قال الإمام محمد بن أحمد بن أبي سهل الملقَّب بِـ (شمس الأئمة) السرخسي (المتوفى: 483هـ) في كتابه "المبسوط" في الفقه الحنفي المطبوع في (30) جزءاً:
[وَلَوْ أَنَّ صَبِيَّيْنِ شَرِبَا مِنْ لَبَنِ شَاةٍ أَوْ بَقَرَةٍ لَمْ تَثْبُتْ بِهِ حُرْمَةُ الرَّضَاعِ؛ لِأَنَّ الرَّضَاعَ مُعْتَبَرٌ بِالنَّسَبِ، وَكَمَا لَا يَتَحَقَّقُ النَّسَبُ بَيْنَ آدَمِيٍّ وَبَيْنَ الْبَهَائِمِ فَكَذَلِكَ لَا تَثْبُتُ حُرْمَةُ الرَّضَاعِ بِشُرْبِ لَبَنِ الْبَهَائِمِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ صَاحِبُ التَّارِيخِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – يَقُولُ تَثْبُتُ الْحُرْمَةُ وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ كَانَتْ سَبَبَ إخْرَاجِهِ مِنْ بُخَارَى، فَإِنَّهُ قَدِمَ بُخَارَى فِي زَمَنِ أَبِي حَفْصٍ الْكَبِيرِ – رَحِمَهُ اللَّهُ – وَجَعَلَ يُفْتِي فَنَهَاهُ أَبُو حَفْصٍ – رَحِمَهُ اللَّهُ – وَقَالَ لَسْت بِأَهْلٍ لَهُ فَلَمْ يَنْتَهِ حَتَّى سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَأَفْتَى بِالْحُرْمَةِ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَأَخْرَجُوهُ].
هذه القضية التي وقعت البخاري إن صحت هي كما يظهر في أول حياته .. وليست لأجل قوله في آخر حياته إن اللفظ بالقرآن مخلوق وامتناعه عن تحديث امير بخارى وأولاده..
فقد جاء:
قال أحمد بن منصور الشيرازي: «فكتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى: إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة. فقرأ كتابه على أهل بخارى، فقالوا: لا نفارقه، فأمره الأمير بالخروج من البلد، فخرج».
فعند جماعة احمد بن حنبل والمحدثين أن البخاري كان خلاف السنة التي يعتقدونها أو يريدونها.
كما في إرشاد الساري للقسطلاني ج١ ص ٣٣.
وأما عثمان ابن أبي شيبة الذي أكثر عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما عنه حتى بلغت مجموع الروايات عنه عندهما (187) فإليك بعض ما جاء فيه:
قال الحافظ الذهبي في "سير النبلاء" (11/153):
[الدارقطني: أخبرنا أحمد بن كامل، حدثني الحسن بن الحباب، أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في التفسير: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} فقالها: ألف لام ميم].
وقال الخطيب البغدادي في تاريخه (10/67):
[سنة أربع وثلاثين ومائتين: فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين فكان فيهم مصعب الزبيري وإسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن عبد الله الهروي وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة الكوفيان وهما من بنى عبس وكانا من حفاظ الناس فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس وأن يحدِّثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدّثوا بالأحاديث في الرؤية...
أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبى علي بن الصواف وأنا أسمع حدَّثكم جعفر بن محمد الفريابي قال: سألت محمد بن عبيد الله بن نمير عن بني أبي شيبة ثلاثتهم؟ فقال فيهم قولاً لم أحب أن أذكره...].
هذا كلام الخطيب البغدادي من تاريخه.
وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي (17/166تدمري):
[قال جعفر بن محمد الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير قلت له: أيما أحب إليك؟ أبو خيثمة، أو أبو بَكْر بنُ أبي شَيْبَة؟ فقالَ: أبو خَيْثَمة، وجعل يُطْرِي أبا خيثمة ويَضَع من أبي بكر]. وهذا أيضاً مذكور في "تهذيب" المِزّي (9/405) وغيره.
فتأملوا
قال الإمام محمد بن أحمد بن أبي سهل الملقَّب بِـ (شمس الأئمة) السرخسي (المتوفى: 483هـ) في كتابه "المبسوط" في الفقه الحنفي
-
- Posts: 902
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm