بطلان حديث أبي ريحانة الذي جاء بلفظ:( ((إنَّ إبليس اتخذ عرشاً على الماء مثل عرش الرحمن عزَّ وجل، ووكل بكل رجل شيطانين أم

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 484
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان حديث أبي ريحانة الذي جاء بلفظ:( ((إنَّ إبليس اتخذ عرشاً على الماء مثل عرش الرحمن عزَّ وجل، ووكل بكل رجل شيطانين أم

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان حديث أبي ريحانة الذي جاء بلفظ:( ((إنَّ إبليس اتخذ عرشاً على الماء مثل عرش الرحمن عزَّ وجل، ووكل بكل رجل شيطانين أمهلهما سنة...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[سُنَيد بن داود صاحب التفسير: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد الكندي، عن عبـادة بن نسي، عن أبي ريحانة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ إبليس اتخذ عرشاً على الماء مثل عرش الرحمن عزَّ وجل، ووكل بكل رجل شيطانين أمهلهما سنة، فإن فتناه وإلا قطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما ثمَّ بعث إليه شيطانين)). قال الحافظ ابن مَنْدَه: تفرَّد به أبو بكر. قلت: هو حديث غريب منكر، لا يعرف إلا بهذا الإسناد].


أقول في بيان هذا الحديث:

موضـوع. رواه أبو نعيم في "الحلية" (2/28)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/201). أما سُنَيد فقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "التهذيب" (4/214): [..قال أبو داود: لم يكن بذلك، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: كان قد صنف التفسير روى عنه ابنه والناس ربما خالف].
قلت والتفصيل أن يقال: جاء في ترجمته في "تهذيب الكمال" وحواشيه (12/161) وفي "تهذيب التهذيب" (4/214) وفي كتب أخرى:
[- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج وذمه على ذلك. (أي كان يلقن حجاج طريقة في تدليس الأحاديث مذكورة هناك).
- وقال أبو داود: لم يكن بذاك.
- وقال أبو حاتم الرازي فيما نقله المزي والذهبي في "الضعفاء" والحافظ ابن حجر في "التهذيب": ضعيف.
وتصحف ذلك في "الجرح والتعديل" إلى صدوق. والصدوق عند أبي حاتم لا يحتج بحديثه. وقد يكون أبو حاتم قال ذلك في موضعين.
- وقال النسائي: ليس بثقة.
- وقال مغلطاي في الإكمال: ذكره مسلمة بن القاسم الأندلسي وكذا الساجي في جملة الضعفاء.
- وقال ابن حجر في "التقريب": ضعيف مع إمامته ومعرفته.
- وقال ابن حبان في "الثقات": ربما خالف.
- وقال الذهبي في "الضعفاء" (2661): (قال أبو داود لم يكن بذاك وضعَّفه أبو حاتم).
ولم أر من وثقه إلا أن يحتج مكابر بأن ابن حبان وابن شاهين ذكراه في كتاب الثقات! ومن المعلوم بأنهما يتساهلان في ذلك، وليس ذلك بشيء أمام تصريح هؤلاء الأئمة النقاد الذين جرحوه!
وقد أغفل كل هذا البرَّاك في تعليقه على "العلو" (1/721) واقتصر على قوله فيه: (ثقة)!! ليمشّي ما يرويه وينقله من الأعاجيب!! فيا للتعصب ويا للمراوغة!! على أنه قال خلاف ذلك عن سنيد في نفس الكتاب (2/951) فنقل قول أبي داود: (لم يكن بذاك) وختم بقول الذهبي: (وما هو بذاك المتقن) ولم يقل بأنه ثقة كما قال في الموضع الأول!! فيا للعجب!
ولم يكتف المجسمة أن جعلوا لله تعالى كرسياً يجلس عليه بل جعلوا أيضاً لإبليس كرسياً يشبه كرسي الله تعالى!! سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً. وأبو بكر بن عياش ضعيف في غير الشاميين، وهو كثير الغلط. وروايته هنا عن غير الشاميين، فإن شيخه هنا هو حميد الكندي وهو بصري، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/228): [حميد بن مهران وهو حميد بن أبي حميد الخياط الكندي بصري]. وانظر ترجمة أبي بكر بن عياش في ((تهذيب الكمال)) (33/129) وأبو ريحانة هو: شمعون بن زيد بن خنافة صحابي ينسب للأزد وهو حليف الأنصار وربما كان من أهل الكتاب الذين كانوا بالمدينة، ثم سكن الشام وكان يَقُصُّ، وهذا الكلام إنما هو من قصص أهل الكتاب، وهو مردود منكر اعترف الذهبي بنكارته. وقد روى مسلم في صحيحه (2813) أن لإبليس عرشاً على البحر فقال: [حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ F يَقُولُ: ((إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً))]. وليس فيه أنه مثل عرش الله تعالى عما يقولون وسبحانه عما يصفون. مع أن أبا سفيان الذي في إسناد مسلم واسمه (طلحة بن نافع) عن جابر قال فيه يحيى بن مَعِين: لا شيء، وقال ابن عُيَيْنَة وشعبة: إن روايته عن جابر صحيفة، وَقَال ابن حِبَّان في "الثقات" (4/393): [كان الأعمش يدلس عنه]. وَقَال محمد بن عثمان بن أَبي شَيْبَة سألت علي بن المَدِيني عَن أبي سفيان الذي روى عنه الأعمش ؟ فقال : اسمه طلحة بن نافع ، وكان أصحابنا يضعِّفونه في حديثه. (كما في سؤلات ابن أبي شيبة لابن المَدِيني ص146برقم197). وَقَال ابن محرز: قال علي بن المَدِيني: حدثني معلى ابن أَبي زائدة، عن يزيد بن أَبي خالد الدلال، قال: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث. (سؤالات ابن محرز، الورقة 37)، و(رجال البخاري للباجي ، الترجمة 432) وزاد: يكتب حديثه وليس بالقوي. وذكره العجلي في "الثقات" وَقَال: جائز الحديث وليس بالقوي. (الورقة 26) وَقَال أبو حاتم: لم يسمع أبو سفيان من أبي أيوب شيئاً، فأما جابر فإن شعبة يقول: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث، وَقَال: وأما أنس فإنه يحتمل. ويُقال إن أبا سفيان أخذ صحيفة جابر عن سُلَيْمان اليشكري (المراسيل لابن أَبي حاتم : 100). وبهذا نحكم على رواية مسلم - التي ليس فيها ذكر لعرش الله سبحانه – أيضاً بالضعف.
ويؤكد حكمنا بذلك أن الظاهر بأن هذا مما لم تُحْكَمْ روايَتُهُ فقد رواه مسلم (2926) من حديث أبي سعيد الخدري أن ذلك مما جاء عن ابن صياد وهو مما لُبِّسَ عليه! قال مسلم:
[..عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ لَقِيَهُ – أي ابنَ صَيَّاد مع الغِلْمان - رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟)) فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ، مَا تَرَى؟)) قَالَ: أَرَى عَرْشاً عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، وَمَا تَرَى؟)) قَالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِباً أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((لُبِسَ عَلَيْهِ دَعُوهُ))]. فالظاهر أن هذا من دعاوى ابن صياد أو ما وقع في حديث ابن صياد.
أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“