بطلان حديث أبي أُمامة الذي وردت فيه الإشار إلى العرش وقد جاء بلفظ:( خرج علينا رسول الله بعـد صلاة الصبح فقال: ((إني رأي

[عود الخيزران]

بطلان حديث أبي أُمامة الذي وردت فيه الإشار إلى العرش وقد جاء بلفظ:( خرج علينا رسول الله بعـد صلاة الصبح فقال: ((إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها، أتاني رجل فأخـذ بيدي فاستتبعني حتى أتى جبلاً وعراً...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن سليم ابن عامر أنَّ أبا أمامة حدثه قال: خرج علينا رسول الله بعـد صلاة الصبح فقال: ((إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها، أتاني رجل فأخـذ بيدي فاستتبعني حتى أتى جبلاً وعراً، فقال لي: ارْقَه. قلت: لا أستطيع. فقال: إني سأسهله لك فجعلتُ كلما رفعت قدمي وضعتها على درجة حتى استوينا على سواء الجبل، فانطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء يقولون ما لا يفعلون...)) فذكر خبراً طويلاً يقول فيه: ((ثمَّ رفعت رأسي فإذا ثلاثة نفر تحت العرش. قلت: ما هؤلاء؟ قال: أبوك إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك)).
إسناده جيد، رواه أبو إسماعيل الترمذي عن كاتب الليث، وهو ملي بمعرفته إن شاء الله].

أقول في بطلان هذا الحديث:

واهٍ منكـر. رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (8/182/7666) والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/228/1484)، وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف مشهور، وشيخه معاوية بن صالح ضعيف أيضاً كما بيناه في ((التناقضات الواضحات)) (2/232) وقال ابن أبي خيثمة: ((يُغرب بحديث أهـل الشام جداً)) قلت: وهذا منها. وقد خالف معاوية بن صالح في لفظه عن أبي أمامة عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فذكر فيه: ((ثُمَّ شرف بي شرفاً فإذا بثلاثة يشربون من خمر لهم فقلت: من هؤلاء؟ قالوا: هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك)) وليس فيه ذكر للعرش. رواه ابن حِبَّان في صحيحه (14/537/7491) وابن خزيمة (1986) والحاكم (1/430) والبيهقي في السنن (4/216). وهذه الرواية الثانية مع صحة سندها فيها قطعة مستشنعة عندي وهي القطعة التي نقلتها - قطعة المخالفة - لأنَّ فيها أنَّ هؤلاء الأنبياء الثلاثة يشربون خمراً، وقد روى البخاري الحديث في صحيحه (12/438/7047) من حديث سمرة بن جندب وليس فيه هذه الألفاظ وإنما فيه: أنه رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام رجل طويل وحوله غلمان وهم الذين ماتوا على الفطرة: أي قبل البلوغ.
وتذييل الذهبي هو كلام فارغ وهذه مغالطة! ومما سبق من التحقيق تعلم أنَّ إسناده غير جيد ومتنه منكر.