الكشف عن درجة حديث: (ن أحدكم ليتصدق بالتمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً، فيجعلها في يده اليمين، ثم يربيها كما يرب

[عود الخيزران]

الكشف عن درجة حديث: (ن أحدكم ليتصدق بالتمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً، فيجعلها في يده اليمين، ثم يربيها كما يربي أحدكم فَلُوَّهُ وفَصِيلَه..):

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أن أحدكم ليتصدق بالتمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً، فيجعلها في يده اليمين، ثم يربيها كما يربي أحدكم فَلُوَّهُ وفَصِيلَه، حتى تصير مثل أحد))

أقول:

الأصح وَقْفُهُ على أبي هريرة وهو مُتَلَقَّى عن أهل الكتاب. وقلنا: رواه بهذا اللفظ ابن خزيمة في كتاب التوحيد (73)، والحديث رواه البخاري (1410) ومسلم (1014). ولفظ البخاري في هذا الموضع من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلا الطَّيِّبَ إِلا أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ الْجَبَلِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ)). ولفظ (الكف) عندنا من تصرُّف الرواة. وإذا ترجَّح عند المجتهد الحاذق احتمال كونه من الإسرائيليات فلا يُحتج به. ورواه ابن حبان في صحيحه (1/504) بلفظ: ((.. إلا كأنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه..)). قال ابن حِبَّان عقبه: [قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا كأنما يضعها في يد الرحمن) يبين لك أن هذه الأخبار أطلقت بألفاظ التمثيل دون وجود حقائقها أو الوقوف على كيفيتها إذ لم يتهيأ معرفة المخاطب بهذه الأشياء إلا بالألفاظ التي أطلقت بها]. لاحظ كلمات ابن حبان رحمه الله تعالى في التنزيه ونفيه لحقائق ظواهر أخبار الصفات.