محاولات الحنابلة والمجسمة تشويه العقيدة وتزوير الكتب العقائدية: - بقلم حسن السقاف -
مرسل: الأحد نوفمبر 12, 2023 11:27 am
إخوتي الكرام:
إن الإيمان أو العقيدة الإسلامية أهم مرتكزات شخصية المسلم ومنها تنبثق أفكاره وتصوراته بالإضافة إلى علم الفقه الذي يُعرف به الحلال والحرام، وقد صنفنا في الإيمان عدة مؤلفات، منها (صحيح شرح العقيدة الطحاوية) ومنها (عقد الزبرجد النضيد في شرح جوهرة التوحيد) ومنها (منظومة خلاصة التوحيد) وهي (720) بيتاً، منشورة بصوت العبد الفقير على النت.
وهناك مسائل أحببت أن أتكلّم فيها تتعلق بهذا الموضوع، منها: أن الحنابلة المجسمة حاولوا عبر القرون من زمن أحمد بن حنبل إلى هذا اليوم تشويه الإيمان والعقيدة الإسلامية وذلك بإدخال التشبيه والتجسيم في موضوع الصفات بإثبات الأعضاء للمولى سبحانه وتعالى عما يصفون، وفي خلق القرآن، وفي الجبر في مسألة القضاء والقدر، وكذا الغض من شأن أهل بيت نبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والطعن في العترة الزكية حتى غدا ذكر فضائل أهل بيت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يؤدي فوراً إلى الاتهام بالرفض عند أهل الباطل التائهين، وغير ذلك من المسائل التي تذكر في كتب العقائد والتوحيد والإيمان، وسلك الحنابلة في ذلك عدة مسالك يمكن أن نفردها أو يفردها بعض أصحابنا بمؤلف خاص نلخصها في الأمور التالية:
أولاً: أن هؤلاء المجسمة والمشبهة من السلف والخلف وخاصة الحنابلة قاموا بتأليف مؤلفات خاصة تؤيد عقائهم نسبوها لجماعة من أئمة أهل العلم، كـ (الرد على الجهمية) و (رسالة الإصطخري) نسبوهما لأحمد بن حنبل، وكتاب (الفقه الأكبر) أو (عقيدة الشافعي) أو (الوصية) نسبوها للإمام الشافعي، وهذا غير كتاب (الفقه الأكبر) المنسوب للإمام أبي حنيفة، وكتاب (الحيدة) الموضوع على عبد العزيز الكناني تلميذ الشافعي، وكتاب (الصفات) وكتاب (الرؤية) المنسوبان للدارقطني، وغير ذلك.
ثانياً: أنهم نسبوا أقوالاً لجماعة من السلف والأئمة تؤيد بدعهم الاعتقادية، وخاصة في مسألة العلو وتفسير الاستواء بما يفيد الجلوس والقعود على العرش، أو كفر من قال بخلق القرآن وأنه من جملة المشركين، أو استباحة دم من خالف في هذه الأمور، ومن أراد أن يرى نماذج من ذلك فلينظر في كتاب (العلو) للذهبي وما علقناه عليه، فقد ذكر الذهبي في القسم الأخير من الكتاب قول (167) عالماً يقول بقوله في (العلو الحسي) الذي يريده، وفعل مثله ابن القيم في (اجتماع الجيوش الإسلامية) وكلاهما حققته وبينت عدم ثبوت غالب تلك الأقوال عمن نسبت إليهم. فالعلو مثلاً أورد الذهبي فيه قول (167) رجلاً، منهم (125) لا يثبت القول عنهم لضعف الإسانيد إليهم أو وجود الكذابين والوضاعين في أسانيد تلك الأقوال، وفيه أيضاً (18) رجلاً كان كلامهم خارجاً عن الموضوع الذي أورد ذكرهم فيه لأجله، و (3) تضارب القول عنهم، وبقي (25) رجلاً وهم ممن كان يعتقد بعقيدة التشبيه والتجسيم وهو من أئمة ومناصري الحنابلة في الاعتقاد.
وممن فعل ذلك جماعة من الحنابلة منهم: ابن منده والخلال وابن قدامة صاحب كتاب "ذم التأويل" و"العلو" وغيرهما من الطامات.
ثالثاً: أنهم وثقوا رجالاً من الضعفاء لتصحيح تلك الأسانيد والكتب التي تنصر معتقداتهم، وهذه الثالثة سنفرد لها مقالاً خاصاً في ذلك إن شاء الله تعالى.
وسأذكر لكم نماذج من هذه الأمور والله المستعان:
1- قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/656-657) في ترجمة محمد بن علي العُشَاري:
[أدخلوا عليه أشياء فحدَّث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ومنها عقيدة للشافعي]. وقول الذهبي (بسلامة باطن) كلام باطل مردود إذ البواطن لا يطلع عليها إلا الله تعالى!! فكيف اطلع الذهبي على سلامة باطنه وبينهما نحو ثلاثمائة سنة ؟!!
لاحظ: أنه قال عقيدة للإمام الشافعي أدخلها الحنابلة على العشاري فرواها على أنها من جملة مروياته بإسناده المتصل إلى الإمام الشافعي. وسماها بعضهم (الوصية للشافعي).
2- ابن كادش تلميذ العشاري وهو وضاع حنبلي مثل سابقه، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في لسان الميزان (1/235): [قال ابن النجار: كان مخلطاً كذاباً لا يحتج بمثله وللأئمة فيه مقال...... وقال ابن عساكر: قال لي أبو العز ابن كادش وسمع رجلاً قد وضع في حق عليٍّ حديثاً ووضعتُ أنا في حق أبي بكر حديثاً بالله أليس فعلـــت جيـداً ؟!].
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (19/559) معلقاً على كلام ابن كادش هذا:
[قلت: هذا يدل على جهله، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم].
وهذا إنصاف من الذهبي هنا.
3- ذكر الحافظ الذهبي في الميزان (2/624) والحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4/26 الهندية) و (4/32 دار الفكر) في ترجمة: (عبدالعزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي) وقالا فيها: [من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة، إلا أّنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند الإمام أحمد. قال ابن زرقوية الحافظ: كتبوا عليه محضراً بما فعل، كتب فيه الدارقطني وغيره، نسأل الله العافية والسلامة]. انتهى
قلت: ثمَّ ذكر الذهبي له بعد ذلك حديثاً وقال عقبة: [المتهم به أبو الحسن].
فتأمل كيف يضع الحنابلة أحاديث في مسند إمامهم لينصروا آراءهم.
4- صرَّح الحافظ الذهبي في ترجمة أحمد بن حنبل في سير أعلام النبلاء (11/286) على أن كتاب (الرد على الجهمية) و (رسالة الاصطخري) كتابان موضوعان مكذوبان على الإمام أحمد إذ قال:
[لا كرسالة الإصطخري، ولا كالردّ على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله..]. فتأمّل.
5- قال الذهبي في الميزان (5139):
[عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكنانى المكى الذى ينسب إليه الحيدة في مناظرته لبشر المريسى
قلت: لم يصح إسناد كتاب "الحيدة" إليه، فكأنه وُضِع عليه. والله أعلم]. وقال الذهبي في "الميزان" (7395) في ترجمة: [محمد بن الحسن بن أزهر الدَّعَّاء: عن عباس الدوري. اتهمه أبو بكر الخطيب بأنه يضع الحديث. قلت: هو الذي انفرد برواية (كتاب الحيدة ). رواه عنه أبو عمرو بن السماك، ورأيت له حديثاً إسناده ثقات سواه، وهو كذب: في فضل عائشة. ويغلب على ظنى أنه هو الذي وضع (كتاب الحيدة)، فإنى لاستبعد وقوعها جداً].
وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/370): [ووجه استبعاد المصنف كتاب الحيدة أنه يشتمل على مناظرات أقيمت فيها الحجة لتصحيح مذهب أهل السنة عند المأمون وأعجبه قول صاحبها، فلو كان الأمر كذلك ما كان المأمون يرجع إلى مذهب الجهمية ويحمل الناس عليه ويعاقب على تركه ويهدد بالقتل وغيره كما هو معروف في أخباره في كتب المحنة].
أقول: وعباس الدوري روى الحنابلة من طريقه عدة أقوال عن أئمة لنصرة عقائدهم بأسانيد صحيحة مصنوعة يستبعد صدور تلك الأقوال عن أولئك الأئمة جداً.
6- ابن منده والخلال وأمثالهما من الحنابلة المجسمة:
ومثال على ذلك: (ابن منده) وهو محمد بن إسحق بن محمد بن يحيى وهو مجسم حنبلي مشهور.
قال الحافظ أبو نُعيم في تاريخ أصبهان في ترجمة ابن منده ص (339): [وتخبّط أيضاً في أماليه , ونسب إلى جماعة أقوالاً في المعتقدات لم يُعرفوا بها , نسأل الله جميل الستر والصيانة برحمته].
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (17/41) بعدما حاول الدفاع عن ابن منده إلا أنه اعترف قائلاً:
[وإذا روى ـ أي ابن منده ـ الحديث وسكت أجاد، وإذا بوَّب أو تكلَّم من عنده انحرف وحرفش]. يعني خلَّط، ونسي الذهبي أو تناسى أن يقول وإذا نقل عن السلف كذب وافترى!! وأما الإجادة فلا والله!! فقد اعترف الذهبي عقبها أنه يروي الأحاديث الساقطة والموضوعات!! أفهكذا تكون الإجادة ؟!
7- قال التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (2/13):
[وقد وصل حال بعض المجسمة فى زماننا إلى أن كتب شرح صحيح مسلم للشيخ محيى الدين النووى وحذف من كلام النووى ما تكلم به على أحاديث الصفات، فإن النووى أشعرى العقيدة فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذى صنفه مصنفه، وهذا عندى من كبائر الذنوب فإنه تحريف للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما فى أيديهم من المصنفات فقبح الله فاعله وأخزاه].
8- وفي زماننا هذا قام الشيخ عبد القادر الأرنأووط السلفي الدمشقي بالتلاعب بكتاب "الأذكار" للإمام النووي فحرّف بعض ما فيه! فالإمام النووي قال في آخر كتاب الحج فيه:
(فصل في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأذكارها..).
فجعله الشيخ عبد القادر الأرنأووط هكذا:
(فصل في زيارة مسجد رسول الله..).
وحذف من كلام النووي نحو تسعة أسطر، تجدون تفصيل ذلك في كتابي (الإغاثة بأدلة الاستغاثة). فذهبت إلى دمشق وراجعته في ذلك بمنزله هناك سنة (1994م) فقال لي: بأن دار الهدى في الرياض هي التي قامت بهذا الفعل. فقلت: له وكيف تقبل أنت بهذا واسمك على الكتاب ؟ فأعطاني ورقة بخطه وقع عليها بأنه يتبرأ من ذلك! وهذا لا يبرؤه بنظري وإنما هو لإسكات المعترضين.
فهذه أمثلة من لعب الحنابلة وقد قال التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (2/9) مؤكداً هذه الأمور التي ذكرتها:
[وفى المبتدعة لا سيما المجسمة زيادة لا توجد فى غيرهم وهو أنهم يرون الكذب لنصرة مذهبهم والشهادة على من يخالفهم فى العقيدة بما يسوءه فى نفسه وماله بالكذب تأييداً لاعتقادهم ويزداد حنقهم وتقربهم إلى الله بالكذب عليه بمقدار زيادته فى النيل منهم فهؤلاء لا يحل لمسلم أن يعتبر كلامهم].
فهذه فوائد علمية مهمة جداً وللغاية، ظهرت معي في البحث وممارسة تخريج الأحاديث ونقد عقائد المجسمة، استحضروها إخوتي، وانشروها ليعلم الناس كيف يتم التزوير والتلاعب من أهل الباطل.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
_______________________
إن الإيمان أو العقيدة الإسلامية أهم مرتكزات شخصية المسلم ومنها تنبثق أفكاره وتصوراته بالإضافة إلى علم الفقه الذي يُعرف به الحلال والحرام، وقد صنفنا في الإيمان عدة مؤلفات، منها (صحيح شرح العقيدة الطحاوية) ومنها (عقد الزبرجد النضيد في شرح جوهرة التوحيد) ومنها (منظومة خلاصة التوحيد) وهي (720) بيتاً، منشورة بصوت العبد الفقير على النت.
وهناك مسائل أحببت أن أتكلّم فيها تتعلق بهذا الموضوع، منها: أن الحنابلة المجسمة حاولوا عبر القرون من زمن أحمد بن حنبل إلى هذا اليوم تشويه الإيمان والعقيدة الإسلامية وذلك بإدخال التشبيه والتجسيم في موضوع الصفات بإثبات الأعضاء للمولى سبحانه وتعالى عما يصفون، وفي خلق القرآن، وفي الجبر في مسألة القضاء والقدر، وكذا الغض من شأن أهل بيت نبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والطعن في العترة الزكية حتى غدا ذكر فضائل أهل بيت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يؤدي فوراً إلى الاتهام بالرفض عند أهل الباطل التائهين، وغير ذلك من المسائل التي تذكر في كتب العقائد والتوحيد والإيمان، وسلك الحنابلة في ذلك عدة مسالك يمكن أن نفردها أو يفردها بعض أصحابنا بمؤلف خاص نلخصها في الأمور التالية:
أولاً: أن هؤلاء المجسمة والمشبهة من السلف والخلف وخاصة الحنابلة قاموا بتأليف مؤلفات خاصة تؤيد عقائهم نسبوها لجماعة من أئمة أهل العلم، كـ (الرد على الجهمية) و (رسالة الإصطخري) نسبوهما لأحمد بن حنبل، وكتاب (الفقه الأكبر) أو (عقيدة الشافعي) أو (الوصية) نسبوها للإمام الشافعي، وهذا غير كتاب (الفقه الأكبر) المنسوب للإمام أبي حنيفة، وكتاب (الحيدة) الموضوع على عبد العزيز الكناني تلميذ الشافعي، وكتاب (الصفات) وكتاب (الرؤية) المنسوبان للدارقطني، وغير ذلك.
ثانياً: أنهم نسبوا أقوالاً لجماعة من السلف والأئمة تؤيد بدعهم الاعتقادية، وخاصة في مسألة العلو وتفسير الاستواء بما يفيد الجلوس والقعود على العرش، أو كفر من قال بخلق القرآن وأنه من جملة المشركين، أو استباحة دم من خالف في هذه الأمور، ومن أراد أن يرى نماذج من ذلك فلينظر في كتاب (العلو) للذهبي وما علقناه عليه، فقد ذكر الذهبي في القسم الأخير من الكتاب قول (167) عالماً يقول بقوله في (العلو الحسي) الذي يريده، وفعل مثله ابن القيم في (اجتماع الجيوش الإسلامية) وكلاهما حققته وبينت عدم ثبوت غالب تلك الأقوال عمن نسبت إليهم. فالعلو مثلاً أورد الذهبي فيه قول (167) رجلاً، منهم (125) لا يثبت القول عنهم لضعف الإسانيد إليهم أو وجود الكذابين والوضاعين في أسانيد تلك الأقوال، وفيه أيضاً (18) رجلاً كان كلامهم خارجاً عن الموضوع الذي أورد ذكرهم فيه لأجله، و (3) تضارب القول عنهم، وبقي (25) رجلاً وهم ممن كان يعتقد بعقيدة التشبيه والتجسيم وهو من أئمة ومناصري الحنابلة في الاعتقاد.
وممن فعل ذلك جماعة من الحنابلة منهم: ابن منده والخلال وابن قدامة صاحب كتاب "ذم التأويل" و"العلو" وغيرهما من الطامات.
ثالثاً: أنهم وثقوا رجالاً من الضعفاء لتصحيح تلك الأسانيد والكتب التي تنصر معتقداتهم، وهذه الثالثة سنفرد لها مقالاً خاصاً في ذلك إن شاء الله تعالى.
وسأذكر لكم نماذج من هذه الأمور والله المستعان:
1- قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/656-657) في ترجمة محمد بن علي العُشَاري:
[أدخلوا عليه أشياء فحدَّث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ومنها عقيدة للشافعي]. وقول الذهبي (بسلامة باطن) كلام باطل مردود إذ البواطن لا يطلع عليها إلا الله تعالى!! فكيف اطلع الذهبي على سلامة باطنه وبينهما نحو ثلاثمائة سنة ؟!!
لاحظ: أنه قال عقيدة للإمام الشافعي أدخلها الحنابلة على العشاري فرواها على أنها من جملة مروياته بإسناده المتصل إلى الإمام الشافعي. وسماها بعضهم (الوصية للشافعي).
2- ابن كادش تلميذ العشاري وهو وضاع حنبلي مثل سابقه، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في لسان الميزان (1/235): [قال ابن النجار: كان مخلطاً كذاباً لا يحتج بمثله وللأئمة فيه مقال...... وقال ابن عساكر: قال لي أبو العز ابن كادش وسمع رجلاً قد وضع في حق عليٍّ حديثاً ووضعتُ أنا في حق أبي بكر حديثاً بالله أليس فعلـــت جيـداً ؟!].
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (19/559) معلقاً على كلام ابن كادش هذا:
[قلت: هذا يدل على جهله، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم].
وهذا إنصاف من الذهبي هنا.
3- ذكر الحافظ الذهبي في الميزان (2/624) والحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4/26 الهندية) و (4/32 دار الفكر) في ترجمة: (عبدالعزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي) وقالا فيها: [من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة، إلا أّنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند الإمام أحمد. قال ابن زرقوية الحافظ: كتبوا عليه محضراً بما فعل، كتب فيه الدارقطني وغيره، نسأل الله العافية والسلامة]. انتهى
قلت: ثمَّ ذكر الذهبي له بعد ذلك حديثاً وقال عقبة: [المتهم به أبو الحسن].
فتأمل كيف يضع الحنابلة أحاديث في مسند إمامهم لينصروا آراءهم.
4- صرَّح الحافظ الذهبي في ترجمة أحمد بن حنبل في سير أعلام النبلاء (11/286) على أن كتاب (الرد على الجهمية) و (رسالة الاصطخري) كتابان موضوعان مكذوبان على الإمام أحمد إذ قال:
[لا كرسالة الإصطخري، ولا كالردّ على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله..]. فتأمّل.
5- قال الذهبي في الميزان (5139):
[عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكنانى المكى الذى ينسب إليه الحيدة في مناظرته لبشر المريسى
قلت: لم يصح إسناد كتاب "الحيدة" إليه، فكأنه وُضِع عليه. والله أعلم]. وقال الذهبي في "الميزان" (7395) في ترجمة: [محمد بن الحسن بن أزهر الدَّعَّاء: عن عباس الدوري. اتهمه أبو بكر الخطيب بأنه يضع الحديث. قلت: هو الذي انفرد برواية (كتاب الحيدة ). رواه عنه أبو عمرو بن السماك، ورأيت له حديثاً إسناده ثقات سواه، وهو كذب: في فضل عائشة. ويغلب على ظنى أنه هو الذي وضع (كتاب الحيدة)، فإنى لاستبعد وقوعها جداً].
وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/370): [ووجه استبعاد المصنف كتاب الحيدة أنه يشتمل على مناظرات أقيمت فيها الحجة لتصحيح مذهب أهل السنة عند المأمون وأعجبه قول صاحبها، فلو كان الأمر كذلك ما كان المأمون يرجع إلى مذهب الجهمية ويحمل الناس عليه ويعاقب على تركه ويهدد بالقتل وغيره كما هو معروف في أخباره في كتب المحنة].
أقول: وعباس الدوري روى الحنابلة من طريقه عدة أقوال عن أئمة لنصرة عقائدهم بأسانيد صحيحة مصنوعة يستبعد صدور تلك الأقوال عن أولئك الأئمة جداً.
6- ابن منده والخلال وأمثالهما من الحنابلة المجسمة:
ومثال على ذلك: (ابن منده) وهو محمد بن إسحق بن محمد بن يحيى وهو مجسم حنبلي مشهور.
قال الحافظ أبو نُعيم في تاريخ أصبهان في ترجمة ابن منده ص (339): [وتخبّط أيضاً في أماليه , ونسب إلى جماعة أقوالاً في المعتقدات لم يُعرفوا بها , نسأل الله جميل الستر والصيانة برحمته].
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (17/41) بعدما حاول الدفاع عن ابن منده إلا أنه اعترف قائلاً:
[وإذا روى ـ أي ابن منده ـ الحديث وسكت أجاد، وإذا بوَّب أو تكلَّم من عنده انحرف وحرفش]. يعني خلَّط، ونسي الذهبي أو تناسى أن يقول وإذا نقل عن السلف كذب وافترى!! وأما الإجادة فلا والله!! فقد اعترف الذهبي عقبها أنه يروي الأحاديث الساقطة والموضوعات!! أفهكذا تكون الإجادة ؟!
7- قال التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (2/13):
[وقد وصل حال بعض المجسمة فى زماننا إلى أن كتب شرح صحيح مسلم للشيخ محيى الدين النووى وحذف من كلام النووى ما تكلم به على أحاديث الصفات، فإن النووى أشعرى العقيدة فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذى صنفه مصنفه، وهذا عندى من كبائر الذنوب فإنه تحريف للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما فى أيديهم من المصنفات فقبح الله فاعله وأخزاه].
8- وفي زماننا هذا قام الشيخ عبد القادر الأرنأووط السلفي الدمشقي بالتلاعب بكتاب "الأذكار" للإمام النووي فحرّف بعض ما فيه! فالإمام النووي قال في آخر كتاب الحج فيه:
(فصل في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأذكارها..).
فجعله الشيخ عبد القادر الأرنأووط هكذا:
(فصل في زيارة مسجد رسول الله..).
وحذف من كلام النووي نحو تسعة أسطر، تجدون تفصيل ذلك في كتابي (الإغاثة بأدلة الاستغاثة). فذهبت إلى دمشق وراجعته في ذلك بمنزله هناك سنة (1994م) فقال لي: بأن دار الهدى في الرياض هي التي قامت بهذا الفعل. فقلت: له وكيف تقبل أنت بهذا واسمك على الكتاب ؟ فأعطاني ورقة بخطه وقع عليها بأنه يتبرأ من ذلك! وهذا لا يبرؤه بنظري وإنما هو لإسكات المعترضين.
فهذه أمثلة من لعب الحنابلة وقد قال التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (2/9) مؤكداً هذه الأمور التي ذكرتها:
[وفى المبتدعة لا سيما المجسمة زيادة لا توجد فى غيرهم وهو أنهم يرون الكذب لنصرة مذهبهم والشهادة على من يخالفهم فى العقيدة بما يسوءه فى نفسه وماله بالكذب تأييداً لاعتقادهم ويزداد حنقهم وتقربهم إلى الله بالكذب عليه بمقدار زيادته فى النيل منهم فهؤلاء لا يحل لمسلم أن يعتبر كلامهم].
فهذه فوائد علمية مهمة جداً وللغاية، ظهرت معي في البحث وممارسة تخريج الأحاديث ونقد عقائد المجسمة، استحضروها إخوتي، وانشروها ليعلم الناس كيف يتم التزوير والتلاعب من أهل الباطل.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
_______________________