صفحة 1 من 1

بطلان حديث أبي هريرة الذي يصف فيه حال من يخرج من النار...:

مرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2024 4:39 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث أبي هريرة الذي يصف فيه حال من يخرج من النار...:

جاء هذا الحديث؛ طويلاً عن أبي هريرة إلى أن قال:
((ثم يقول: يا رب أدخلني الجنة. فيقول الله: أوَلست قد زعمت أن لا تسألني غيره؟ ويلك يا ابن آدم، ما أغدرك. فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك. فلا يزال يدعو حتى يضحك. فإذا ضحك منه، أذن الله له بالدخول في الجنة))

أقول:

هذا حديث موضوع إسرائيلي. وهو جزء من حديث الصورة الطويل المشهور، والمردود عندنا وعند كل عاقل بقواعد الشريعة المقطوع بها. رواه البخاري (6574و7438) وابن حبان (16/450)، مع أنه رواه بلفظ آخر كما تقدَّم في الحاشية السابقة وليس فيه لفظ الضحك. وقد تكلمنا عليه في التعليق على "دفع الشبه" الحديث الخامس.
ووقع في صحيح مسلم (برقم191) من حديث أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يُسْأَلُ عَنْ الْوُرُودِ فَقَالَ: ...قَالَ فَتُدْعَى الْأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ مَنْ تَنْظُرُونَ فَيَقُولُونَ نَنْظُرُ رَبَّنَا فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ قَالَ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ ..] الحديث. تأملوا هذه الألفاظ الشنيعة التي وقعت في هذا الحديث! أن الله تعالى عما جاء في هذه الرواية وغيرها من الروايات المنكرة- يأتيهم ويقولون له نحن ننتظر ربنا أن يأتي فيأتيهم فيضحك فينطلق بهم أي يمشي معهم أمامهم ويتبعونه من خلفه وهذه هي العقائد الوثنية التي دست في الإسلام!
ووقع هذا الحديث عند أبي عوانه أنه يضحك لهم حتى تظهر لهاته وأضراسه! تعالى الله عن هذا الهراء علواً كبيراً! ففي "المسنَد الصَّحيح المُخَرّج عَلى صَحِيح مُسلم" (1/139) لأبي عَوانة يَعقُوب بن إسحَاق الإسفرَايينيّ (المتوفى 316 هـ) بزيادة (يضحك.. حتى يبدو لهواته وأضراسه) ونصه هناك: ((فيقولون: حتى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك.. حتى يبدو لهواته وأضراسه فينطلق ربهم فيتبعونه)). مع أن أبا عوانة ساقه بإسناد مسلم! وهو لفظ شنيع جداً إذ يتنزه الله عن الأعضاء وعن اللهاة والأضراس! وهو باطل عندنا سواء كان في صحيح مسلم أو في صحيح أبي عوانة أو في غيرهما وهو من جملة الإسرائيليات الشنيعة. وروايات الآحاد المصادمة والمعارضة لتنزيه الباري سبحانه وأنه {ليس كمثله شيء} و{لم يكن له كفواً أحد} يُضْرَبُ بها عُرْضَ الحائط! والحمد لله رب العالمين.