بيان درجة حديث: ( لله أفرح بتوبة العبد من العبد إذا ضلت راحلته...):
مرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2024 4:41 pm
بيان درجة حديث: ( لله أفرح بتوبة العبد من العبد إذا ضلت راحلته...):
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لله أفرح بتوبة العبد من العبد إذا ضلت راحلته في أرض فلاة في يوم قائظ، وراحلته عليها زاده ومزاده. إذا ضلت راحلته أيقن بالهلاك، وإذا وجدها فرح بذلك. فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من هذا العبد))
أقول:
رواه من حديث النعمان أحمد في المسند (4/275)، والنعمان روايته عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منقطعة كما في ترجمته نقلاً عن أهل المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، والحديث مروي في البخاري (6308) ومسلم (2744) من حديث ابن مسعود. وقد أوَّله البيهقي في "الأسماء والصفات" (حديث 945): [قال أبو سليمان: قوله (لله أفرح) معناه: أرضى بالتوبة وأقبل لها. والفرح الذي يتعارفه الناس من نعوت بني آدم غير جائز على الله عز وجل، إنما معناه الرضى، كقوله: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون:53، أي: راضُون، والله أعلم.... ومعنى قوله: ((لله أفرح)) أي أرضى، والرضا من صفات الله سبحانه، لأن الرضى هو القبول للشيء والمدح له والثناء عليه]. فتأويله قريب مثل تأويل النسيان ومثله مما هو مذكور في كتاب الله تعالى. وقال النووي في "شرح مسلم" (9/108): [قال العلماء: فرح الله تعالى هو رضاه، وقال المازري: الفرح ينقسم على وجوه منها: السرور، والسرور يقاربه الرضا بالمسرور به، قال: فالمراد هنا أن الله تعالى يرضى توبة عبده أشد مما يرضى واجد ضالته بالفلاة، فعبر عن الرضا بالفرح تأكيداً لمعنى الرضا في نفس السامع، ومبالغة في تقريره]. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/106): [وإطلاق الفرح في حق الله مجاز عن رضاه، قال الخطَّابي: معنى الحديث: أن الله أرضى بالتوبة وأقبل لها والفرح الذي يتعارفه الناس بينهم غير جائز على الله وهو كقوله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}المؤمنون:53، أي راضون. وقال ابن فُورَك: الفرح في اللغة السرور ويطلق على البطر ومنه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}القصص:76، وعلى الرضا فإن كل مَنْ يُسَرُّ بشيء ويرضى به يقال في حقه فرح به. قال ابن العربي: كل صفة تقتضي التغير لا يجوز أن يوصف الله بحقيقتها فان ورد شيء من ذلك حمل على معنى يليق به.... وقال القرطبي في المفهم: هذا مثل قصد به بيان سرعة قبول الله توبة عبده التائب... وإلا فالفرح الذي هو من صفات المخلوقين محال على الله تعالى لأنه اهتزاز وطرب يجده الشخص من نفسه عند ظفره بغرض يستكمل به نقصانه ويسد به خلته أو يدفع به عن نفسه ضرراً أو نقصاً وكل ذلك محال على الله تعالى... وهذا القانون جار في جميع ما اطلقه الله تعالى على صفة من الصفات التي لا تليق به وكذا ما ثبت بذلك عن رسول الله ].
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لله أفرح بتوبة العبد من العبد إذا ضلت راحلته في أرض فلاة في يوم قائظ، وراحلته عليها زاده ومزاده. إذا ضلت راحلته أيقن بالهلاك، وإذا وجدها فرح بذلك. فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من هذا العبد))
أقول:
رواه من حديث النعمان أحمد في المسند (4/275)، والنعمان روايته عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منقطعة كما في ترجمته نقلاً عن أهل المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، والحديث مروي في البخاري (6308) ومسلم (2744) من حديث ابن مسعود. وقد أوَّله البيهقي في "الأسماء والصفات" (حديث 945): [قال أبو سليمان: قوله (لله أفرح) معناه: أرضى بالتوبة وأقبل لها. والفرح الذي يتعارفه الناس من نعوت بني آدم غير جائز على الله عز وجل، إنما معناه الرضى، كقوله: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون:53، أي: راضُون، والله أعلم.... ومعنى قوله: ((لله أفرح)) أي أرضى، والرضا من صفات الله سبحانه، لأن الرضى هو القبول للشيء والمدح له والثناء عليه]. فتأويله قريب مثل تأويل النسيان ومثله مما هو مذكور في كتاب الله تعالى. وقال النووي في "شرح مسلم" (9/108): [قال العلماء: فرح الله تعالى هو رضاه، وقال المازري: الفرح ينقسم على وجوه منها: السرور، والسرور يقاربه الرضا بالمسرور به، قال: فالمراد هنا أن الله تعالى يرضى توبة عبده أشد مما يرضى واجد ضالته بالفلاة، فعبر عن الرضا بالفرح تأكيداً لمعنى الرضا في نفس السامع، ومبالغة في تقريره]. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/106): [وإطلاق الفرح في حق الله مجاز عن رضاه، قال الخطَّابي: معنى الحديث: أن الله أرضى بالتوبة وأقبل لها والفرح الذي يتعارفه الناس بينهم غير جائز على الله وهو كقوله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}المؤمنون:53، أي راضون. وقال ابن فُورَك: الفرح في اللغة السرور ويطلق على البطر ومنه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}القصص:76، وعلى الرضا فإن كل مَنْ يُسَرُّ بشيء ويرضى به يقال في حقه فرح به. قال ابن العربي: كل صفة تقتضي التغير لا يجوز أن يوصف الله بحقيقتها فان ورد شيء من ذلك حمل على معنى يليق به.... وقال القرطبي في المفهم: هذا مثل قصد به بيان سرعة قبول الله توبة عبده التائب... وإلا فالفرح الذي هو من صفات المخلوقين محال على الله تعالى لأنه اهتزاز وطرب يجده الشخص من نفسه عند ظفره بغرض يستكمل به نقصانه ويسد به خلته أو يدفع به عن نفسه ضرراً أو نقصاً وكل ذلك محال على الله تعالى... وهذا القانون جار في جميع ما اطلقه الله تعالى على صفة من الصفات التي لا تليق به وكذا ما ثبت بذلك عن رسول الله ].