حديث سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم باطل وبيان من طعن وتكلم فيه من أكابر علماء أهل السنة والجماعة:
مرسل: الاثنين نوفمبر 18, 2024 11:22 am
حديث سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم باطل وبيان من طعن وتكلم فيه من أكابر علماء أهل السنة والجماعة:
قال الإمام الحاكم في كتابه (معرفة علوم الحديث) ص (112) :
[وإنّما يُعَلَّل الحديث من أَوجهٍ ليس للجرح فيها مدخل فإنّ حديث المجروح ساقط واهٍ ، وعلّة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يُحَدِّثوا بحديثٍ له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولاً، والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير ...] اهـ .
وصرح الإمام الحاكم أول (مستدركه على الصحيحين) (1/2-3) بأن أحاديث الصحيحين بعضها لا يخلو من علة فقال:
[وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة وغيرها أن أجمع كتابا يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يحتج محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج بمثلها، إذ لا سبيل إلى إخراج ما لا علة له، فإنهما رحمهما الله لم يدعيا ذلك لأنفسهما، وقد خرج جماعة من علماء عصرهما ومن بعدهما عليهما أحاديث قد أخرجاها، وهي معلولة،...].
ومن ذلك تصريح الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم صاحب "المستدرك على الصحيحين" في كتابه "المدخل إلى كتاب الإكليل" ص (39) بشذوذ حديث السحر حيث قال :
(وحديث أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : طُبَّ – أي سحر – رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله . قال الحاكم : هذا الحديث مخرج في الصحيح وهو شاذ بمرة) .
والذي يؤكد ذلك الشذوذ أنه قد وقع في بعض روايات الحديث كما في "الفتح" (10/230) أن سيدنا جبريل نزل عند ذلك بالمعوذتين ... وهذا يخالف ما هو مشهور من أن المعوذتين مكيتان !!
ولو كان الحديث صحيحاً لصح الباطل وهو قول كفار مكة يومئذ فيما حكاه الله تعالى في كتابه عنهم {إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} الإسراء:47، وقال تعالى {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} الفرقان:8 .
ثم إن الحديث فيه اضطراب في اسم الساحر ونعته ففي بعض الروايات أنه يهودي وفي بعضها أنصاري وفي بعضها منافق كما تجد ذلك في "شرح مشكل الآثار" (15/179-181) للإمام الطحاوي والتعليق عليه ؛ وكذا "الفتح" (10/226) .
وكذا وقع الخلاف والاضطراب في مدة تأثير السحر !!
ومن ذلك كله نقول بأن الحديث شاذ مردود باطل.
وأبطل حديثَ السحر أيضاً الإمامُ الجصَّاص الحنفي (370هـ) صاحب كتاب "أحكام القرآن" حيث قال فيه هناك (1/60):
[وقد أجازوا من فعل الساحر ما هو أطم من هذا وأفظع وذلك أنهم زعموا أن النبي عليه السلام سحر وأن السحر عمل فيه حتى قال فيه أنه يتخيل لي أني أقول الشيء وأفعله ولم أقله ولم أفعله وأن امرأة يهودية سحرته في جف طلعة ومشط ومشاقة حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أنها سحرته في جف طلعة وهو تحت راعوفة البئر فاستخرج وزال عن النبي عليه السلام ذلك العارض وقد قال الله تعالى مكذبا للكفار فيما ادعوه من ذلك النبي ص – فقال جل من قائل وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين تعلبا بالحشو الطغام وإستجرارا لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام والقدح فيها وأنه لا فرق بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة وأن جميعه من نوع واحد..].
وقال الإمام الماوردي الشافعي في تفسيره المسمى "النكت والعيون" (473/4):
[فأما المروي من سحر النبي صلى الله عليه وسلم فقد أثبته أكثرهم، وأن قوماً من اليهود سحروه وألقوا عقدة سحره في بئر حتى أظهره الله عليها... وأنكـــــــره آخـــــرون ، ومنعوا منه في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن صح في غيره ، لما في استمراره عليه من خبل العقل ، وأن الله تعالى قد أنكر على من قال في رسوله حيث يقول: {إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً}].
هذا ملخص في المسألة.
والله تعالى أعلم.
قال الإمام الحاكم في كتابه (معرفة علوم الحديث) ص (112) :
[وإنّما يُعَلَّل الحديث من أَوجهٍ ليس للجرح فيها مدخل فإنّ حديث المجروح ساقط واهٍ ، وعلّة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يُحَدِّثوا بحديثٍ له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولاً، والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير ...] اهـ .
وصرح الإمام الحاكم أول (مستدركه على الصحيحين) (1/2-3) بأن أحاديث الصحيحين بعضها لا يخلو من علة فقال:
[وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة وغيرها أن أجمع كتابا يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يحتج محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج بمثلها، إذ لا سبيل إلى إخراج ما لا علة له، فإنهما رحمهما الله لم يدعيا ذلك لأنفسهما، وقد خرج جماعة من علماء عصرهما ومن بعدهما عليهما أحاديث قد أخرجاها، وهي معلولة،...].
ومن ذلك تصريح الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم صاحب "المستدرك على الصحيحين" في كتابه "المدخل إلى كتاب الإكليل" ص (39) بشذوذ حديث السحر حيث قال :
(وحديث أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : طُبَّ – أي سحر – رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله . قال الحاكم : هذا الحديث مخرج في الصحيح وهو شاذ بمرة) .
والذي يؤكد ذلك الشذوذ أنه قد وقع في بعض روايات الحديث كما في "الفتح" (10/230) أن سيدنا جبريل نزل عند ذلك بالمعوذتين ... وهذا يخالف ما هو مشهور من أن المعوذتين مكيتان !!
ولو كان الحديث صحيحاً لصح الباطل وهو قول كفار مكة يومئذ فيما حكاه الله تعالى في كتابه عنهم {إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} الإسراء:47، وقال تعالى {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} الفرقان:8 .
ثم إن الحديث فيه اضطراب في اسم الساحر ونعته ففي بعض الروايات أنه يهودي وفي بعضها أنصاري وفي بعضها منافق كما تجد ذلك في "شرح مشكل الآثار" (15/179-181) للإمام الطحاوي والتعليق عليه ؛ وكذا "الفتح" (10/226) .
وكذا وقع الخلاف والاضطراب في مدة تأثير السحر !!
ومن ذلك كله نقول بأن الحديث شاذ مردود باطل.
وأبطل حديثَ السحر أيضاً الإمامُ الجصَّاص الحنفي (370هـ) صاحب كتاب "أحكام القرآن" حيث قال فيه هناك (1/60):
[وقد أجازوا من فعل الساحر ما هو أطم من هذا وأفظع وذلك أنهم زعموا أن النبي عليه السلام سحر وأن السحر عمل فيه حتى قال فيه أنه يتخيل لي أني أقول الشيء وأفعله ولم أقله ولم أفعله وأن امرأة يهودية سحرته في جف طلعة ومشط ومشاقة حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أنها سحرته في جف طلعة وهو تحت راعوفة البئر فاستخرج وزال عن النبي عليه السلام ذلك العارض وقد قال الله تعالى مكذبا للكفار فيما ادعوه من ذلك النبي ص – فقال جل من قائل وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين تعلبا بالحشو الطغام وإستجرارا لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام والقدح فيها وأنه لا فرق بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة وأن جميعه من نوع واحد..].
وقال الإمام الماوردي الشافعي في تفسيره المسمى "النكت والعيون" (473/4):
[فأما المروي من سحر النبي صلى الله عليه وسلم فقد أثبته أكثرهم، وأن قوماً من اليهود سحروه وألقوا عقدة سحره في بئر حتى أظهره الله عليها... وأنكـــــــره آخـــــرون ، ومنعوا منه في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن صح في غيره ، لما في استمراره عليه من خبل العقل ، وأن الله تعالى قد أنكر على من قال في رسوله حيث يقول: {إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً}].
هذا ملخص في المسألة.
والله تعالى أعلم.