بيان نكارة الحديث الذي جاء يصف حال من يخرجون من النار:
مرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2024 4:37 pm
بيان نكارة الحديث الذي جاء يصف حال من يخرجون من النار:
جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه حديثاً طويلاً في صفة من أخرجهم الله بفضله من النار قال: ((فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول الله: يا ابن آدم أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها؟ فيقول: أي رب أتستهزئ مني، وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود وقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ فقال. هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: ومم تضحك يا رسول الله؟ فقال: مِنْ ضَحِكِ رب العالمين. حين قال: أتستهزىء مني وأنت رب العالمين فيقول الله: إني لا أستهزئ بك، وأنا على ما أشاء قدير)
أقول:
منكر مردود. أفسده حَمَّاد بن سَلَمَة. رواه مسلم (187) من حديث أنس عن ابن مسعود، وأحمد (1/410)، وأبو عوانة في مستخرجه (280)، والطبراني في الكبير (10/9/9775)، وابن أبي عاصم في سنته (452)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (989) وقال عقبه: [فأما المتقدمون من أصحابنا فإنهم فهموا من هذه الأحاديث ما وقع الترغيب فيه من هذه الأعمال، وما وقع الخبر عنه من فضل الله سبحانه، ولم يشتغلوا بتفسير الضحك مع اعتقادهم أن الله ليس بذي جوارح ومخارج، وأنه لا يجوز وصفه بكشر الأسنان وفغر الفم، تعالى الله عن شبه المخلوقين علواً كبيراً]. وأعجب كيف يقول البيهقي (ولم يشتغلوا بتفسير الضحك) مع أنه نقل في كتابه "الأسماء والصفات" نفسه ص (298و470) عن البخاري تفسير الضحك وتأويله بالرحمة (!!!) وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/444): [قال البيضاوي نسبة الضحك إلى الله تعالى مجاز بمعنى الرضا]. وفي إسناده عند جميعهم حماد بن سلمة عن ثابت وخبره في هذه الأمور مردود من البواطيل كما قررناه مراراً، وقد رواه البخاري (6571) وغيره وليس فيه ذِكْرٌ لضحك الرب سبحانه وتعالى عما يقولون ولفظه: [حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ((إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ)). فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَكَانَ يَقُولُ: ((ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً))]. وقد ذكرت في ((التناقضات)) (2/77و240) وفي التعليق علــــــى ((دفع الشبه)) ص (189-190) بيان ضعف حماد بن سلمة، وأزيـــــــد بأنَّ الذهبي أورد في ((سير النبلاء)) (9/253) والحافظ ابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (7/303) في ترجمة علي بن عاصم أنَّ أحمد بن حنبل قال: ((كان حماد بن سلمة يخطىء وأومأ أحمد بيده خطأً كثيراً ولم نَرَ بالرواية عنه بأساً)) وقال الحافظ السيوطي في ((الحاوي للفتاوي)) (2/226): ((فإنَّ حماداً تُكُلِّمَ في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير، ذكروا أنَّ ربيبه دسها في كتبه، وكان حماد لا يحفظ فحدَّث بها فوهم فيها))!! والكلام فيه كثير مذكور في كتبنا.
جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه حديثاً طويلاً في صفة من أخرجهم الله بفضله من النار قال: ((فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول الله: يا ابن آدم أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها؟ فيقول: أي رب أتستهزئ مني، وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود وقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ فقال. هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: ومم تضحك يا رسول الله؟ فقال: مِنْ ضَحِكِ رب العالمين. حين قال: أتستهزىء مني وأنت رب العالمين فيقول الله: إني لا أستهزئ بك، وأنا على ما أشاء قدير)
أقول:
منكر مردود. أفسده حَمَّاد بن سَلَمَة. رواه مسلم (187) من حديث أنس عن ابن مسعود، وأحمد (1/410)، وأبو عوانة في مستخرجه (280)، والطبراني في الكبير (10/9/9775)، وابن أبي عاصم في سنته (452)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (989) وقال عقبه: [فأما المتقدمون من أصحابنا فإنهم فهموا من هذه الأحاديث ما وقع الترغيب فيه من هذه الأعمال، وما وقع الخبر عنه من فضل الله سبحانه، ولم يشتغلوا بتفسير الضحك مع اعتقادهم أن الله ليس بذي جوارح ومخارج، وأنه لا يجوز وصفه بكشر الأسنان وفغر الفم، تعالى الله عن شبه المخلوقين علواً كبيراً]. وأعجب كيف يقول البيهقي (ولم يشتغلوا بتفسير الضحك) مع أنه نقل في كتابه "الأسماء والصفات" نفسه ص (298و470) عن البخاري تفسير الضحك وتأويله بالرحمة (!!!) وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/444): [قال البيضاوي نسبة الضحك إلى الله تعالى مجاز بمعنى الرضا]. وفي إسناده عند جميعهم حماد بن سلمة عن ثابت وخبره في هذه الأمور مردود من البواطيل كما قررناه مراراً، وقد رواه البخاري (6571) وغيره وليس فيه ذِكْرٌ لضحك الرب سبحانه وتعالى عما يقولون ولفظه: [حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ((إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ)). فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَكَانَ يَقُولُ: ((ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً))]. وقد ذكرت في ((التناقضات)) (2/77و240) وفي التعليق علــــــى ((دفع الشبه)) ص (189-190) بيان ضعف حماد بن سلمة، وأزيـــــــد بأنَّ الذهبي أورد في ((سير النبلاء)) (9/253) والحافظ ابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (7/303) في ترجمة علي بن عاصم أنَّ أحمد بن حنبل قال: ((كان حماد بن سلمة يخطىء وأومأ أحمد بيده خطأً كثيراً ولم نَرَ بالرواية عنه بأساً)) وقال الحافظ السيوطي في ((الحاوي للفتاوي)) (2/226): ((فإنَّ حماداً تُكُلِّمَ في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير، ذكروا أنَّ ربيبه دسها في كتبه، وكان حماد لا يحفظ فحدَّث بها فوهم فيها))!! والكلام فيه كثير مذكور في كتبنا.