التأكيد على استحباب صيام يوم عرفة وهو من الأيام الجليلة المباركة وإن كان يوم سبت وإن لم يصم يوماً قبله ..
مرسل: السبت نوفمبر 16, 2024 3:12 pm
التأكيد على استحباب صيام يوم عرفة وهو من الأيام الجليلة المباركة وإن كان يوم سبت وإن لم يصم يوماً قبله ..
والتنبيه على عدم ثبوت غفران تكفير ذنوب السنة القادمة:
تضعيف البخاري لحديث مسلم بأن صيام يوم عرفة الذي فيه أنه يكفر السنة التالية أو القادمة:
الحديث الذي ضعفه البخاري في صحيح مسلم (1162):
قال مسلم بن الحجاج رحمه الله:
[وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة ... صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله]. انتهى باختصار
فكرت كثيراً في هذا الحديث وقلت بأن تكفير السنة الماضية مع التوبة والندم وإرجاع حقوق العباد إن كانت في ذمة الإنسان يمكن أن يكون مزية لهذا اليوم الفضيل وهذا لا إشكال فيه،
لكن هناك إشكالات عدة في أنه يكفّر السنة التالية أو القادمة أو السنة التي بعد صيام ذلك اليوم فإنه يورث التهاون في فعل المعاصي، وكيف لا يكفر رمضان السنة القادمة ورمضان هو الفرض وذو الفضيلة الكبرى وخير الشهور والأيام وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر، وربما يتمادى بعض الطغاة والعصاة فيصومون هذا اليوم الكريم المبارك كل سنة ويقولون بأن ذنوبنا مغفورة ونحن نفعل ما نريد والله تعالى سيغفر لنا ما سنقدم عليه، وفي هذا إشكال كبير! وهناك إشكالات أخرى لا أنشط الآن للإطالة بسردها!
فانقدح في نفسي بناء على القواعد الثابتة في الكتاب والسنة والحس الحديثي والنقدي أن الحديث غير صحيح! (أو أن هذه الجملة فيه التي فيها السنة التالية لا تثبت) فجعلت أنظر في كلام الحفاظ هنا وهناك وأراجع كلام من أخرجه ورواه لعلي أجد ما يؤيد إحساسي النقدي فلم أجد أول الأمر بل وجدت أنهم يمرون عليه مرور الكرام مذعنين متبركين على طريقة الدراويش المُسَلّمين دون تأمل، حتى وجدت وأنا أقرأ في تراجم رجال الحديث أن البخاري قال عن عبد الله الزماني راويه عن الصحابي أبي قتادة رضي الله عنه في تاريخه الكبير (3/68):
[ولا يعرف سماع عبد الله بن معبد من ابى قتادة].
وكذا جاء في "الكامل في ضعفاء الرجال" للحافظ ابن عدي (224/4):
[عبد الله بن معبد الزماني الأنصاري، سمعت بن حماد يقول قال البخاري عبد الله بن معبد الزماني الأنصاري عن أبي قتادة لا يعرف له سماع من أبي قتادة ..].
ثم ذكر هذا الحديث في ترجمته ثم قال عقبه:
[قال الشيخ وهذا الحديث هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبد الله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة].
وبذا يكون هذا الحديث من جملة الأحاديث التي حكم البخاري بأنها من جملة الأحاديث الضعيفة في صحيح مسلم، وهذا ينقض النظرية الباطلة التي تقول بأن الأمة أجمعت على صحة كل ما في البخاري ومسلم مع أن البخاري ومسلم نفسهما لم يدعيا ذلك بل خالفاه!
وهذا لا يعني أننا لا نستحب صيام هذا اليوم لأن فيه أحاديث أخرى وهو من جملة الأيام الفاضلة المباركة العظيمة التي يستحب صومها، لكن المراد أن لا يركن الإنسان الصائم ليوم عرفة على جواز مقارفة الذنوب والمعاصي المستقبلة لأنها مغفورة!
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل!
والتنبيه على عدم ثبوت غفران تكفير ذنوب السنة القادمة:
تضعيف البخاري لحديث مسلم بأن صيام يوم عرفة الذي فيه أنه يكفر السنة التالية أو القادمة:
الحديث الذي ضعفه البخاري في صحيح مسلم (1162):
قال مسلم بن الحجاج رحمه الله:
[وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة ... صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله]. انتهى باختصار
فكرت كثيراً في هذا الحديث وقلت بأن تكفير السنة الماضية مع التوبة والندم وإرجاع حقوق العباد إن كانت في ذمة الإنسان يمكن أن يكون مزية لهذا اليوم الفضيل وهذا لا إشكال فيه،
لكن هناك إشكالات عدة في أنه يكفّر السنة التالية أو القادمة أو السنة التي بعد صيام ذلك اليوم فإنه يورث التهاون في فعل المعاصي، وكيف لا يكفر رمضان السنة القادمة ورمضان هو الفرض وذو الفضيلة الكبرى وخير الشهور والأيام وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر، وربما يتمادى بعض الطغاة والعصاة فيصومون هذا اليوم الكريم المبارك كل سنة ويقولون بأن ذنوبنا مغفورة ونحن نفعل ما نريد والله تعالى سيغفر لنا ما سنقدم عليه، وفي هذا إشكال كبير! وهناك إشكالات أخرى لا أنشط الآن للإطالة بسردها!
فانقدح في نفسي بناء على القواعد الثابتة في الكتاب والسنة والحس الحديثي والنقدي أن الحديث غير صحيح! (أو أن هذه الجملة فيه التي فيها السنة التالية لا تثبت) فجعلت أنظر في كلام الحفاظ هنا وهناك وأراجع كلام من أخرجه ورواه لعلي أجد ما يؤيد إحساسي النقدي فلم أجد أول الأمر بل وجدت أنهم يمرون عليه مرور الكرام مذعنين متبركين على طريقة الدراويش المُسَلّمين دون تأمل، حتى وجدت وأنا أقرأ في تراجم رجال الحديث أن البخاري قال عن عبد الله الزماني راويه عن الصحابي أبي قتادة رضي الله عنه في تاريخه الكبير (3/68):
[ولا يعرف سماع عبد الله بن معبد من ابى قتادة].
وكذا جاء في "الكامل في ضعفاء الرجال" للحافظ ابن عدي (224/4):
[عبد الله بن معبد الزماني الأنصاري، سمعت بن حماد يقول قال البخاري عبد الله بن معبد الزماني الأنصاري عن أبي قتادة لا يعرف له سماع من أبي قتادة ..].
ثم ذكر هذا الحديث في ترجمته ثم قال عقبه:
[قال الشيخ وهذا الحديث هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبد الله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة].
وبذا يكون هذا الحديث من جملة الأحاديث التي حكم البخاري بأنها من جملة الأحاديث الضعيفة في صحيح مسلم، وهذا ينقض النظرية الباطلة التي تقول بأن الأمة أجمعت على صحة كل ما في البخاري ومسلم مع أن البخاري ومسلم نفسهما لم يدعيا ذلك بل خالفاه!
وهذا لا يعني أننا لا نستحب صيام هذا اليوم لأن فيه أحاديث أخرى وهو من جملة الأيام الفاضلة المباركة العظيمة التي يستحب صومها، لكن المراد أن لا يركن الإنسان الصائم ليوم عرفة على جواز مقارفة الذنوب والمعاصي المستقبلة لأنها مغفورة!
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل!