بطلان حديث ابن مسعود الذي ورد فيه اتصاف الله بالحركة والتنقل وقد جاء بلفظ:( وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الك

أحاديث العقائد
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 908
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بطلان حديث ابن مسعود الذي ورد فيه اتصاف الله بالحركة والتنقل وقد جاء بلفظ:( وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الك

Post by عود الخيزران »

بطلان حديث ابن مسعود الذي ورد فيه اتصاف الله بالحركة والتنقل وقد جاء بلفظ:( وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ثمَّ ينادي مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديثٌ كتب به إلينا يحيى بن أبي منصور، أنبأنا عبدالقادر الحافظ، نا مسعود الثقفي، نا عبد الوهاب بن مَنْدَه، نا أبو عبدالله، نا محمد بن يعقوب، نا الصغاني، نا اسماعيل بن عبيد، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد، عن المنهال، عن أبي عبيدة، عن مسروق، نا عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
((يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء، وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ثمَّ ينادي مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً أن يولي كل ناس ما كان يتولى ويعبد في الدنيا؟ أليس ذلك عدلاً من ربكم قالوا بلى: فينطلقون فيتمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر، وإلى الأوثان، ويُمَثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ولمن كان يعبد عزيراً شيطان عزير، ويبقى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمته فيتمثل الرب عز وجل لهم فيأتيهم فيقول: مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس، فيقولون بيننا وبينه علامة، فإذا رأيناه عرفناه، فيقول: ما هي؟ فيقولون: يكشف عن ساق، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون السجود، ثمَّ يقول ارفعوا رؤوسكم، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، والرب عزَّ وجلَّ أمامهم...)) ، وذكر الحديث، روى بعضه سفيان الثوري وغيره عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء عن ابن مسعـود وفيه: ((فيتمثل الله للخلق ثمَّ يأتيهم في صورته)) وهذا الحرف محفوظ في حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وكان عبدالعزيز بن الماجشون يقول فيما نقله إسحق بن الطباع عنه: وقيل له: الله أجل وأعظم من أن يُرَى في هذه الصفة فقال يا أحمق: إنَّ الله ليس يتغير عن عظمته ولكن عيناك يغيرهما حتى تراه كيف شاء ].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

موضوع منكر، والذهبي يكرّره ويعيده ويبديه! رواه الطبراني في "الكبير" (9/417/9763) بهذه الألفاظ الشنيعة، ومنه تُعْلَم خطورة رواية الطبراني الأصبهاني لأحاديث الصفات المنكرة المستبشعة! ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/590) بنفس الإسناد دون ذكر موقف الخلق أربعين سنة شاخصة أبصارهم ودون ذكر النزول في غمام. وقال الذهبي عنه في "تلخيص المستدرك" (4/592): ((ما أنكره على جودة إسناده)). وإسناده غير جيد كما تقدّم بل فيه الدالاني وهو ضعيف، وكذا المنهال بن عمرو، وقد تكلمنا عليهما هناك بما أغنى عن إعادته هنا. وفي الحديث عند الطبراني والحاكم محاورة أيضاً في تقرير الحديث بين عمر بن الخطاب وكعب الأحبار!!
قول الذهبي هنا: (روى بعضه سفيان الثوري وغيره عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء عن ابن مسعـود وفيه: ((فيتمثل الله للخلق ثمَّ يأتيهم في صورته))). قلت: هذا ضعَّفه البخاري فقال في "تاريخه الكبير" (5/221): [عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكوفي سمع بن مسعود رضي الله عنه سمع منه سلمة بن كهيل.. روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة ثم يقوم نبيكم رابعهم والمعروف عن النبي F أنا أول شافع ولا يتابَعُ في حديثه]. وكذا نقله الحافظ ابن حجر عن البخاري في "تهذيب التهذيب" (6/56) وزاد: [وقال ابنُ المَدِيني: عامة روايته عن ابن مسعود، ولا أعلم روى عنه إلا سلمة]. وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/314) في ترجمة أبي الزعراء: [سمع ابن مسعود وفيه كلام ليس في حديث الناس]. وحديث أبي الزعراء رواه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (1/307/282) وابن أبي حاتم في تفسيره (8/2784)، والحاكم (4/541) موقوفاً.
ولفظة (ساقه) التي في هذه الرواية التي ساقها الذهبي هنا والتي قال عن روايتها: (وهذا الحرف محفوظ في حديث أبي هريرة وأبي سعيد) يقصد حديث الصورة الطويل المروي في الصحيحين عن أبي سعيد وأبي هريرة، ولفظة (ساقه) هي في صحيح البخاري (7440) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (8/664): [ووقع في هذا الموضع (يكشف ربنا عن ساقه) وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك ثم قال: في قوله (عن ساقه) نكرة، ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ (يكشف عن ساق) قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء]. وقوله في الجملة السابقة (نكرة) لعلها تحرفت من (منكرة) أو أن معناها: هذه لفظة منكرة! ولاحظ كيف أنهم محتارون في تأويل تلك الروايات الباطلة! راجع التعليق على النص رقم (108و149) فقد أسهبنا في الكلام على هذا الحديث الموضوع الباطل!
وأبو الزَّعْراء هذا قال المزي في ترجمته ما ملخصه: عبدالله بن هانىء الكندي الأزدي أبو الزعراء الكوفي الكبير وهو خال سلمة بن كهيل. لم يرو عنه إلا سلمة بن كهيل. قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال ابن عَدِي ـ أثناء الكلام عليه ـ إن كان قد سمع من عبدالله بن مسعود. انظر ((تهذيب الكمال)) (16/241-242). وذكره العُقَيلي في "الضعفاء" كما في حاشية ((تهذيب الكمال)) ص (242) وقال: ((سمع ابن مسعود وفيه كلام ليس في حديث الناس وساق له حديث الشفاعة بطوله)).
أقـول: والذي يظهر لي أنَّ هذا الرجل مجهول وعليه علامات مثل حجية بن عَدِي الكندي أيضاً الذي يروي عنه سلمة بن كهيل. ومن ذلك قول الحافظ ابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (6/56): ((وفي قول المؤلف الكندي الأزدي نظر فإنَّ النسبتين لا تتفقان)). فيكون هذا مثل شُفَي بن ماتع الذي ترجمناه في هذا الكتاب وتقدَّم!! فتأمل!! وبه لا يستفيد المجسمة من تعدد هذه الطرق لهذا المتن المنكر الباطل!! والحمد لله رب العالمين.
ونقله عن ابن مسعود حديث:( فيتمثل الله للخلق ثمَّ يأتيهم في صورته)، هو موضوع باطل. ذكره الإمام القرطبي في "التذكرة" ص (399) بإسناد هناد فقال: ((وذكر هناد بن السري، ثنا عبدالله بن نمير، ثنا سفيان، ثنا سلمة بن كهيل)) به فذكره. وهناد له كتاب "الزهد" وهو مذكور في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (11/465). وتقدَّم في الحاشية قبل السابقة تخريجه.
وتحليل كما ترى خرافي باطل!!
Post Reply

Return to “أحاديث العقائد”