التعريف بالأخطل الشاعر الزنديق:

التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

التعريف بالأخطل الشاعر الزنديق:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

التعريف بالأخطل الشاعر الزنديق:

عاش الأخطل في الإسلام في عهد الدولة الأموية وليس في الجاهلية وكان يتظاهر بالنصرانية كذباً وكان مختصاً بعبد الملك بن مروان هلك سنة 90هـ في خلافة الوليد، وسبب شهرته هو هجاؤه وذمه للأنصار رضي الله عنهم في شعره عند الأمويين أعداء آل البيت والأنصار .
واسم الأخطل: أبو مالك غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة التغلبي ، والأخطل في قول صاحب "خزانة الأدب" مأخوذ من الخطل وهو الالتواء في الكلام أو السَّفَه، والبذاءة، وسلاطة اللسان.

وكان الأخطل على الدوام سكراناً، يدخل على عبدالملك مخموراً وفي عنقه صليب!! قال الأستاذ مجيد طراد محقق "ديوان الأخطل" في مقدمة
الديوان ص (10) بعدما بيَّن أن الأخطل تمسَّك بنصرانيته في الدولة الأموية الإسلامية (!) مع أن خلفاء السوء كانوا يحثونه على الإسلام ويغدقون عليه الأموال ويعدونه بالأكثر إن هو أسلم مع قول الذهبي عنه في ترجمته:
[وقد حصَّل أموالاً جزيلة من بني أمية]ـ

قال الأستاذ مجيد طراد ـ : [على أننا نرى أن الأخطل لم يكن متمسكاً بنصرانيته بدافع إيمانيٍّ ناتج عن معرفة وممارسة، وتديّن ، بل إنه كان يؤثر أن يظل على ديانةٍ فطر عليها ، وجرى فيها مجرى التقليد ، واعتصم بها اعتصامه بقبيلته المفاخرة بماضيها ومآثرها ، والتي كانت ترى في اعتناق الدّين الجديد تنازلاً عن تاريخها وأمجادها ] .
ومن شعر هذا الأخطل عليه من الله ما يستحق أمام عبد الملك بن مروان :
ولست بصائمٍ رمضان يوماً/// ولست بآكل لحمَ الأضاحي
ولست بقائم كالعير يدعو/// قبيل الصبح حي على الفلاح
ولكنِّي سأشربها شمولاً/// وأسجد عند منبلج الصباح

تأمل !! وهو القائل كما في ديوانه أيضاً :
شربنا فمتنا ميتة جاهليةً// مضى أهلها لم يعرفوا ما محمد
وقلنا لساقينا عليك فعد بنا/// إلى مثلها بالأمس فالعود أحمد

وعندما هَلَك هجاه جرير الشاعر المفلق بقوله فيه :
وزارَ القبورَ أبو مالكٍ//// تنوحُ بناتُ أبي مالكٍ
فكان كأَلأَمِ زُوَّارها //// ببوق النصارى وزمَّارها

[وكان عبد الملك بن مروان يلقّبه بشاعر أمير المؤمنين ، وشاعر بني أمية، وأشعر الشعراء].
كما في مقدمة ديوان الأخطل للأستاذ طراد ص (16).

وإلى هذا الأخطل ينسب البيت المشهور:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما //// جعل اللسان على الفؤاد دليلا
مع أن صوابه كما قلناه في مقال سابق:
إن البيان لفي الفؤاد وإنما/// جعل اللسان على الفؤاد دليلا
فتأملوا!

قال العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (2/146) حيث أورد بيت الأخطل (إن الكلام لفي الفؤاد..) هناك ثم قال عقبه:
[وقد أنكره العلاء المرداوي من الحنابلة في شرح تحرير الأصول ، وقال هو موضوع على الأخطل وليس هو في نسخ ديوانه، وإنما هو لابن الصمصام ولفظه ( إن البيان ) اهـ وقد استرسل بعض علماءنا من الذين لهم تقدّم ووجاهة وهو علي بن علي بن محمد بن الغزي الحنفي فقال في شرح عقيدة الطحاوي ما نصه : وأما من قال إنه معنى واحد واستدل بقول الأخطل المذكور فاستدلال فاسد ، ولو استدل مستدل بحديث في الصحيحين لقالوا هذا خبر واحد ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول والعمل به فكيف وهذا البيت قد قيل إنه مصنوع منسوب إلى الأخطل وليس هو في ديوانه ، وقيل إنما قال : إن البيان لفي الفؤاد ، وهذا أقرب إلى الصحة وعلى تقدير صحته عنه فلا يجوز الاستدلال به فإن النصارى قد ضلوا في معنى الكلام وزعموا أن عيسى عليه السلام نفس كلمة الله واتحد اللاهوت بالناسوت ، أي شيء من الإله بشيء من الناس فيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب ، وأيضاً فمعناه غير صحيح إذ لازمه أن الأخرس يسمى متكلماً لقيام الكلام وإن لم ينطق به ولم يسمع وهذا معنى عجيب .. ] .

أضف رد جديد

العودة إلى ”التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم“