بطلان أثر عبدالله بن عمرو الذي جاء بلفظ:( الحرام حرام إلى العرش):

[عود الخيزران]

بطلان أثر عبدالله بن عمرو الذي جاء بلفظ:( الحرام حرام إلى العرش):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ حديث عمران القطان، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن طلحة، عن عمرو البكالي، عن عبدالله بن عمرو قال: الحرام حرام إلى العرش]

أقول في النقض على هذا الأثر :

كلام منقول من الفكر الإسرائيلي. رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/462) ولفظه: [وإن المُحْرِمَ مُحَرَِّمٌ مما بحياله إلى العرش وإن البيت المعمور بحيال البيت لو سقط سقط عليه يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا]. كذا وقع في تاريخ ابن عساكر المطبوع! وصوابه: ( إن الحَرَم مُحَرَّم مما بحياله إلى العرش]. ومعناه في النص الذي بعده. وقد نقله الذهبي وبتر منه ولم يحسن نقله ولا قرأه جيداً، وعمران القطان فيه كلام، قال ابن مَعِين: ليس بالقوي، وقال النَّسائي: ضعيف. وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم. وقال البخاري: صدوق يهم. وذكره العُقَيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عَدِي: وهو ممن يكتب حديثه. انظر ترجمتـه في ((تهذيب الكمال)) (22/328). وعمرو البِكَالي يهودي أخو نوف البِكَالي وهو من التابعين وأخطأ من ذكره في الصحابة ونَوْف هو ابن فَضَالة البِكَالي وهو ابن امرأة كعب الأحبار مجمع الكوارث والبلايا والتخليطات، وقد رمى ابنُ عباس نوفاً بالكذب ووصفه بأنه (عدو الله)! كما هو ثابت عنه في "صحيح البخاري" في أوائل قصة الخضر (1/218/122فتح). فيكون عمرو أيضاً ابن امرأة كعب الأحبار. وهو مترجم في "الإصابة" لابن حجر (3/23-24/برقم5990) وفيها ذكر أنه أخو نَوْف البِكَالي. لكن العجيب أنَّ الحافظ ابن حجر ترجمه في القسم الأول والرجل تابعي وهو يهودي الأصل!! وهو من أصحاب المجرم الكبير مروان بن الحكم!! قَدِم معه إلى مصر! وكل ما ورد في ترجمته من أنه صحابي أو ما قاله بعض العلماء فهو خطأ وقول باطل، وقد عدَّه في التابعين أبو زُرْعَة الدمشقي والعجلي. وعبدالله بن عمرو راوية الإسرائيليات وهذا أمر مشهور!! وهذا الأثر موقوف ولا حجة في الموقوفات. قال الحافظ ابن حجر قال في كتاب "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/532) شارحاً قول الحافظ ابن الصلاح (إذا كان الصحابي ينظر في الإسرائيليات فلا يُعْطَى تفسيره حكم الرفع) ما نصه: [وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة...]. وهذا تنبيه مهم جداً فلا تغفلوا عنه.