شيبة صاحب كتاب "العرش" أحد كبار الكذَّابين، وهو من أئمة المجسمة والمشبهة. وهو مطعون فيه وقد تقدّم الكلام عليه.
وهذا التابعي مجهول لا يعرف من هو. ولم نقف على ترجمته وقد جهله الذهبي كما ترى في الأعلى.
والأثر موضوع. ماذا ينفع الاتصال وفيه رجل مجهول وراويه ابن أبي شيبة متفرّد به؟! ولو كان هذا الأثر ليس في صالح الذهبي لرأيتم النقد والجرح في أجلى صوره! فهذا موضوع فيه كذاب وهو ابن أبي شيبة، ومجهول وهو أبو إبراهيم كما تقدّم الكلام على إسناده في التعليقين السابقين. وقد رواه ابن أبي شيبة الكذَّاب في كتاب "العرش" ص (75) حديث (54). وهو من الإسرائيليات كما هو واضح فإن ابن عباس حدَّث به ولم يرفعه! هذا على فرض ثبوته عنه! ولو ثبت ورفعه لحكمنا أيضاً بأنه من الإسرائيليات الموضوعة لأن بعض الرواة يكون حينئذٍ قد رفعه كما يصنعون في آثار وأحاديث أخرى مرَّت وستمر إن شاء الله تعالى.
بطلان أثر ابن عباس الذي جاء عن قصة رجل من بني إسرائيل؛ ويراد منه إثبات العرش لله تعالى:
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm