بطلان حديث: ( لمّا قضى الله خلقه استلقى على قفاه...):

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان حديث: ( لمّا قضى الله خلقه استلقى على قفاه...):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان حديث: ( لمّا قضى الله خلقه استلقى على قفاه...):

روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لَمَّا قضى الله خلقه استلقى على قفاه. ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى، ثم قال: لا ينبغي لأحد أن يفعل مثل هذا))

أقول:

حديث موضوع مكذوب منكر. رواه الطبراني في "الكبير" (19/13) وابن أبي عاصم في سنته (568) من حديث قتادة بن النعمان. [قال الطبراني: حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي وأحمد بن رشدين المصري وأحمد بن داود المكي قالوا: ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال ثنا محمد بن فليح بن سليمان، عن أبيه، عن سعيد بن الحارث، عن عبيد بن حنين، قال: بينا أنا جالس اذ جاءني قتادة بن النعمان فقال لي: انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى، فانطلقنا على أبي سعيد فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى فسلمنا وجلسنا فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رِجْلِ أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة، فقال أبو سعيد: سبحان الله يا ابن آدم لقد أوجعني. فقال له: ذلك أردت فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الله عز و جل لمَّا قضى خلقه استلقى فوضع إحدى رجليه على الأخرى وقال: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا)). فقال أبو سعيد: لا جَرَم والله لا أفعله أبداً]. أقول: نسأل الله تعالى السلامة من هذا الكذب والافتراء على سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم. وقد رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (355 - 356) وقال عقبه: [فهذا حديث منكر ولم أكتبه إلا من هذا الوجه، وفُلَيح بن سليمان مع كونه من شرط البخاري ومسلم، فلم يخرجا حديثه هذا في الصحيح، وهو عند بعض الحفاظ غير محتج به …… فإذا كان فُلَيح بن سليمان المدني مختلفاً في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت بروايته مثل هذا الأمر العظيم، وفيه علة أخرى وهي أنَّ قتادة بن النعمان مات في خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وصلى عليه عمر، وعبيد بن حنين مات سنة خمس ومائة، وله خمس وسبعون سنة في قول الواقدي وابن بكير فتكون روايته عن قتادة منقطعـة …… فلا تقبل المراسيل في الأحكام، فكيف في هذا الأمر العظيم؟! ))]. [قلت: روى البخاري عن فُلَيح في (53) موضعاً ومسلم عنه في (5) مواضع] وعدَّ الذهبي حديثه هذا في "الميزان" (3/365) من منكرات فُلَيح، أقول: محمد بن فُليح بن سليمان وأبوه متكلَّم فيهما، قال يحيى بن معين: فليح ليس بثقة ولا ابنه، وقال في رواية: ضعيف، وفي رواية أخرى: لا يُحْتَجّ بحديثه. وانظر الكلام فيه في كتب الجرح. وأقول: ثمَّ وقفت على كلام للذهبي قاله فيما بعد في "سير أعلام النبلاء" (21/160) حكم على هذا الحديث بأنه منكر وعاب على مَنْ صححه! والأدهى والأَمَر أن متناقض عصرنا!! أقرَّ الذهبي في "مختصر العلو" ص (98) على قوله بأن رجاله ثقات(!) وزاد عليه في الحاشية فقال: (وذكر ابن القيم في "الجيوش الإسلامية" ص (34) أنَّ إسناده صحيح على شرط البخاري)!!!! ثم تناقض فحكم بأنه منكر في التعليق على سنة ابن أبي عاصم برقم (568) فقال: (إسناده ضعيف والمتن منكر كأنه من وضع اليهود). وحكم عليه في ((سلسلته الضعيفة)) (2/177/755) بأنه: (منكر جداً)!! وزاد فقال: (يُسْتَشَمُّ منه رائحة اليهودية) (!)


أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“