صفحة 1 من 1

الدفاع عن الصحابي الجليل سعد بن معاذ وإبطال ما نسب إليه زوراً:

مرسل: الاثنين نوفمبر 18, 2024 11:24 am
بواسطة عود الخيزران
الدفاع عن الصحابي الجليل سعد بن معاذ وإبطال ما نسب إليه زوراً:

(بيان عدم صحة رواية أن ضمة القبر كانت لسعد بن معاذ لأنه كان لا يحسن طهوره ويقصر في الاستنجاء من البول):

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (4/127): [وقد ذكر البيهقي رحمه الله بعد روايته ضمة سعد رضي الله عنه في القبر أثراً غريباً فقال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس، عن ابن اسحاق، حدثني أمية بن عبد الله أنه سأل بعض أهل سعد ما بلغكم من قول رسول الله | في هذا؟ فقالوا: ذُكِرَ لنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن ذلك فقال: كان يُقَصِّرُ في بعض الطهور من البول].

أقول: هذا رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (4/84/برقم1380) وفي إثبات عذاب القبر (برقم96).

أما (أحمد بن عبد الجباري) الذي في إسناده فقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (1/45):
[قال بن أبي حاتم كتبت عنه وأمسكت عن الرواية عنه لكثرة كلام الناس فيه، وقال مُطَيَّن: كان يكذب. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، تركه ابن عقدة. وقال ابن عَدِي: رأيت أهل العراق مجمعين على ضَعْفِهِ، وكان ابن عقدة لا يُحَدِّث عنه، وذكر أن عنده عنه قمطراً على أنه لا يتورع أن يُحَدِّث عن كل أحد... وفي سؤالات الحاكم للدارقطني: اختلف فيه شيوخنا ولم يكن من أهل الحديث].

وأما (يونس بن بكير) أبو بكر الشيباني (ت199هـ)، فقال الذهبي في "الكاشف" (برقم6464): [قال ابن معين: صدوق. وقال أبو داود: ليس بحجة يوصل كلام بن إسحاق بالأحاديث]. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (13/490): [وقال النسائي: ليس بالقوي،.. وقال النَّسائي في مكان آخر: ضعيف]. والذي قاله ابن معين في تاريخه رواية الدوري (3/521/برقم2545) هو: [كان صدوقاً وكان يتبع السلطان وكان مرجئاً]. وقال العجلي في "معرفة الثقات" (2/377):
[يونس بن بكير الشيباني وكان على مظالم جعفر بن برمك ضعيف الحديث].

وشيخه هنا لا نعلم من هو على التحقيق! فيحتمل أنه (محمد بن إسحاق) صاحب السيرة كما في "دلائل النبوة" للبيهقي (1380)، ويحتمل أنه (أبو إسحاق إبراهيم بن يزيد الكوفي) كما في "إثبات عذاب القبر" للبيهقي (برقم96) وقد ذكروا في ترجمته أنه روى عن كلٍ منهما، فأما (أبو إسحاق الكوفي) فقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (1/126): [إبراهيم بن يزيد أبو إسحاق الكوفي عن أبي نضرة عن أبي سعيد حديث: ((طوبى لم رآني)) وعنه عثام بن علي ويونس بن بكير، ذكره البخاري في "التاريخ" ونقل الدارقطني عن ابن المديني: مجهول].

وأما (أمية بن عبد الله) فيحتمل رجلين:
أحدهما: أمية بن عبد الله بن خالد (ت87هـ) قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (1/325): [أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي المكي روى عن ابن عمر وعنه: عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأبو إسحاق والزهري.. وقال الزبير بن بكار: استعمله عبد الملك بن مروان على خراسان. وقال خليفة مات في ولاية عبد الملك وقال المدائني مات سنة 87. قلت: وقال ابن حبان في "الثقات" مات سنة 86 وروى عنه أبو إسحاق فقلب اسمه! قال: أمية بن خالد بن عبد الله وأرسل حديثه].

والثاني: أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان (ت130هـ) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل" (2/301): [أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان روى عن عكرمة وأبيه وعمر بن عبد العزيز روى عنه بن إسحاق ويحيى بن سليم الطائفي سمعت أبى يقول ذلك وسئل عنه فقال ما بحديثه بأس].

وعليه فهذا سند مجهول واهٍ لا قيمة له وهذه القصة ملفقة مكذوبة.

وأظن أن سبب هذا الاتهام والتشويه لصورة سيدنا سعد أنه حكم على اليهو..د بأن يقتل مقاتليهم! فقد روى البخاري (4121) ومسلم (1768) وهذا لفظ البخاري:
[حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:
نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ فَأَتَى عَلَى حِمَارٍ فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ خَيْرِكُمْ. فَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ. فَقَالَ: تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ وَتَسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ. قَالَ قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ وَرُبَّمَا قَالَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ].

أقول لأجل ذلك قيل ما قيل فيه من ضمة القبر والتشديد عليه وأنه كان لا يحسن الطهور رضي الله عنه وأرضاه!